اعتبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الاثنين، حل قضية جنوب البلاد مفتاح لحل جميع مشاكل اليمن بعيدا عن استخدام القوة المسلحة.
وطالب هادي، في الكلمة التي ألقاها في افتتاح مؤتمر الحوار الذي انطلقت فعاليته اليوم الاثنين، المشاركين في الحوار، وعددهم 565 مشارك من مختلف الأطياف في الساحة اليمنية ، "أن يغادروا الماضي بكل تفاصيله, وان يتخلصوا من عصبيات متخلفة واستحضار العبر والعظات التي تساعد على الانتقال إلى مستقبل أفضل".
وقال: "اليمن ينتصر لليمن الكبير الموحد بعيدا عن هيمنة الأسرة أو المنطقة أو القبيلة يلتحم فيه اليمنيون لكتابة صفحة بيضاء في تاريخهم المعاصر ويطوون صفحة كادت أن تؤدي بهم إلى الحرب الأهلية "مشيراً إلى أن المختلفين من سابق من قوى سياسية يقفون اليوم تحت سقف واحد اثر الاتفاق على تنفيذ مبادرة الخليج التي ترعها الأمم المتحدة
وشدد الرئيس اليمني على على أن حل القضية الجنوبية "سيؤدي إلى حل عقد اجتماعي جديد بعيدا عن أمراض التخلف والعصبية والقروية قائلاً : " نعول على حل القضية الجنوبية بدون استخدام القوة المسلحة كحل الذي إن تم سيقود إلى دمار كبير."
وقال مخاطباً المؤتمرين : يجب معالجة القضية المحورية في المؤتمر "القضية الجنوبية " وان تقفوا أمامها بمسؤولية ,وإحساس وطني عميق بعيد عن الحلول المطبخوه الجاهزة وأنواع الابتزاز.
ومن جانبه، اعتبر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، الحوار فرصة تاريخية لحل القضايا المستعصية في اليمن وحلها بيد اليمنيين مؤكدا تقديم الخبرات الأممية لليمنيين من اجل صنع مستقبل بلادهم، مضيفاً: "نضع خبراتنا تحت تصرفكم وليس لدين وصفات جاهزة لحل القضايا المطروحة"، و دعا المتحاورين إلى العمل بروح جماعية وطنية لإنجاح مؤتمرهم.
وبدوره، قال الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، إن الحوار فرصة تاريخية لتطور اليمن وازدهاره معرباً عن تطلعه في أن يتفق المتحاورون على دستور جديد يلبي تطلعات الشعب اليمني
وقال الرئيس هادي ان الحوار الذي يهدف إلى وضع دستور جديد للبلاد، وحل الأزمات الكبرى، مثل قضية الجنوب والتمرد الحوثي في الشمال، إلى أن هذا الحوار في اليمن تجربة رائدة يمكن الاقتداء بها، مؤكدا أن "اليمن بعد هذا الحوار لن يكون كما كان قبله". ودعا الرئيس اليمني الأطراف كافة إلى "فتح صفحة بيضاء من أجل نقل البلد إلى دولة مدنية" والاستفادة من "اللحظة الحاسمة" "للخروج من خنادق العصبيات".كما شدد منصور هادي على أن "الجنوب مفتاح حل كل القضايا الرئيس اليمني" وأن "الدستور اليمني يجب أن يكفل حياة كريمة". وأكد منصور هادي بأن "القوة لن تقود إلا إلى الفشل الذريع"، مضيفا أن "هناك إرادة دولية لإنجاح الحوار"، وأن "على جميع الأطراف تقديم التنازلات" مشيرا إلى أن "التوافق شرط لإخراج اليمن من أزمته".ورأى الرئيس اليمني أن "الحوار أول خطوة حاسمة للتغيير"، متعهدا ببناء دولة مدنية حديثة وتغيير "أساليب الإدارة والسلطة".
فيما ينعقد الحوار برئاسة الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي، وبرعاية الأمم المتحدة الممثلة بمبعوثها الخاص جمال بن عمر بموجب اتفاق انتقال السلطة الذي أسفر عن تخلي الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن السلطة في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 وفي ظل مقاطعة من غالبية مكونات الحراك الجنوبي المطالب بالعودة إلى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى العام 1990.حيث ذكر تكتل اللقاء المشترك اليمني الذي يضم أحزاب الإصلاح والاشتراكي والوحدوي الناصري إنه سيكتفي بحضور حفل افتتاح المؤتمر فقط لتأكيد إيمانه بالحوار وحرصه على نجاحه.من جانبه، شدد أحمد الصوفي، المستشار الصحفي للرئيس السابق علي عبد الله صالح على أهمية مؤتمر الحوار لمعالجة مشاكل اليمن السياسية، لكنه نبه إلى ألا يكون الحوار عسكريا بلغة التفاوض. كما دعا إلى أن يصار إلى مناقشة القضايا المحورية المتعلقة بمستقبل اليمن والاستقرار في المنطقة بشكل عام واليمن بشكل خاص.بينما أعلنت الناشطة اليمنية، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان أنها لن تشارك في مؤتمر الحوار احتجاجا على تهميش "الشباب والمرأة والمجتمع المدني". كما عزت كرمان عدم مشاركتها إلى "مشاركة أفراد تورطوا بقتل الشباب وبقاء الجيش منقسما"، منتقدة الإدارة الانتقالية ممثلة بالرئيس اليمني والحكومة التي قالت إنها لم تتخذ الإجراءات اللازمة "لكفالة النزاهة والرشد في الإدارات العامة".هذا، وبالتزامن مع انعقاد جلسات الحوار، تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين في عدن جنوب البلاد، بدعوة من جبهة الحراك الجنوبي تحت شعار رفض الحوار الوطني. ورفع المتظاهرون، الذين تدفقوا على عدن من سائر أرجاء جنوب اليمن، أعلام جمهورية الجنوب سابقا ولافتات كتبت عليها عبارات تؤيد استقلال الجنوب وتندد بالحوار.الرئيس اليمني: من لا يعجبه الحوار فالباب أمامهقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "إن من لا يعجبه الحوار فالباب أمامه"، وذلك ردا على مقاطعة أحد الحاضرين للكلمة الافتتاحية للحوار الوطني اليمني في وقت سابق من اليوم في صنعاء.وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد أصدر أمس الأحد قرارا تضمن القوائم النهائية للأعضاء المشاركين في المؤتمر، فيما قال القائمون عليه إنه سيبحث برنامجا سياسيا يضع ملامح الدولة مستقبلا، أهمها وضع دستور جديد للبلاد وتنظيم انتخابات في فبراير/شباط عام 2014. إلى ذلك، أعلنت فصائل من الحراك الجنوبي عدم مشاركتها في الحوار الوطني وتحفظها على شخصيات مشاركة فيه