*بقلم / محمد سلامة
جميع التقارير الاعلامية الواردة من سورية تؤكد ان هناك تصفية ممنهجة لقيادات فنية وعلمية نوعية في الجيش السوري من قبل جماعات مسلحة اتخذت لنفسها حق قتل عناصر الجيش وملاحقة ورصد الكفاءات والسؤال .. لمصلحة من يتم استهداف هذه الفئات المدربة ومن يقف وراء عمليات الاغتيال ومن الذي يمول هكذا ارهاب?!! .
للاجابة على الشق الاول من السؤال ..لمصلحة من قتل الكفاءات العلمية العاملة في الدفاعات الجوية او الاسلحة الكيماوية او الخبرات الفنية المدربة بالجيش السوري ....نجد ان الجواب يتجه نحو مسار واحد وهو خدمة اسرائيل وامريكا والغرب الذين نفذوا نفس السيناريو بحق علماء العراق وعناصر جيشه قبل وبعد سقوط النظام , وهذا الهدف الاساس الذي يسعى اليه قادة الصهاينة من تفكيك البنية العسكرية العلمية والتقنية للجيش السوري بقتل هذه المجموعات المؤهلة والمدربة لمراحل لاحقة يريدون منها تفكيك الجيش واخراجه من دائرة الصراع , وهذا الامر لا يختلف فيه اثنان وعلى من لديه رأي او تحليل اخر ان يأتينا به وان يبرهن على اقواله , وغير ذلك يبقى في اطار المراوحة الاتهامية التي لا معنى لها .اما من يقف وراء عمليات الاغتيال فان جميع المؤشرات تذهب الى عناصر القاعدة ومجموعات مسلحة ارتضت ان ترتمي باحضان الاستخبارات الغربية والصهيونية وان بعضها ادوات مأجورة وبعضها رست عليه عطاءات المقاولة في تنفيذ العمليات مقابل مبالغ مالية ضخمة , وقد لا نستغرب وجود تعاون استخباراتي "صهيوني امريكي اطرافه اقليمية " وهدفه الاول هو تقويض البنية العسكرية للجيش السوري لاهداف مكشوفة وواضحة وان الفرصة بالنسبة لقادة هذه الاجهزة الموسادية باتت سانحة اليوم , فعناصر الارهاب من تكفيريين ومسلحين جاهزة لتنفيذ هذا المخطط , والاموال متوفرة والارضية مواتية خاصة وان الهجمة الشرسة اعلاميآ ضد النظام وجيشه باتت الحاضرة في اروقه فضائيات هذه الاجهزة الاستخباراتية الغربية التي انكشف بعضها امثال قناة الجزيرة ومديرها السابق وضاح خنفر ومديرها الحالي .
اما بخصوص التمويل ..فان هذا الامر بالنسبة الى الجماعات المسلحة والتكفيريين بات سهلآ وسريعآ واطرافه كثر فالنفط والغاز العربي وقادته وامرائه ومشايخه جاهزون , فكما سبق لهم ان مولوا بالمليارات الغزو الامريكي للعراق وشاركوا بتدميره وملاحقة وقتل علمائه وكبار جنرالاته وتصفية الكفاءات العلمية داخل وخارج العراق ..هؤلاء هم انفسهم يمولون تصفية الكفاءات العلمية والفنية بالجيش السوري اليوم , والاهداف عندهم ذاتها , فهم حريصون على امن وسلامة اسرائيل وجيشها , ولهذا يمتنعون عن تسليح الشعب الفلسطيني حتى لا يحرر ارضه ويمتنعون عن مده بالمال لكي لا يجد قوت يومه , ويعملون على حصاره وابعد من هذا يتأمرون عليه لابقاء الانقسام بين حركتي حماس وفتح ولا يتورعون بالتجسس عليه خدمة لاسرائيل ومشروعها الاستعماري بالمنطقة .نحن نجزم بأن عمليات اغتيال العلماء وتصفية الكفاءات العلمية والفنية بالجيش السوري هي صناعة اجهزة الاستخبارات في اسرائيل وامريكيا وادواتها ومنفذوها تكفيريون ارهابيون وباموال وللاسف بعضها ان لم يكن كلها خليجية , ومن لديه رأي او تحليل غير هذا فعليه ان يقوله وان يقنع الناس برأيه , وانا على يقين تام بأن النجاحات الامنية التي حققها هؤلاء الارهابيون مع الاموال والاسلحة التي يتلقونها كانت بتنسيق وتعاون تام مع اجهزة الموساد والسي اي ايه وغيرها , فالمال عربي والمعلومات غربية وادوات التنفيذ مقاولون محليون واقليميون والكل في خدمة اسرائيل دون سواها .
*رئيس تحرير صحيفة "الديار" الأردنية