مقتل وجرح 4 إسرائيليين في عملية فدائية على معبر ايريز والقيادة الفلسطينية تلغي زيارة وفدها الى واشنطن

تاريخ النشر: 17 أبريل 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

الغت القيادة الفلسطينية زيارة كانت مقررة الشهر الجاري لبعض مسؤوليها الى واشنطن احتجاجا على تصريحات الرئيس الاميركي التي حصدت اليوم ايضا تنديدا عاديا من الجامعة العربية. ميدانيا قتل حرس حدود واحد واصيب3 جنود آخرون بعملية فدائية لكتائب القسام والاقصى. 

عملية ايريز 

قتل جندي اسرائيلي من حرس الحدود واصيب 3 جنود من الجيش، اثر تفجير فلسطيني نفسه السبت، عند معبر ايريز بين قطاع غزة واسرائيل، واعلنت حركة حماس وكتائب شهداء الاقصى مسؤوليتهما المشتركة عن العملية. 

ولاحقا قالت مصادر اسرائيلية ان احد المصابين الاربعة وهو من حرس الحدود توفي متأثرا بجروحة فيما اصيب ثلاثة جنود حالة احدهم خطرة. فيما يعاني اخر من اصابات متوسطة، اما الاخران فتعرضا بجروح طفيفة. 

وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان العملية نفذت في منفذ العمال الذي يؤدي الى المنطقة الصناعية قبل المعبر حيث يعمل 2500 فلسطيني. 

واوضحت المصادر انه تم اغلاق المنطقة الصناعية واجلاء العمال بعد الانفجار. 

واعلنت كتائب عز الدين القسام, الجناح العسكري لحركة حماس وكتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح مسؤوليتهما عن العملية المشتركة, موضحتين ان منفذها من كتائب شهداء الاقصى. 

واكد شخص قال انه يتحدث باسم كتائب شهداء الاقصي في اتصال هاتفي ان "فادي العمودي (22 عاما) من بلدة بيت لاهيا هو منفذ عملية ايريز البطولية وهى عملية مشتركة بين كتائب شهداء الاقصى وكتائب عزالدين القسام". 

واضاف ان "هذه العملية المشتركة تاتي في اطار الرد على جرائم الاحتلال الاسرائيلي وخاصة جريمة اغتيال الشيخ احمد ياسين زعيم حركة حماس". 

وقال المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية آفي بازنر من جانبه ان العملية "تؤكد ان ليس لاسرائيل شريك في الجانب الفلسطيني في الوقت الحاضر". 

واضاف "ما حدث يثبت ان الحل الوحيد الممكن حاليا هو الانفصال عن الفلسطينيين, وكلما تم ذلك بسرعة كلما كان افضل للجميع". 

وكان يشير الى خطة رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون التي تقترح الانفصال من قطاع غزة والتي حصلت على تاييد اميركي تام. 

ووقع انفجار اليوم في معبر العمال في المنطقة الصناعية حيث قامت انتحارية فلسطينية بتفجير عبوة في 14 كانون الثاني/يناير اسفرت عن مقتل اربعة عسكريين اسرائيليين. وتبنت حماس العملية. 

وفي السادس من اذار/مارس, استشهد فدائيين ثلاثة فلسطينيين في عملية مزدوجة بسيارتين مفخختين انفجرتا قبل الاوان المقرر لهما, بالقرب من الموقع العسكري في ايريز. 

الغاء زيارة واشنطن 

من ناحية اخرى، قالت قناة "الجزيرة" الفضائية ان القيادة الفلسطينية الغت زيارة الوفد الفلسطيني الى واشنطن احتجاجا على تصريحات او اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش. 

الجامعة العربية تندد 

وفي هذا السياق، اسمعت الجامعة العربية اخيرا صوتها لوسائل الاعلام واصدرت بيانا كالعادة نددت فيه بتصريحات الرئيس الاميركي وقالت انها "تنسف عملية السلام" المتوقفة منذ سنوات طوال. 

وقال بيان صدر عقب اجتماع غير عادي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين  

السبت إن المجلس أكد بالاجماع "رفض الموقف الامريكي الجديد الذي من شأنه أن ينسف  

عملية السلام في الشرق الاوسط... كما أن هذا الموقف يشجع اسرائيل على التمادي في عدوانها ضد الشعب الفلسطيني وتهديد الامن والاستقرار في المنطقة." 

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد أيد قبل يومين في مؤتمر صحفي مشترك مع  

شارون في البيت الابيض خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي التي تقضي بالانسحاب من غزة  

والاحتفاظ بالسيادة على مستوطنات كبيرة في الضفة الغربية. كما أنكر الرئيس الامريكي على  

اللاجئين الفلسطينيين حق العودة الى ديارهم في اسرائيل. 

وأضاف بيان الجامعة العربية أن المجلس أكد بالاجماع أيضا أن "حقوق الشعب الفلسطيني  

الثابتة والعادلة غير القابلة للتصرف فيها وفي مقدمتها حقه المشروع في اقامة دولته المستقلة  

على أرضه الوطنية وعاصمتها القدس لا يمكن لاحد التنازل عنها نيابة عن الشعب  

الفلسطيني". 

وتابع أن "أي اتفاق يتعلق بمصير الشعب الفلسطيني ودولته المستقلة يجب أن يتم مع القيادة  

الشرعية المنتخبة للشعب الفلسطيني بقيادة الرئيس ياسر عرفات". 

وطالب البيان الولايات المتحدة باتخاذ "ما يلزم للحيلولة دون انهيار قواعد عملية السلام  

وذلك بالتزامها بمرجعية مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام وخطابات الضمان التي قدمتها  

للدول العربية في عام 1991 وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية  

وخارطة الطريق." 

كما طالب المجلس أعضاء اللجنة الرباعية ومجلس الامن والامين العام للامم المتحدة بتحمل  

مسؤولياتهم للحفاظ على الحقوق الثابتة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.". وتضم  

اللجنة الرباعية واضعة خطة خارطة الطريق الى جانب الولايات المتحدة الاتحاد الاوروبي  

وروسيا والامم المتحدة. 

وتمسك المندوبون الدائمون بمبادرة السلام العربية الداعية الى اقامة سلام كامل مع اسرائيل  

مقابل انسحاب اسرائيلي كامل الى حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967 على جميع الجبهات. 

الاتحاد الاوروبي يسعى لتخفيف التوتر مع واشنطن 

ولا تزال تداعيات تصريحات بوش تتوالى فبعد ان اتخذ الاتحاد الاوروبي موقفا معارضا لهذه التصريحات كان من شأنه ان يؤدي الى مزيد من التوتر مع واشنطن سعى الاتحاد الاوروبي الى تهدئة هذه التوترات قائلا ان انسحاب اسرائيل المزمع من قطاع غزة يمكن ان يصبح "خطوة مهمة" في الطريق نحو السلام. 

وفي بيان صدر بعد اجتماع وزراء الخارجية أكد الاتحاد الاوروبي ما يرى انه جوانب ايجابية في خطة اسرائيل المنفردة التي أقرها الرئيس جورج بوش يوم الخميس وأثارت غضب الفلسطينيين. 

وقال البيان ان "الاتحاد الاوروبي يرحب بامكانية انسحاب اسرائيل من قطاع غزة.. مثل هذا الانسحاب يمكن ان يمثل خطوة مهمة نحو تنفيذ (خارطة الطريق) بشرط ان تنفذ وفقا لشروط معينة." 

وخارطة الطريق هي خطة السلام التي اقرها رباعي الوساطة الذي يضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا. 

وبدا ان بيان الاتحاد الاوروبي محاولة لتحسين العلاقات الاوروبية الامريكية التي باتت عرضة لمزيد من التدهور بعد الاعلان الاميركي الاسرائيلي يوم الاربعاء الماضي. 

وبداية كان هناك استياء واسع النطاق في العواصم الاوروبية نتيجة تاييد بوش للخطة الاسرائيلية التي تشمل الاحتفاظ بمستوطنات في الضفة الغربية. ووصف الرئيس الفرنسي جاك شيراك موقف بوش بانه "سابقة مؤسفة وخطيرة". 

لكن الاتحاد الاوروبي فيما كرر يوم السبت مواقفه السابقة بشأن الشرق الاوسط لم يشر الى اي خلاف في الرأي مع واشنطن. 

وانتقد وزراء الخطة الاسرائيلية خلال اجتماعهم الذي استمر يومين في تولامور بوسط ايرلندا لكن بدا انهم قرروا العمل معها بدلا من رفضها. 

لكن بعض وزراء الاتحاد الاوروبي اصروا على انهم لن يسمحوا لواشنطن باملاء شروط. 

وقال ميشيل بارنييه وزير الخارجية الفرنسي "لن يتحقق السلام والاستقرار الا اذا كان للاوروبيين احترامهم كشركاء" مشيرا الى ان اللجنة الرباعية تضم اربعة اطراف وليس واحدا. 

وقال نظيره الالماني يوشكا فيشر ان الاميركيين "سيلاحظون الموقف الاوروبي باهتمام كبير". 

واشار بعض الوزراء الى ان بوش بعث رسائل متباينة خلال حديثه في المؤتمر  

الصحفي بالبيت الابيض مع رئيس الوزراء الاسرائيل ارييل شارون وانه منذ ذلك الحين اوضح موقفه متبنيا نبرة تصالحية بدرجة اكبر. 

وقالت وزيرة خارجية السويد ليلي فريفالدس للصحفيين "صحح بوش الامر .. موضحا انه من البديهي ان العملية لن تتمخض عن نتيجة باي صورة من الصور سوى التفاوض بين الطرفين." 

وقال كريس باتن مفوض العلاقات الخارجية للاتحاد الاوروبي ان بوش "ما زال ملتزما بخارطة الطريق وما زال يدرك ان السلام .. السلام المستدام في الاجل الطويل .. لا يمكن ان يتحقق الا من خلال تسوية عبر التفاوض". 

وفي وقت سابق يوم السبت قال باتن ان التأييد الاميركي للخطة الاسرائيلية نجم عنه "ضرر كبير" سيساعد الاتحاد الاوروبي في اصلاحه. 

وقال خافيير سولانا منسق الاتحاد الاوروبي للسياسات الخارجية ان اللجنة الرباعية ستجتمع في اوائل مايو ايار لبحث سبل التحرك قدما في عملية السلام في الشرق الاوسط. 

وقال سولانا في مؤتمر صحفي بعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ان "رباعي الوساطة سيجتمعون في الثاني أو الثالث أو الرابع من ايار/مايو." 

وقال مسؤولون بالاتحاد الاوروبي ان الاجتماع سيعقد على الارجح في الرابع من ايار / مايو في نيويورك وليس في 28 نيسان/ابريل في برلين. 

بلير يحاول التمايز عن موقف بوش 

وفي تصريحات بوش ايضا وردود الفعل الاوربية عليها اعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان خطة الفصل مع الفلسطينيين التي اعلنتها اسرائيل تشكل في المقام الاول وسيلة للعودة الى "خارطة الطريق"التي اعدتها المجموعة الدولية للسلام في الشرق الاوسط . 

من جهتها واصلت الصحافة البريطانية انتقاداتها لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير آخذة عليه خصوصا تبعيته للرئيس الاميركي جورج بوش لكنها خصته ببعض المديح لتمكنه من التأثير قليلا على موقف واشنطن حول دور الامم المتحدة في العراق. فكتبت التايمز ان "بوش يدعم بلير بشأن الامم المتحدة" وذلك غداة المؤتمر الصحافي المشترك لبوش وبلير امس الجمعة. 

ورات ديلي تلغراف من جهتها ان "بلير حصل على تنازلات من اجل تشجيع الديمقراطية" بعد بادرة بوش لصالح صدور قرار جديد للامم المتحدة يفتح الطريق لنقل السلطة في العراق في 30 حزيران/يونيو المقبل. وكان بلير قال في ختام محادثاته الجمعة مع بوش في البيت الابيض "ستطلب بريطانيا والولايات المتحدة من مجلس الامن الدولي اصدار قرار جديد يهدف الى التركيز على ترابط العملية السياسية والامنية في العراق". 

واعتبرت الغارديان "مهما كان المضمون فان لقاء بلير مع الرئيس (بوش) خلال 90 دقيقة تمكن من الخروج ببعض الفائدة لتعزيز دور الامم المتحدة". ورغم العناوين الايجابية فان المقالات حول قمة بلير وبوش تلمح الى ان الصحافة البريطانية لديها بعض الشكوك لجهة العلاقات بين الشريكين المفترض ان يكونا افضل حليفين في العالم. 

وتبدي الفايننشال تايمز من جهتها عدم اقتناعها كثيرا بما اظهره الزعيمان في واشنطن من ود وقالت الصحيفة الاقتصادية اللندنية انهما لم يبديا سوى "وحدة ظاهرية" تستند الى اعتقاد مشترك في ضرورة اضطلاع الامم المتحدة المتحدة بدور اكبر في العراق. واضافت الفايننشال تايمز "ان رئيس الوزراء اعلن انه تحدث بصراحة وفي جلسة خاصة عن خلافاته السياسية مع بوش. لكن طالما يرفض التحدث علنا عن خلاف متزايد بينهما فسيكون سهلا على منتقديه بان يأخذوا عليه تبعيته للرئيس" بوش. 

اما الديلي ميرور التي كان من اشد المعارضين للحرب على العراق فذهبت ابعد من ذلك في تهجماتها. وكتبت قبل اقل من مئتي يوم على الانتخابات الاميركية ان "توني بلير قام كعادته بالتصفيق لجورج بوش الذي يسعى لاعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة". ورات ان رئيس الوزراء البريطاني "قام بذلك بحذقه المألوف. كان لذلك وقع حسن، كان عمل محترف"، مضيفة "لكنه ليس الدور الملائم لرئيس وزراء بلادي بان يكون محصورا في الاعمال السياسية الدنيئة لرئيس اميركي"—(البوابة)—(مصادر متعددة)