نواز شريف يطالب بوقف غارات الطائرات الاميركية بدون طيار

تاريخ النشر: 05 يونيو 2013 - 02:43 GMT
رئيس الوزراء الباكستاني الجديد نواز شريف
رئيس الوزراء الباكستاني الجديد نواز شريف

طالب رئيس الوزراء الباكستاني الجديد نواز شريف الاربعاء بوقف الغارات التي تشنها الطائرات الاميركية بدون طيار وذلك في اول خطاب امام الجمعية الوطنية التي انتخبته للتو رئيسا للحكومة للمرة الثالثة في سابقة من نوعها في تاريخ البلاد.

وبعد اكثر من 13 عاما من الاطاحة به في انقلاب عسكري ارغمه على العيش في المنفى تولى نواز شريف، الفائز في الانتخابات التشريعية التي جرت في 11 ايار/مايو الماضي، مقاليد البلاد بعد تصويت متوقع للنواب.

ويؤدي شريف بعد ظهر اليوم اليمين امام الرئيس آصف علي زرداري. وبذلك يصبح شريف (63 سنة)، اول سياسي في تاريخ باكستان التي انشات عام 1947 يتولى هذا المنصب ثلاث مرات.

الا ان سعادته بهذه العودة، الثارية الطابع، قد لا تدوم طويلا حيث سيكون عليه مواجهة تحديات ضخمة وخاصة حل المشاكل الخطيرة في مجالي الطاقة والامن التي تجعل جزء كبير من سكان باكستان البالغ عددهم 180 مليون نسمة يعيشون في فقر وعدم استقرار.

وبعد التصويت بقليل تحدث شريف امام النواب ليعرض الخطوط العريضة لبرنامجه السياسي.

وطالب خصوصا بوقف غارات الطائرات الاميركية بدون طيار التي تستهدف بانتظام مسلحي حركة طالبان اسلامية وحليفتها القاعدة في باكستان، وقال "نحترم سيادة الاخرين وعليهم هم ايضا احترام سيادتنا واستقلالنا. هذه الحملة يجب ان تنتهي".

وكانت غارات الطائرات بدون طيار في المناطق القبلية شمال غرب البلاد، التي اصبحت معقلا للمسلحين الاسلاميين منذ نهاية 2001، قد بدات عام 2004 الا انها تكثفت بشكل كبير اعتبارا من 2008 لتصبح واحدة من الادوات الرئيسية للسياسة العسكرية الخارجية لادارة اوباما.

ومنذ اب/اغسطس 2008 سقط في نحو 300 غارة لهذه الطائرة اكثر من الفي قتيل غالبيتهم العظمى من المقاتلين الاسلاميين حسب السلطات الباكستانية. ورغم دفاع واشنطن عن دقة هذه الطائرات فانها توقع ايضا ضحايا مدنيين وتعزز المشاعر المعادية لاميركا في البلاد.

وكان نواز شريف ادان الجمعة بشدة اخر غارة للطائرات بدون طيار التي قتلت قبل ذلك بيومين المسؤول الثاني في حركة طالبان باكستان والي الرحمن. وعلى الاثر اعلنت طالبان انها ستسحب عرضا باجراء مباحثات سلام مع الحكومة ابدى شريف انفتاحا بشانه.

ووعدت طالبان باكستان بالثار لمقتل والي الرحمن وحملت اسلام اباد المسؤولية.

وتعد حركة طالبان، التي تحارب الحكومة الباكستانية بلا هوادة منذ 2007 منددة بتبعيتها للسياسية الاميركية، المسؤول الرئيسي عن موجة اعتداءات معظمها انتحارية قتلت نحو ستة الاف شخص في مختلف انحاء باكستان منذ نحو ست سنوات.

وتعد اسلام منذ اكثر من عشر سنوات حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في "حرب مكافحة الارهاب" التي تشنها في المنطقة وخاصة في افغانستان المجاورة. الا ان العلاقات بين البلدين تشهد توترا حيث تتهم واشنطن باستمرار اسلام اباد بممارسة دور مزدوج مع مسلحي طالبان افغانستان في حين تندد باكستان من جانبها بعنف واحادية وعدم فاعلية الاستراتيجية الاميركية.

وعلى الصعيد الداخلي تعهد نواز شريف في خطابه الاول ببذل كل الجهود لحل الازمة الاقتصادية دون ان يخفي انها ستكون عملية مؤلمة.

وقال "على الناس ان تعرف ان اقتصاد البلاد في حالة سيئة للغاية واكثر مما يتصور" مع ديون بعشرات مليارات الدولارات "يتعين علينا تسديدها".

وادت سنوات من سوء الادارة والفساد الى وقوع البلاد في ازمة طاقة خطيرة حملت الحكومة على قطع التيار الكهربائي بشكل متزايد ليصل احيانا الى 20 ساعة في اليوم في بعض المناطق ما يحول الحياة اليومية الى جحيم وخاصة خلال فصل الصيف حيث تصل درجات الحرارة الى 50 درجة مئوية.