شجع الموقف الضبابي للإدارة الأمريكية الجديدة بشأن ملف الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي حكومة بنيامين نتنياهو على مواصلة سياستها الاستيطانية، دون تغيبر حقيقي إلى الآن عن الإدارة الراحلة “ترامب”.
خطورة ما يجري من عمليات استيطانية تهويدية متسارعة، تتمثل في استمرار وضع الإدارة الأمريكية الجديدة ملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في أدنى سلم اهتماماتها، الأمر الذي يعطي إشارات لحكومة إسرائيل بأن الوقت مناسب للشروع في السطو على منطقة ” E1” وتحويلها إلى مجال حيوي للنشاطات الاستيطانية.
طرق التفافية استيطانية
وذكر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان بمنظمة التحرير الفلسطينية في تقرير له، اليوم السبت، أن حكومة نتنياهو بدأت بشق الطريق الإلتفافي، الذي يربط بلدة عناتا ببلدتي العيزرية وأبو ديس شرق مدينة القدس مرورا بالزعيم بعد إزالة الحاجز العسكري ودفعه شرقا في عمق الضفة الغربية.
وأوضح التقرير أن خطوة كهذه هي مقدمة لغلق المدخل الشمالي لبلدة العيزرية وتحويل الشارع الذي يستخدم الآن من الفلسطينيين في اتجاه أريحا مرورا بالخان الأحمر إلى شارع للمستوطنين فقط يمنع سلوكه على الفلسطينيين وفق ما نقل موقع تلفزيون الغد الاماراتي
جيش الاحتلال الإسرائيلي يهدم مسكنين فلسطينيين وبئراً للمياه ويصادر مركبتين في قرية “يرزا” شمالي الأغوار وقرية “المغيّر” شرقي مدينة رام الله في الضفة الغربية pic.twitter.com/A9thg1n5Iv
— TRT عربي (@TRTArabi) February 8, 2021
وشدد المكتب الوطني، على أن هذه الخطوة ستؤدي إلى مصادرة مساحات واسعة من الأراضي الخاصة لأهالي حزما وعناتا وجبل المكبر وسيطرة كاملة على المنطقة التي كانت تخطط إسرائيل للسطو عليها وتحويلها إلى امتداد لمعاليه أدوميم كبرى المستوطنات في الضفة الغربية من حيث المساحة والبدء ببناء تجمع استيطاني جديد في المنطقة الممتدة، خاصة أن بنيتها التحتية جاهزة لبناء أكثر من 12 ألف وحدة استيطانية.
ولفت تقرير منظمة التحرير إلى أن إغلاق البوابة الشرقية لمدينة القدس وعزلها بدائرة استيطانية كاملة تحتل فيها المستوطنة الجديدة منطقة ( E1 ) الواسعة مع شبكة طرق تربط مستوطنات غلاف القدس بالأغوار والقدس الغربية يعني ببساطة الفصل التام لشمال الضفة عن جنوبها.
صمود قرية حمصة الحالي امتداد لانتصارات الفلسطيني في رفض التهجير من الخليل الي سلفيت الى القدس ثم الأغوار. صمود وثبات ومقاومة تجر صمود وثبات ومقاومة حتي النصر.#فلسطينـلنا#بكرـأبوبكر
— Baker AbuBaker (@bakerabubaker) February 11, 2021
القدس الكبرى
ومن المعلوم أنه قد جري العام الماضي، قنوات اتصال خلفية داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي مع البيت الأبيض لبدء البناء في المنطقة المذكورة في سياق التخطيط لضم كتل استيطانية في محيط القدس إلى المدينة لتوسيع حدودها وصولا لما تسميه إسرائيل ”القدس الكبرى”
وكخطوة يمكن أن تكون مقبولة ونقطة بداية في عملية الضم وتطبيق رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبحيث تشمل “القدس الكبرى” وفق تلك المداولات التي كانت تجري بين الجانبين الكتل الاستيطانية الثلاث: معاليه أدوميم، غوش عتصيون، وجفعات زئيف، وربما كتلة رابعة إضافية، هي آدم – كوخاف يعقوب، الأمر الذي من شأنه أن يمزق الضفة الغربية ويعزل شمال ووسط الضفة عن جنوبها ويمنع قيام دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة.
تدمير التجمعات البدوية
وبينت منظمة التحرير أن البناء الاستيطاني في مشروع ( E1 ) من شأنه أن يؤدي إلى تدمير التجمعات البدوية التي تعيش في المنطقة الشرقية من مدينة القدس، وعلى طول المنطقة الممتدة حتى مشارف الغور، حيث يخضع عدد كبير من التجمعات الفلسطينية في هذه المناطق لجهود إسرائيلية متواصلة لتهجيرهم وحرمانهم من أراضيهم ومنازلهم، وفق ما ذكره تقرير المكتب الوطني.
عباس: سندعم أهلنا في الأغوار لمواجهة المخططات الاستعمارية
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، دعمه الكامل لسكان منطقة الأغوار في مواجهة المخططات الاستعمارية الإسرائيلية.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع محافظ طوباس والأغوار الشمالية يونس العاصي المتواجد مع الفلسطينيين المعتصمين في قرية حمصة الفوقا في الأغوار الشمالية، لمناهضة سياسة التهجير.
الرئيس عباس: "سندعم أهلنا في كل الأغوار لمواجهة المخططات الاستعمارية".#فلسطين pic.twitter.com/iWXBAApQ1W
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 12, 2021
وأشاد الرئيس الفلسطيني بالمواطنين المعتصمين، مثمنا جهودهم في الوقوف بوجه المخططات الإسرائيلية الاستيطانية.
وأكد الرئيس عباس دعمه الكامل لقرية حمصة الفوقا وكل الأغوار الفلسطينية، موجها المحافظ العاصي بضرورة الاستمرار في الصمود والدفاع عن الأرض والحقوق الفلسطينية ومقاومة الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي، ومساندة المواطنين المعتصمين وأهلنا في حمصة وكل الأغوار.