قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يوم الجمعة إن على ايران الا تبدي ضعفا بشأن برنامجها النووي وذلك بعد يوم واحد من تجاهل طهران موعدا نهائيا حددته لها الامم المتحدة لتوقف الانشطة النووية التي يقول الغرب انها قد تستخدم لصنع قنابل.
وأعطى مجلس الامن مهلة لايران حتى 21 شباط /فبراير لتوقف تخصيب اليورانيوم وهي عملية يمكن أن تفضي إلى انتاج وقود لتشغيل منشآت للطاقة النووية أو انتاج مواد تستخدم في تصنيع رؤوس نووية.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة يوم الخميس أن ايران لم تلتزم بمهلة وقف النشاط النووي.
وتجتمع الدول الست الكبرى وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بالاضافة الى المانيا في العاصمة البريطانية لندن الاسبوع القادم لبحث الخطوات الاخرى التي يمكن اتخاذها بالاضافة الي العقوبات التي فرضتها المنظمة الدولية على ايران من قبل.
وفرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على إيران ضمن قرار أصدره في 23 كانون الأول /ديسمبر الماضي يحظر نقل التكنولوجيا والخبرات الذرية إلى إيران. ويخول القرار المجلس اتخاذ إجراءات أخرى إذا لم تلتزم إيران بالمهلة.
ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن احمدي نجاد قوله في كلمة القاها في شمال ايران "اذا اظهرنا ضعفا امام العدو فستزيد التوقعات ولكن اذا وقفنا ضدهم فانهم سيتراجعون أمام هذه المقاومة."
واضاف أن التنازلات في الماضي بشأن هذا البرنامج الذي تقول طهران انه لا يهدف الا الى توفير امدادات سلمية من الطاقة أدت الى زيادة المطالب من جانب الغرب.
ولا يملك احمدي نجاد السلطة العليا في ايران لكن تصريحاته تتسق مع تصريحات الزعيم الاعلي الايراني ايه الله علي خامنئي الذي له القول الفصل والذي أعلن من قبل ان ايران ستمضي قدما في طموحاتها النووية.
وحذر الرئيس الايراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني من ان التهديدات الغربية في النزاع النووي مع ايران لن تفلح.
وقال رفسنجاني في خطبة الجمعة التي نقلتها الاذاعة الايرانية "لن يحققوا نتائج بهذه الطريقة بل ستخلق لهم مشاكل وللعالم خاصة منطقتنا."
وحذر رفسنجاني ايضا الايرانيين من استخدام لهجة يمكن ان تخلق مشاكل. وقال "علينا ان نحافظ على وحدتنا. الناس المتطرفون عليهم ان يصونوا ألسنتهم لانه في أيامنا هذه التصريحات البسيطة يمكن ايضا ان تعرض الجمهورية الاسلامية للخطر."
وبدت هذه الكلمات تلميح مستتر لاحمدي نجاد وخطبه المناهضة للغرب والتي حملها سياسيون في المعسكر الاكثر اعتدالا ومنهم رفسنجاني مسؤولية تصعيد مشاكل ايران مع الدول الغربية المتشككة.
وكانت ايران قد وافقت من قبل على تعليق تخصيب اليورانيوم بموجب اتفاق ابرمته مع الاتحاد الاوروبي انهار عام 2005 وقال الرئيس الايراني في وقت سابق من الاسبوع ان طهران لن توقف انشطة الوقود النووي الا اذا فعل بالمثل كل من يطالبونها بذلك.
ومن الممكن أن تشمل العقوبات الإضافية على طهران حظرا على سفر مسؤولين إيرانيين كبار وقيودا على أنشطة أعمال لا علاقة لها بالأنشطة النووية.
وقال علي اصغر سلطانية سفير ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للاذاعة الايرانية الرسمية "اذا اجازوا قرارا اخر فان ايران وبرلمانها وحكومتها ستدرس القضايا الضرورية وسترد. ولكن اذا استمر الاسلوب المنطقي للمفاوضات فاننا سنواصل ايضا تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية."
ويقول محللون إن فرض عقوبات اشد صرامة قد تواجه عقبات خطيرة مع تفضيل روسيا والصين وبعض دول الاتحاد الاوروبي اجراء مزيد من الحوار مع ايران على حملة واشنطن للعزل والعقاب.
وزادت الولايات المتحدة ضغوطها على طهران وفرضت عقوبات أميركية على مصرفين ايرانيين كبيرين وثلاث شركات .
كما أرسلت ايضا حاملة طائرات ثانية الى الخليج وعددا من السفن المعاونة في خطوة فسرت على نطاق واسع على انها انذار لايران. وتصر واشنطن على انها تريد حلا دبلوماسيا للمشكلة لكنها لم تستبعد خيار اللجوء الى القوة اذا لزم الامر.