نتنياهو: قواتنا تنفذ عمليات داخل سوريا

تاريخ النشر: 02 ديسمبر 2015 - 10:46 GMT
إسرائيل: التدخل الروسي بسوريا حسّن مكانتنا الاستراتيجية
إسرائيل: التدخل الروسي بسوريا حسّن مكانتنا الاستراتيجية

اكد  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لأول مرة، أن إسرائيل "تنفذ عمليات" في سوريا، ويعد هذا أول تصريح إسرائيلي رسمي عن التدخل في سوريا.
وقال نتانياهو خلال مؤتمر في شمال إسرائيل "ننفذ من وقت إلى آخر عمليات في سوريا بهدف تجنب أن يتحول هذا البلد جبهة ضدنا، ونقوم أيضا بكل ما هو مطلوب لتفادي نقل أسلحة فتاكة من سوريا إلى لبنان"، وفق وكالة "فرانس برس".

وطالما التزمت إسرائيل سياسة الصمت حيال غارات كانت تشنها على مواقع في سوريا، التي تشهد نزاعا منذ أكثر من 4 سنوات.

وبحسب مصادر متطابقة، فقد شن سلاح الجو الإسرائيلي منذ 2013 أكثر من 10 غارات جوية في سوريا، استهدفت غالبيتها عمليات نقل أسلحة إلى حزب الله اللبناني.

وبعدما أعلنت إسرائيل أن مقاتلة روسية مصدرها سوريا دخلت "من طريق الخطأ" أجواء الجولان المحتل، أوضح نتانياهو أن "القوات العسكرية الإسرائيلية والروسية تنسق في ما بينها لمنع وقوع حوادث"، لافتا إلى أن "أحداث الأيام الأخيرة تثبت مدى أهمية هذا التعاون بالنسبة إلى دولة اسرائيل".

وبُعيد اندلاع الأزمة في سورية، تغير توازن القوى الذي كان قائماً على الحدود السورية الإسرائيلية منذ فك الاشتباك الذي وقع بين سورية وإسرائيل برعاية هنري كيسنجر عام 1974. وجرى حينذاك نشر مراقبين للأمم المتحدة في منطقة عازلة بين سورية والجولان المحتل، بلغ عددهم حتى عام 2013 نحو ألف مراقب، مهمتهم الإشراف على تطبيق هذه الاتفاقية. لكن مع تحول (الثورة) السورية إلى نزاع مسلح وسيطرة المسلحين على أجزاء في جنوب سورية من محافظتي القنيطرة ودرعا ، بدا لإسرائيل أن من مصلحتها التحكم وتوجيه تطور الأحداث في الجنوب السوري.

التدخل العسكري في سورية من قبل إسرائيل ليس جديداً، بل لم ينقطع منذ عقود، وتعتبر الأزمة السورية فضاء حيوياً شديد الأهمية لإسرائيل لتنفيذ أجنداتها الخاصة الداخلية نحو الفلسطينيين، أو الخارجية بشكل خاص تجاه الوضع الإيراني.

ورغم أن الجولان السورية المحتل هو التقاطع الأخطر بين سورية وإسرائيل، إلا أن الوضع الداخلي في سورية في العقد الأخير ماقبل الأزمة، ربما كان الدافع الأهم لإسرائيل للتدخل المتعدد الأوجه في الأزمة السورية. وأصبح من الثابت أن هذا الدور هو بمثابة المايسترو في تصميم إشعال الفوضى في سورية وليس فقط في جنوب سورية وتطبيقها، ثم لاحقاً تشكيل الأرضية الأساسية لانطلاقة الأزمة عسكرياً. وقد شكل استمرار دمار البنية التحتية للدولة السورية، وتشتت الجيش السوري في معاركه على كامل الأرض السورية، فرصة استراتيجية أكثر من أي وقت آخر للإسرائيليين تجاه تهويد القدس، وفرض الأمر الواقع على الطرف الفلسطيني المفاوض في محادثات السلام.

كما أنها تريح نفسها مستقبلاً ولفترة طويلة، من أي وقائع جديدة يمكن أن تحدث على وضع الجولان المحتل، بعد أن كان حزب الله قد بدأ يشكل خطراً جدياً في هذا السياق.

إسرائيل: التدخل الروسي بسوريا حسّن مكانتنا الاستراتيجية

أكدت محافل عسكرية إسرائيلية أن النتيجة المؤكدة للتدخل الروسي في سوريا هو تحسين المكانة الاستراتيجية لإسرائيل بشكل غير مسبوق.

ونقل معلّق الشؤون الاستخبارية في "معاريف"، يوسي ميلمان، عن المحافل قولها إن تكثيف التدخل الروسي في سوريا، يحقق هدفا استراتيجيا إسرائيليا من الطراز الأول، يتمثل في إطالة أمد الحرب، الأمر الذي يعني إرهاق جميع الأطراف بشكل يخدم في النهاية المصالح الإسرائيلية.

وفي تحليل نشرته صحيفة "معاريف"، الجمعة، نوه ميلمان إلى أنه كلما طال أمد الحرب أفضى الأمر إلى إضعاف كل من إيران وحزب الله، ما يبرز إسرائيل قوة إقليمية رائدة في المنطقة.

وأوضح ميلمان الخبير الأمني الإسرائيلي أن إطالة أمد المواجهة الدائرة في سوريا سيفضي إلى تقليص فرص تورط إسرائيل بشكل مباشر في سوريا، ما يمكّن تل أبيب من تحقيق مصالحها بصمت، ودون دفع أثمان سياسية وأمنية كبيرة.

وشدد ميلمان على أنه بات في حكم المؤكد أن هناك تقاسم أدوار بين الأمريكيين والتحالف الدولي من جهة، وبين القوات الروسية، حيث يقوم التحالف باستهداف تنظيم الدولة، في حين يستهدف الروس قوات المعارضة المسلحة.

وفي السياق ذاته، توقعت نخب إسرائيلية أن يتخلى الروس عن نظام بشار الأسد، بسبب إطالة أمد المواجهة، وبفعل الخسائر التي يمكن أن تتكبدها موسكو في سوريا.

وقال معلق الشؤون الدولية في قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى، أورن نهاري: "على الرغم من أن روسيا تعدّ دولة عظمى من ناحية عسكرية، إلا أنها في المقابل تعد دولة ذات قدرات اقتصادية متوسطة، ما يقلص من قدرتها على تحمل تكلفة تمويل الحملة العسكرية في سوريا".

وفي مقال نشرته صحيفة "غلوبس" الاقتصادية في عددها الصادر الجمعة، نوّه نهاري إلى أن سقوط جنود روس أسرى في أيدي المعارضة السورية المسلحة، سيغير الواقع بشكل جذري، وسيخلق رأيا عاما روسيا معاديا للرئيس فلاديمير بوتين، ما يقلص هامش المناورة المتاح أمامه.

ونوه نهاري إلى أن بوتين يمكن أن يخرج من سوريا في حال حصل على تعهد من قوى المعارضة السورية بالحفاظ على مصالح روسيا في الساحل.

وقلل نهاري من أهمية ودلالة البيانات التي يصدرها بوتين ويعلن فيها دعمه للأسد، منوها إلى أن بوتين يشبه صاحب نادي فريق كرة قدم، يعلن دعمه للمدرب الفاشل، لكي يقوم بعدها بالاستغناء عن خدماته.

واتفق رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب، إيلي زيسير، مع ما ذهب إليه نهاري، منوها إلى أن تصدي بوتين لمهمة الحفاظ على نظام الأسد يعدّ رهانا بالغ الخطورة، بسبب تواضع القدرات الاقتصادية لروسيا.

وفي مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، الخميس الماضي، لفت زيسير إلى أنه بخلاف الأوضاع في الولايات المتحدة، فإن قدرة روسيا على تمويل تورط طويل الأمد في سوريا مشكوك فيها تماما.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن