سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء لاقناع الدول العربية بأنها ستستفيد من أي هجوم قد تشنه إسرائيل على ايران لأنه سيبدد خطرا يحتمل ان تتعرض له ويخفف التوتر في الشرق الاوسط.
ووجه نتنياهو إلى ايران عدة تهديدات مستترة بمهاجمة برنامجها النووي وناشد الولايات المتحدة والامم المتحدة أن تضعا لايران حدا لا تتجاوزه في أي أعمال تطوير أخرى للبرنامج.وقال نتنياهو في مقابلة مع مجلة باري ماتش نشرت اليوم الثلاثاء ان مثل هذا الهجوم لن يؤدي الى تفاقم التوتر في المنطقة كما يحذر كثير من المنتقدين.
واضاف "أعتقد ان شعورا بالارتياح ينتشر في المنطقة بعد خمس دقائق (من الهجوم) خلافا لما يقوله المتشككون."
وتابع "ايران ليست محبوبة في العالم العربي بل على العكس وبعض الحكومات في المنطقة وكذلك مواطنوها يدركون ان تسلح ايران نوويا يمثل خطرا عليهم لا على اسرائيل وحدها."
وتشتبه اسرائيل التي يعتقد انها الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الاوسط في ان إيران تسعى لصنع اسلحة ذرية وتحث الغرب باستمرار على تشديد العقوبات المفروضة على طهران التي تقول انها تخصب اليورانيوم لأغراض سلمية.
ورفضت الولايات المتحدة والبلدان الغربية الاخرى مطلب نتنياهو وضع حد لايران وحثته على الامتناع عن القيام بعمل عسكري لمنح الدبلوماسية والعقوبات فرصة للتأثير.
وكان نتنياهو قد أبلغ الأمم المتحدة الشهر الماضي ان شن أي هجوم سينتظر الى الربيع أو الصيف مشيرا الى ان ايران ستكون بحلول ذلك الوقت قاب قوسين أو أدنى من امتلاك سلاح نووي.
وسيتوجه نتنياهو خلال زيارته لفرنسا التي تستمر يومين الى مدينة تولوز في جنوب البلاد مع الرئيس فرانسوا أولوند لحضور حفل تأبين لضحايا هجوم شنه مسلح اسلامي قتل سبعة اشخاص هناك في اذار/ مارس من بينهم ثلاثة أطفال يهود.
باراك: إيران تتراجع عن هدف صنع قنبلة نووية
ونقل عن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الثلاثاء قوله إن إيران عدلت عن طموحها لصنع سلاح نووي لكنه حذر من ان إسرائيل ما زال عليها أن تقرر العام القادم ما إذا كانت ستوجه إليها ضربة عسكرية.
وتنفي إيران أن نشاطها النووي له أي أبعاد عسكرية لكن الحكومات في أوروبا وفي الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد بشأن نواياها.
وفشل العمل الدبلوماسي والعقوبات المتتالية حتى الان في وضع نهاية للخلاف الذي مضى عليه قرابة عشر سنوات الامر الذي أثار المخاوف بشأن احتمال أن تستهدف اسرائيل إيران بعمل عسكري.
وقال باراك لصحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية إن أزمة وشيكة تم تفاديها عندما قررت ايران في وقت سابق هذا العام استخدام ما يزيد على ثلث ما لديها من يورانيوم متوسط التخصيب في أغراض مدنية.
ونقلت عنه الصحيفة قوله ان القرار "يسمح بدراسة تأجيل لحظة الحسم من ثمانية الى عشرة أشهر".
وقال "قد يكون هناك ما لا يقل عن ثلاثة تفسيرات. أحدها أن الحديث العلني عن احتمال القيام بعملية إسرائيلية أو اميركية صدهم عن محاولة الاقتراب خطوات أخرى".
وأضاف "وقد يكون ذلك بادرة دبلوماسية قاموا بها لتفادي تفاقم هذه المشكلة قبل الانتخابات الأميركية لمجرد كسب بعض الوقت. وقد يكون وسيلة يقولون بها للوكالة الدولية للطاقة الذرية نحن نفي بالتزاماتنا".
ويقول محللون إن ايران لديها بالفعل كمية من اليورانيوم منخفض التخصيب تكفي لصنع عدة قنابل نووية إذا خصب إلى مستويات أعلى لكن قد تكون لا يزال أمامها بضعة أعوام قبل الوصول الى القدرة على تجميع صاروخ اذا قررت أن تسلك هذا السبيل.
ويقول دبلوماسيون غربيون ان ايران شارفت فيما يبدو على الانتهاء من تركيب اجهزة الطرد المركزي في محطة نووية تحت الأرض وهو ما يحتمل ان يزيد قدرتها على استخراج اليورانيوم ذي درجة النقاء الكافية لصنع أسلحة نووية إذا اختارت القيام بذلك.
وسألت الصحيفة باراك لو لم تكن إيران قد تراجعت فهل كانت الأزمة ستصل بحلول "وقتنا هذا" إلى ذروتها فأجاب "نعم على الارجح". لكنه أضاف أنه يعتقد أن ايران ما زالت مصممة على صنع أسلحة نووية.
وقال "نحن جميعا متفقون على ان الايرانيين مصممون على تحويل بلدهم الى قوة نووية عسكرية ونتفق جميعا في اعلان اننا مصممون على منع ايران من التسلح نوويا وكل الخيارات مطروحة على الطاولة".
واضاف "نحن جادون في هذا ونتوقع ان يكون الآخرون جادين كذلك. ومن ثم فالموضوع ليس أمرا يعنينا وحدنا. لكننا ولأسباب واضحة نرى الخطر الايراني ملموسا أكثر مما يراه الاخرون".
وقال إن إسرائيل تحتفظ بالحق في التحرك منفردة.
واضاف في تصريحاته للصحيفة "عندما يتعلق الأمر بصميم مصالحنا الامنية وعلى نحو ما بمستقبل إسرائيل لا يمكننا ان نكل الى اخرين مسؤولية اتخاذ القرار حتى اذا كان هؤلاء أكثر حلفائنا تمتعا بثقتنا وجدارة بالثقة".
وتابع "هذا لا يعني اننا سنأسف اذا خلص الايرانيون إلى هذه النتيجة بأنفسهم بل العكس هو الصحيح. لكن اذا لم يتحرك احد فسيكون علينا ان ندرس التحرك".