مقتل وجرح مئة منشق وطلائع المراقبين في سوريا الخميس

تاريخ النشر: 20 ديسمبر 2011 - 04:34 GMT
امين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي
امين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي

قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مئة جندي منشق على الاقل سقطوا بين قتيل وجريح في مواجهات مع الجيش السوري الثلاثاء، فيما اعلن مساعد الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي ان اول فريق من المراقبين العرب سيتوجه الى سوريا الخميس.
وقال المرصد الذي مقره بريطانيا نقلا عن عدد من المسلحين في الميدان، ان الاشتباكات وقعت في محافظة ادلب المحاذية لتركيا والتي شهدت قتالا داميا امس الاثنين.
واضاف المصدر في بيان انه "عقب اشتباكات اندلعت صباح اليوم (الثلاثاء) مع الجيش النظامي، جرت محاصرة مئة منشق وسقطوا بين قتيل وجريح بين قرية كفر عويد والفطيرة" في منطقة جبل الزاوية.
وقال المرصد ان "عشرات المدنيين محاصرين من بينهم العديد من النشطاء في كفر عويد".
ودعا المرصد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى "التدخل الفوري لوقف المجزرة" التي يمكن ان تحدث.
وكان المرصد ذكر امس ان الاثنين ان "عشرات" الجنود السوريين المنشقين قتلوا الاثنين في محافظة ادلب شمال غرب سوريا، وذلك بعيد توقيع دمشق بروتوكول الجامعة العربية المحدد لمهمات بعثة المراقبين في تطور وصفته المعارضة السورية بانه "مراوغة".
من جهتها، دعت دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتها العادية الثلاثاء في الرياض الى "وقف القتال" في سوريا و"سحب اليات الدمار من المدن".
وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي تراس بلاده الدورة الحالية في مجلس التعاون الخليجي خلال مؤتمر صحافي ان "سوريا امر يخص الجامعة العربية واهم امر هو وقف القتال وسحب اليات الدمار من المدن واطلاق المحتجزين".
واضاف "اذا كانت النوايا صافية، فيجب ان تتم هذه النقاط فورا". وتابع الفيصل ردا على سؤال ان "البروتوكول (بعثة المراقبين) جزء لا يتجزا من مبادرة" الجامعة العربية.
وطالب البيان الختامي للقمة "الحكومة السورية بالوقف الفوري لآلة القتل ووضع حد لاراقة الدماء، وازالة اي مظاهر مسلحة، والافراج عن المعتقلين كخطوة اولى للبدء في تطبيق البروتوكول" الموقع.كما دعا الى "تطبيق كافة بنود المبادرة العربية".
واعلن مساعد الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي الثلاثاء في القاهرة ان اول فريق من المراقبين العرب سيتوجه الى سوريا الخميس.وقال بن حلي في مؤتمر صحافي ان "مقدمة من المراقبين بقيادة سمير سيف اليزل ستتوجه الى دمشق الخميس".
وقالت الجامعة ان الفريق الاولي سيضم مراقبين امنيين وقانونيين واداريين وخبراء، كما يتوقع ان يليه فريق من الخبراء في حقوق الانسان. واعلنت الجامعة العربية "الموافقة على تسمية الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي من جمهورية السودان رئيسا لبعثة مراقبي الجامعة العربية"، بحسب بيان الجامعة.
وقال نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية يوم الثلاثاء ان بعثة مراقبين يمكن أن تصل الى سوريا قبل نهاية الشهر الحالي في مهمة لتقييم ما اذا كانت دمشق ملتزمة بتنفيذ المبادرة العربية لإنهاء قمع الاحتجاجات بعد اسابيع من المماطلة السورية.
وحثت الدول العربية دمشق على السماح لفريق يتألف من نحو 150 مراقبا بدخول سوريا لتقييم الوضع على الارض.
وقال العربي لرويترز "يمكنني القول بقدر من التأكيد ولكن ليس على نحو قاطع أنهم (المراقبين) سيكونون هناك بنهاية الاسبوع المقبل" مضيفا أن هذه هي أول مهمة من نوعها منذ تأسيس الجامعة العربية عام 1945 .
وقال "انها مهمة جديدة تماما ومهمة مجهولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومثلما هو الحال مع كل اتفاقية في العالم فانها تتوقف على التنفيذ بحسن نية" مضيفا ان المراقبين يمكنهم ان يروا في غضون اسبوع ان كانت سوريا ملتزمة.
ووافقت سوريا في اوائل نوفمبر تشرين الثاني على خطة عربية تطالب بانهاء القتال وسحب القوات من المناطق السكنية والافراج عن السجناء وبدء حوار مع المعارضة.
لكن سوريا ماطلت لمدة ستة اسابيع في السماح لمراقبين بتقييم التنفيذ في الوقت الذي قفزت فيه اعداد القتلى. ووقعت دمشق على بروتوكول بشأن المراقبين أمس الاثنين في مقر الجامعة العربية بالقاهرة.
وقال العربي ان مجموعة صغيرة تمثل طليعة فريق المراقبين يرأسها مسؤول كبير من الجامعة العربية ستتوجه الى دمشق يوم الخميس للتحضير للمهمة. وبمجرد نشر المراقبين يمكن اجراء التقييم سريعا لمعرفة ما اذا كانت سوريا ملتزمة بالاتفاق.
وأضاف العربي بشأن البروتوكول الذي تبلغ مدته شهرا مع احتمال التمديد "في غضون اسبوع من بداية العملية سنعرف. لا نحتاج شهرا."
وسيرأس عملية المراقبة لواء سوداني لديه خبرة في عمليات حفظ السلام وستضم البعثة اعضاء من دول عربية ومنظمات غير حكومية. وسيرافق البعثة افراد من وسائل الاعلام.
وقال العربي ان الدول الخليجية وافقت يوم الاثنين على إرسال 60 مراقبا ليصبح العدد الاجمالي نحو 150 حتى الآن. وأضاف ان المراقبين يتوقعون ان تُتاح لهم حرية التحرك والاتصال بما في ذلك دخول السجون والمستشفيات في أنحاء البلاد.
وبعد ان وافقت دمشق على الخطة في نوفمبر تشرين الثاني دون أن تظهر ما يشير الى انها تنفذها أعلنت الدول العربية مجموعة من العقوبات استهدفت التعاملات المالية مع سوريا وشملت قيودا على سفر المسؤولين وخفض رحلات الطيران.
وقال العربي ان هذه الاجراءات ستبقى سارية الى ان يقدم المراقبون تقييمهم في تقارير يومية واسبوعية سيتم اطلاع سوريا عليها لكنها لن تفحصها. وأضاف العربي انه سوف يتعين أن يقرر الوزراء العرب ان كانت العقوبات سترفع.
وقال ان هذه الاجراءات "تبناها اجتماع للوزراء العرب وهو الجهة التي لها سلطة إنهاء العقوبات".