البوابة - ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بنيته تنفيذ خطة "الهجرة الطوعية" لسكان قطاع غزة خلال أسابيع، في حال فشلت المفاوضات الجارية، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لاحتواء الخلافات داخل الائتلاف الحكومي.
تكثيف الاتصالات مع الدول المحتملة لاستقبال سكان القطاع
وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو قرر تسريع العمل على الخطة استجابة لضغوط بن غفير وحزبه، الذين هددوا بالانسحاب من الحكومة بسبب خلافات بشأن طريقة التعامل مع غزة. وأشارت إلى أن رئيس الوزراء أوعز بعقد اجتماعات أسبوعية لمتابعة ملف الهجرة، وتوزيع المسؤوليات بين الأجهزة الأمنية المختلفة، كما كلّف جهاز "الموساد" بتكثيف الاتصالات مع الدول المحتملة لاستقبال سكان القطاع.
يأتي ذلك بعد انتقادات علنية شنّها بن غفير ضد الحكومة، على خلفية السماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة. وظهر الوزير الإسرائيلي في تسجيل مصور قال فيه: "بينما يُحتجز رهائننا في غزة، تقوم الحكومة بإرسال المساعدات، وهذا إفلاس أخلاقي"، مضيفاً أن المطلوب الآن هو "القصف، والغزو، وتشجيع الهجرة، لتحقيق النصر".
وكان بن غفير قد عبّر عن غضبه من عدم إشراكه في قرارات تتعلق بالمساعدات، واعتبر تجاهله في هذا الملف "أمراً خطيراً".
تصريحات مثيرة للجدل
وتعيد هذه التصريحات الجدل حول خطة قديمة لإفراغ غزة من سكانها، وهي الفكرة التي طُرحت مراراً في أروقة السياسة الإسرائيلية، ولاقت دعماً من شخصيات بارزة بينها رئيس الوزراء السابق ووزير الخارجية الحالي إيلي كوهين، والوزير يسرائيل كاتس.
وفي السياق ذاته، كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد تحدث صراحة عن "إعادة توطين" سكان غزة في دول مجاورة، مقترحاً أن تستقبل مصر والأردن هؤلاء السكان، في خطة قوبلت برفض واسع من المجتمع الدولي، واعتُبرت من قبل منظمات حقوقية بمثابة "تطهير عرقي".
ورغم نفي القاهرة وعمّان قبول مثل هذه الخطط، إلا أن التصريحات المتكررة من قادة إسرائيل وإدارة ترامب أعادت إلى الأذهان مخاوف الفلسطينيين من تكرار سيناريو النكبة.
المصدر: وكالات
