نصب تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف باسم داعش أبا إبراهيم الهاشمي القرشي خليفه للزعيم المقتول أبي بكر البغدادي، الذي لقي حتفه في عملية عسكرية أمريكية في شمال غربي سوريا، في 27 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقد جاء الكشف عن هوية خليفة البغدادي بسرعة نسبية أي بعد 5 أيام فقط من إعلان الولايات عن مقتله
وجاء الإعلان في بيان صوتي للمتحدث الجديد باسم التنظيم أبو حمزة القرشي الذي وصف الخليفة الجديد بأنه عالم في الدين ومجاهد، مشيراً إلى أن توليه جاء عملا بوصية البغدادي.
وقال البيان: "عملا بسنة الصحابة الكرام في استعجال تنصيب الإمام، وحرصا على جماعة المسلمين وانتظام شؤونها، بادر مجلس شورى الدولة الإسلامية، أعزها الله، للانعقاد فور التأكد من استشهاد الشيخ أبي بكر البغدادي، تقبله الله، فتوافق شيوخ المجاهدين بعد مشورة إخوانهم والعمل بوصية خليفة المسلمين، تقبله الله، على بيعة الشيخ المجاهد العالم العامل العابد أبي إبراهيم الهاشمي القرشي، حفظه الله تعالى، أميرا للمؤمنين وخليفة للمسلمين، نسأل الله له التوفيق والسداد والفتح والرشاد وأن يعينه سبحانه وتعالى على إتمام ما بدأه إخوانه السابقون من قبله وأن يرزقه بطانة الخير الصالحة ويفتح على يديه البلاد وقلوب العباد".
وقد هرع أنصار التنظيم إلى مبايعة الزعيم الجديد الذي لم يتم الكشف عن هويته أو حتى جنسيته على عكس الزعيم السابق البغدادي الذي يكشف لقبه بسهولة عن كونه عراقيا.
ولكن حمل لقب القرشي يعني اخذ الشرعية الدينية بعد الصاق النسب بنسب الرسول الكريم محمد بن عبدالله وهو أمر بات من متطلبات التنظيم لتولي الخلافة.
وتتفق الأغلبية على أن الزعيم الجديد من المرجح أن يكون عراقيا مثل أغلب الزعماء السابقين باستثناء أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق وكان أردنيا.
ورجح العديد من المحللين أن يكون القرشي هو عبد الله قرداش (أبو عمر التركماني)، وهو متشدد من تركمان العراق ومن أبرز القيادات في التنظيم، والذي يتردد منذ أغسطس/آب الماضي أنه نائب البغدادي.
وكان عضو سابق في التنظيم قد كشف في اكتوبر/تشرين أول الماضي أن البغدادي ليس له سوى نائب واحد هو الحاج عبد الله، وهو أحد أسماء قرداش.
غير أن محللين آخرين رأوا أن الزعيم الجديد لابد وأن يكون عضوا في مجلس الشورى وعضوا في اللجنة الشرعية، ومن هذا المنطلق فإنه قد يكون مصريا أو تونسيا أو أردنيا وليس عراقيا بالضرورة وفق تقرير لموقع بي بي سي البريطاني
وغرد بول كريكشانك رئيس تحرير CTC Sentinel بمركز مكافحة الإرهاب في موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا: " لا أحد خارج الدائرة الضيقة داخل التنظيم لديه معلومات عنه، فالتنظيم لم يصدر بعد أية معلومات عن سيرته الذاتية تمكن المحللين من تحديد هويته".
كما قال دانيال رينري الصحفي والمحلل، المعني بدراسة تنظيم الدولة منذ أكثر من عقد، إن قيادات التنظيم تتخذ ألقابا ذات طبيعة جهادية مع كل منصب جديد، الأمر الذي يعني أن القرشي ربما كان يحمل أسما مختلفا تماما الأسبوع الماضي.
ويقول كولين كلارك، زميل مركز صوفان الأمريكي: "بينما يبدو العالم مستعدا لإعلان موت تنظيم الدولة فإن قياداته مازالت تؤمن بقدرتها على العمل كما كان الحال في الماضي".
وقد علق أحد أنصار هيئة تحرير الشام الجهادية المناوئة لتنظيم الدولة ساخرا على تطبيق تليغرام: "مجلس شورى وهمي عين خليفة غير معروف للحكم عبر حسابات مجهولة الهوية على تليغرام وتويتر وربما يجلس المتحدث باسمها في نيويورك أو أبو ظبي للسيطرة على أدمغة السذج".
كما كتب أبو ماريا القحطاني القيادي في الهيئة منشورا طويلا على تليغرام انتقد فيه اندفاع "الجهلاء" من أنصار التنظيم للمبايعة العمياء.
وقال جهادي آخر مناوئ للتنظيم هو فارس نجد: "متحدث مجهول يعلن تعيين شخص مجهول كخليفة جديد".
وفي الواقع فإن الإبقاء على هويته سرا شيء غير إيجابي للتنظيم وقدرته على الحفاظ على تأييد أتباعه وتجنيد أعضاء جدد، الأمر الذي قد يجبر التنظيم لاحقا إلى الكشف عن مزيد من المعلومات عن هويته.
ومن جانبه، أعلن التنظيم أنه سيكشف المزيد من المعلومات عن الهوية الحقيقية للخليفة الجديد خلال الأيام المقبلة.