زار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاربعاء براغ في طريقه الى المانيا، حيث شكر المسؤولين في الجمهورية التشيكية، الدولة الوحيدة في الاتحاد الاوروبي التي صوتت ضد منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الامم المتحدة.
وقال نتانياهو في لقاء صحافي مشترك مع نظيره التشيكي بيتر نيتشاس "باسم شعب اسرائيل اود ان اعرب عن شكري العميق على الموقف الواضح (للجمهورية التشيكية) في اثناء التصويت في الامم المتحدة".
وتابع "نشكركم على صداقتكم وشجاعتكم. نشكركم لانكم وقفتم في صف الحقيقة".
وهذه الزيارة الثانية لنتانياهو الى براغ هذه السنة، والثالثة منذ نيسان/ابريل 2011، تاتي في حين يثير اعلان مشاريع استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية موجة من الانتقادات الدولية.
والجمهورية التشيكية الحليف الوفي لاسرائيل، كانت مع الولايات المتحدة وكندا بين الدول التسع التي صوتت ضد القرار الذي منح فلسطين صفة دولة مراقب في المنظمة الدولية.
ومنحت هذه الصفة للفلسطينيين غالبية ساحقة من 138 دولة من اصل 193 عضوا في الامم المتحدة. واضافة الى الدول التسع التي صوتت ضد هذا القرار، فان 41 دولة امتنعت عن التصويت وبينها المانيا وبولندا. ولم يتمكن الاتحاد الاوروبي من تبني موقف مشترك اثناء هذا التصويت.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي في براغ ان "اسرائيل تريد الحصول على سلام حقيقي ودائم مع الفلسطينيين. هذا السلام ينبغي ان يستند الى المفاوضات الثنائية".
وتابع "انه حل دولتين لوطنين. ولا يمكن التوصل الى هذا الحل عبر قرارات احادية الطرف".
واوضح ان قرار الامم المتحدة "لا يدعو الفلسطينيين الى احترام الدولة اليهودية وانهاء النزاع مع اسرائيل. لذلك فانه غير مقبول".
كما صرح نتانياهو ان "التاريخ اثبتت تكرارا ان الصواب لا يحظى دائما بشعبية" قبل التذكير بمؤتمر ميونيخ عام 1938 الذي تلاه ضم المانيا النازية آنذاك مناطق حدودية لتشيكوسلوفاكيا السابقة.
وقال ان "القوى العالمية الكبرى (المانيا، فرنسا، بريطانيا، ايطاليا) اجبرت آنذاك تشيكوسلوفاكيا الديموقراطية على التضحية بمصلحتها الحيوية. كان المجتمع الدولي يصفق لذلك في شبه اجماع".
وتابع "الكثير اعتقدوا ان ذلك سيحل السلام لكنه على العكس فتح مجالا للحرب الاكثر فتكا في التاريخ".
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ان بلاده "لن تضحي بمصلحتها الحيوية كي يصفق العالم".
ووافقة اسرائيل الاربعاء على مشروع لبناء ثلاثة الاف وحدة سكنية اضافية في منطقة حساسة في القدس الشرقية والضفة الغربية اضافة الى النظر في بناء 1600 وحدة استيطانية اخرى، وذلك ردا على التصويت الذي تم في الجمعية العامة للامم المتحدة.
واستدعي سفراء اسرائيل في ثماني دول، بينها خمس دول اوروبية وخصوصا فرنسا وبريطانيا، الاثنين للاحتجاج على المشاريع الاستيطانية الجديدة. وحضت واشنطن ايضا نتانياهو على العدول عن هذه الخطط.
بعد ظهر الاربعاء يغادر نتانياهو براغ متوجها الى برلين حيث سيتناول طعام العشاء مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل قبل اجتماع عمل معها صباح الخميس.
واعرب نتانياهو عن خيبة امله من امتناع المانيا عن التصويت على منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الامم المتحدة، وذلك في مقابلة مع صحيفة داي فيلت نشرت قبيل زيارته الى برلين. وقال نتانياهو "لن اكون صريحا ان لم اقل اني اصبت بخيبة امل بسبب خيار تصويت المانيا في الامم المتحدة، على غرار الكثيرين في اسرائيل".
واضاف "اعتقد ان المستشارة (انغيلا) ميركل اعتبرت ان هذا الخيار سيخدم السلام بطريقة او باخرى، لكن العكس هو الذي حصل بالفعل". وهذا القرار لم يؤد الا الى "تشجيع الفلسطينيين على تشديد موقفهم والى عدم الالتزام بالمفاوضات" كما قال.
وقال ايضا "بالتالي على الرغم من النوايا الحسنة وراء هذا الامتناع، فانه اثار عكس (ما كان ينبغي)، فقد تم رفض السلام ولهذا السبب يسعدني ان تكون سنحت لي الفرصة للتباحث مع المستشارة ميركل لنرى كيف يمكننا التقدم الان".
واعربت الحكومة الالمانية الاثنين عن "قلقها الشديد" حيال مشروع البناء الاستيطاني الاسرائيلي الجديد من دون ان تستدعي مع ذلك سفير الدولة العبرية.
واكد المتحدث باسم الحكومة الالمانية ستيفن شيبرت ان "اسرائيل تقوض الثقة في رغبتها باجراء مفاوضات".
وزيارة نتانياهو الهادفة لتخفيف هذه التوترات، هي اللقاء الرابع بين وزراء في الحكومتين الاسرائيلية والالمانية.
ويشارك عدة وزراء اسرائيليين وخصوصا وزير الدفاع ايهود باراك ووزير المالية يوفال شتاينيتز في هذه الزيارة وسيقابلون نظراءهم الالمان.
واثناء زيارته الى المانيا التي تعتبر القوة الاوروبية الاقرب الى الدولة العبرية، سيشارك نتانياهو ايضا في محطة برلين-غرونفولد في احياء ذكرى ترحيل عشرات الاف اليهود منها خلال الحرب العالمية الثانية.