تتعرض 1150 عائلة مسيحية في مدينة البصرة الى مضايقات متواصلة وهجمات متكررة منذ سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الامر الذي دفع بالكثير من هذه العائلات الى التفكير بمغادرة المدينة الى مناطق اكثر امنا.
وكان عدد من أصحاب محلات بيع الخمور المرخصة في المدينة تعرضوا لسلسلة من الاعتداءات والاغتيالات أعقبت قرارا أصدره رجال الدين الشيعة بعد سقوط نظام صدام باغلاق نحو 200 محل لبيع الخمور يملكها مسيحيون، ما اسفر عن انتشار الخوف بينهم والتفكير في الرحيل عن المدينة الواقعة تحت السيطرة البريطانية والتي تعتبر آمنة نسبيا مقارنة بالوضع في مناطق وسط العراق وشماله.
ورغم توقف هؤلاء عن بيع الخمور، فإن استهدافهم لم يتوقف. وقد حاولوا حماية انفسهم وعائلاتهم من خلال توجيه رسائل الى بعض القادة الروحيين الشيعة واصدار بيانات وزعوها في الشوارع نددوا فيها بما سبق أن أقدموا عليه من بيع الكحول وطلبوا فيها الصفح. لكن هذه الرسائل والبيانات لم تمنع من استهداف منازلهم بالقنابل اليدوية كما حصل ليل الثلاثاء الماضي مما ادى الى تحطم النوافذ واختراق الشظايا للجدران، واضطر أرباب العائلات الى عدم النوم طوال الليل لحراسة منازلهم خوفا من هجمات أخرى.
وقد أشار الاسقف غبريال كساب الذي يرعى شؤون المسيحيين المنتمين الى طوائف متعددة في المدينة منها السريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك والبروتستانت والكلدان، الى مقتل ستة من أبناء رعيته وقال: "كان هناك امن خلال عهد النظام السابق ولم تكن هناك مشكلات كبيرة".
وقال في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية "هناك عدد من المسلمين المتطرفين يعتبرون ان المسيحيين ضعفاء. افراد مجموعتنا يشعرون بالخوف الآن ويغادر من لديه اقارب في الخارج".
ومع ذلك فقد اعرب كساب المتحدر من مدينة الموصل الشمالية، عن تفاؤله بامكان تحسن الاوضاع ناسبا الهجمات الى غير العراقيين، ومشددا على ان العلاقات بين مختلف الطوائف الروحية في المدينة لا تزال متينة. وقال ان "الاضطرابات هنا لا يفتعلها ابناء البصرة. فالتعاون في ما بينهم جيد وقد جاء مسلمون كثر لتقديم التهنئة بعيد الميلاد، كما قمت شخصيا بزيارة المساجد للتهنئة بعيد الاضحى"—(البوابة)—(مصادر متعددة)