افاد محامي رجل دين مسلم خطف في عملية يشتبه بأن وكالة المخابرات المركزية الاميركية "سي أي ايه" نفذتها في ايطاليا وسلم الى مصر انه منع من الاطلاع على تقارير طبية قد تؤيد مزاعم موكله بأنه تعرض للتعذيب اثناء احتجازه.
وكان حسن مصطفى أسامة نصر الذي يعرف أيضا بأبو عمر شكا من أنه تعرض للتعذيب في مصر باستخدام الصدمات الكهربائية والضرب والتهديد باغتصابه وايذائه في مناطق حساسة في جسده بعد خطفه من شارع في ميلانو بايطاليا عام 2003 ونقله جوا الى مصر.
وقال المحامي منتصر الزيات ان موكله أطلعه على علامات على ظهره وذراعيه قال نصر إنها آثار حروق.
وأضاف أن نصر المحتجز الان في سجن طرة بجنوب القاهرة حاول الانتحار ثلاث مرات في السجن.
وجاءت تصريحات الزيات فيما ينظر قاض ايطالي ان كان سيوجه الاتهام لنحو 32 مشتبها بهم من بينهم رئيس المخابرات الايطالي السابق ومجموعة من الامريكيين يعتقد أنهم من رجال وكالة المخابرات المركزية الامريكية فيما يتصل بخطف أبو عمر.
واذا مثلوا امام محكمة سيكون ذلك اول اجراء جنائي في حالات نقل مشتبه بهم خارج الاطر القانونية وهو من الجوانب الاكثر اثارة للجدل في الحرب الشاملة على "الارهاب" التي يشنها الرئيس الامريكي جورج بوش.
وقال الزيات ان مسؤولين أبلغوه أن اطباء شرعيين فحصوا موكله لكن نيابة أمن الدولة رفضت طلباته للاطلاع على التقارير الطبية أو أي وثائق أخرى.
وقال الزيات لرويترز "تم الكشف عليه بمعرفة الطب الشرعي. ماذا حوى تقرير الطب الشرعي؟ هذا مودع في ملف القضية في نيابة أمن الدولة ونحن لم نستطع الاطلاع على المحضر حتى الان."
وأضاف "منعنا من الاطلاع على هذا (تقرير الطب الشرعي) ينبئ انه فيه شيء... إقدامه على (محاولة) الانتحار ثلاث مرات ينبئ أنه يعاني من معاملة غير طبيعية."
ولم يتسن الحصول على تعليق من المسؤولين.
وتقول جماعات دولية مدافعة عن حقوق الانسان ان التعذيب يمارس بطريقة منهجية في السجون المصرية ومراكز الشرطة. وتقول مصر انها لا تتسامح مع التعذيب وانه يحدث فقط في حالات معزولة.
وتعترف واشنطن بأنها تنقل المشتبه بتورطهم في الارهاب سرا الى دول ثالثة لكنها تنفي تعذيب المشتبه بهم أو تسليمهم لدول تقوم بتعذيبهم.
وقال الزيات انه تم توجيه الاتهام لنصر عند وصوله الى مصر بالانتماء الى تنظيم غير مشروع وهي اتهامات توجهها مصر عادة لاعضاء جماعة الاخوان المسلمين المحظورة.
لكن الزيات قال ان هذه الاتهامات اسقطت في النهاية وتم الافراج عن نصر لفترة قصيرة في أبريل نيسان عام 2004 قبل اعتقاله دون توجيه اتهام بموجب قوانين الطوارئ المطبقة في مصر.
وقال انه يعتقد أنه تم الافراج عن نصر عندما قررت السلطات المصرية انه لا صلة له بالجماعات المتشددة لكنه اعتقل مرة أخرى في وقت لاحق بعد تجاهله تحذيرات بألا يتحدث مع أي أحد بخصوص خطفه ونقله لمصر.
وأضاف أن نصر مريض بالقلب وداء السكري وارتفاع ضغط الدم ويحتاج الى اجراء جراحة في المسالك البولية.