أعلنت وزارة الخارجية الروسية يوم الخميس 12 يوليو/تموز أن موسكو لن توافق على مشروع القرار الجديد بشأن سورية الذي تقدمت به عدة دول غربية الى مجلس الأمن الدولي. واعتبرت الوزارة أن تبني مثل هذا القرار قد يؤدي الى استخدام القوة ضد دمشق.
وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو أبلغت شركاءها في مجلس الأمن مرارا بأنها لن تقبل بإصدار قرار بشأن سورية تحت الفصل السابع من ميثاق المم المتحدة. وشدد الدبلوماسي على أن صياغة القرار انطلاقا من عزم استخدام القوة في المستقبل، أمر غير مقبول بالنسبة لروسيا.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا قد وضعت مشروع قرار بديلا للمشروع الذي تقدمت به روسيا يوم الثلاثاء حول تمديد مهمة بعثة المراقبين في سورية 3 اشهر. ويقترح مشروع القرار الغربي، بدوره، تمديد مهمة البعثة لفترة 45 يوما، كما يعطي دمشق مهلة 10 أيام لوقف استخدام الآليات الثقيلة لقصف المدن. وفي حال فشل النظام السوري في الاستجابة على هذا المطلب، يقترح المشروع اتخاذ الاجراءات المنصوص عليها في المادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على فرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية وليس عملا عسكريا.
وقال غاتيلوف إنه من الضروري مواصلة الاستفادة من الفرص التي منحتها اتفاقيات جنيف، لكن تحقيق ذلك يتطلب من جميع اللاعبين الخارجيين العمل مع الحكومة والمعارضة على حد سواء.
وأعاد غاتيلوف الى الأذهان أن موسكو استقبلت هذا الأسبوع ممثلين عن المنبر الديمقراطي السوري والمجلس الوطني السوري المعارضين في إطار نهجها إقامة اتصالات بالحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة.
وفي الوقت نفسه حذر الدبلوماسي الروسي من أن الموقف القطعي الذي تتمسك به بعض فصائل المعارضة السورية، عندما تصر على إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن عملية التفاوض، يشكل عقبة على طريق إطلاق حوار سياسي في سورية. وقال: "إذا كانت هناك رغبة وإرادة سياسية في بدء عملية التفاوض، فيجب إبداء مرونة ما، والا سيؤدي هذا الى طريق مسدود"
قال نشطون ان قوات الامن السورية اطلقت قذائف مورتر على منطقة عند مشارف العاصمة السورية دمشق يوم الخميس وبعدها تحرك مئات الجنود خلف الدبابات لمداهمة أحياء للمعارضة وطرد مقاتلين معارضين منها.
وذكروا ان هذه هي أول مرة تتعرض فيها منطقة بدمشق للقصف خلال الانتفاضة المندلعة منذ 16 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
وأظهر فيديو التقطه مؤيدو المعارضة دخانا كثيفا يتصاعد من وسط الاشجار والمباني. ولم ترد على الفور تقارير عن سقوط قتلى او جرحى.
وقال نشط اسمه بسام عبر سكايب "المداهمات بدأت الان في المنطقة. هذه خطيرة جدا على السكان. عليهم ان يختبئوا ويستحيل ان يتحركوا.
"رأينا ست عربات مدرعة تمر من اللوان ودباباتين تسلكان اتجاها آخر ومن وراء ذلك ثلاث شاحنات مليئة بالجنود في طريقها الى جهة اخرى. بالقطع هناك مئات الجنود."
وقال نشطون في حي كفر سوسة في دمشق ان قوات الاسد تطلق قذائف المورتر على حقول عند مشارف المدينة في محاولة فيما يبدو لاجبار مقاتلي المعارضة المختبئين هناك على الخروج.
ومنطقتا اللوان وبساتين في كفر سوسة هما منطقتان شبه سكنيتين بهما حقول للزيتون والفاكهة على الطريق السريع الجنوبي الذي أطلق عليه اسم الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد.
وذكر نشطون ان الدبابات دخلت وانها تطلق قذائفها من عند جامع الهادي الى الشرق من الحقول ومن مطار المزة العسكري الى الغرب مباشرة.
وقال حازم العقاد وهو نشط معارض "استيقظت هذا الصباح ورأيت طائرات هليكوبتر تحلق فوق المنطقة. ثم بدأت اسمع قذائف مورتر. سقطت ستة او سبعة خلال النصف ساعة الماضية. وسمعت للتو واحدة اخرى تسقط الان. يمكننا رؤية النيران والدخان يتصاعد من حقل قريب."
وقال لرويترز من خلال سكايب "الناس مذعورون. الاسر تركب سياراتها وتنطلق باسرع ما يمكنها الى مناطق اخرى. نحو 200 شخص في منطقتي رحلوا حتى الان."
وقال نشط آخر لرويترز "هذه منطقة زراعية بها اشجار زيتون. انها منطقة فقيرة شهدت احتجاجات كثيرة."
ومضى يقول "انهم يعتقدون ان مقاتلي المعارضة يختبئون في الحقول ويبدو انهم بدأوا شن هجوم. هذه هي المرة الاولى التي يحدث فيها قصف في منطقة داخل العاصمة."
وذكر بسام ان مقاتلي المعارضة لم يردوا على النيران وقال "سيكون صعبا عليهم الرد بسبب كل نقاط التفتيش هذه وانتشار الجيش."
وقال العقاد في اللوان ان السكان رأوا مئات الجنود يقتحمون المنطقة ويقيمون نقاط تفتيش في معظم الشوارع. وكان هناك دبابات او عربات مدرعة عند نقاط التفتيش الرئيسية وحدثت اعتقالات.