مقتل واصابة 250 عراقيا في هجمات تزامنت مع ذكرى تفجير سامراء

تاريخ النشر: 12 فبراير 2007 - 08:57 GMT

قتل 88 شخصا في ثلاثة تفجيرات في بغداد اثنان منها بسيارتين مفخختين في سوق الشورجة المكتظ، في الوقت الذي يحيي فيه الشيعة الذكرى الأولى لتفجير مرقدي الامامين في سامراء والذي دفع العراق الى حافة الحرب الاهلية.

وفي أشد الهجمات دموية قالت الشرطة ان سيارتين مفخختين انفجرتا في تتابع سريع في سوق الشورجة بوسط بغداد مما أدى الى مقتل 88 شخصا على الاقل وأصابة 180 اخرين.

وقال شهود إن انفجار السيارتين أدى أيضا الى اشتعال النار في مبنى يضم متاجر لبيع الملابس ومتاجر أخرى في الشارع وأكثر من 20 سيارة. ودوى صوتا الانفجارين في أنحاء وسط بغداد كما أديا الى تصاعد أعمدة من الدخان الاسود الكثيف.

وقالت مصادر في الشرطة ان خمسة أشخاص على الأقل قتلوا أيضا في سوق الباب الشرقي بوسط بغداد الذي يسكنه تجار من العرب السنة والشيعة عندما انفجرت قنبلة زرعت على جانب أحد الطرق.

وتعرض السوقان لتفجيرات من قبل اودت بالعشرات.

وكانت اختناقات هائلة قد شلت حركة السير في عدة محاور من بغداد صباح الاثنين وخصوصا جسورا تربط بين شرقها وغربها، وذلك بعد فرض اجراءات امنية جديدة تقضي خصوصا بتفتيش الآليات.

ووضعت قوات الامن كتلا اسمنتية على عدة خطوط للسير على جسر سيناك على نهر دجلة وتسمح للآليات بالاكتفاء بالسير في خط او خطين فقط لتتمكن من تفتيشها.

ويوضح رجال الشرطة للسكان انها اجراءات جديدة تفرضها "الخطة الامنية" لكنهم بدوا غير قادرين على تنفيذ المهمة في الوقت اللازم. وقال احدهم "اذا فتشت كل سيارة فلن انجز المهمة قبل غد".

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعلن الاحد ان الخطة الامنية لاعادة الاستقرار والهدوء الى بغداد ستشهد "بداية واسعة" خلال الاسبوع الحالي مؤكدا انها "ستستمر بمرحلة تصاعدية".

ونقل بيان حكومي عن المالكي ان "العملية ستستمر بمرحلة تصاعدية لتشهد بداية واسعة خلال الاسبوع الحالي حيث ستقوم اجهزة الجيش والشرطة بغلق المناطق التي قسمناها الى عشرة في آن واحد".

واضاف ان "العملية تستهدف تنظيف هذه المناطق من الارهابيين ونزع الاسلحة (...) ولن تبدأ من منطقة واحدة انما من كل المناطق وفي آن واحد والمشاركون في تنفيذها يتوزعون على كل الوان الطيف العراقي".

واغلقت ثلاث آليات مدرعة اميركية جسرا ثانويا آخر قبل ان تعيد فتحه امام حركة السير.

وتتضمن الخطة نشر حوالى 85 الف عسكري (خمسون الف عراقي و35 الف اميركي) في بغداد لفرض الامن. وهي تهدف الى وقف العنف المذهبي الذي يودي بحياة عشرات العراقيين يوميا.

ذكرى سامراء

وتأتي هذه التطورات فيما يحيي شيعة العراق الاثنين الذكرى الاولى لتفجير مرقدي الامامين الشيعيين في سامراء الذي كان الشرارة التي فجرت العنف الطائفي في البلاد فيما دعا المرجع الشيعي الاعلى اية الله على السيستاني الى عدم "الاساءة الى السنة" مؤكدا انهم "براء من هذه الجريمة النكراء".

وتحل اليوم وفقا للتقويم الهجري الذكرى الاولى لتفجير مرقدي الامامين الهادي والعسكري الذي وقع في الثالث والعشرين من شهر محرم والثاني والعشرين من شباط 2006 وفقا للتقويم الميلادي.

وقال السيستاتي في بيان اصدره بهذه المناسبة "لقد اراد المجرمون التكفيريون الذين ارتكبوا ذلك الاعتداء الآثم أن يجعلوا منه منطلقا لفتنة طائفية شاملة في العراق ظنا منهم انها تقربهم من تحقيق اهدافهم الخبيثة في هذا البلد العزيز، وذلك بعد ان عجزوا عن اشعال نار الفتنة فيه لأزيد من عامين منذ بدء الاحتلال، بالرغم من كل ما ارتكبوه من مجازر وحشية في مختلف الاماكن".

واضاف السيستاني ان وقوع "هذه الكارثة الكبرى (في سامراء) زجت بالبلد في عنف اعمى حصد و لا يزال يحصد ارواح عشرات الآلاف من الابرياء".وتابع "لا يعلم غير الله تعالى متى تنتهي هذه المآسي ويوضع الحد لمعاناة هذا الشعب المظلوم". ودعا السيستاني "المؤمنين وهم يحيون هذه الذكرى الحزينة ان يراعوا اقصى درجات الانضباط والا يبدر منهم قول او فعل يسيء الى المواطنين من اخواننا السنة الذين هم براء من تلك الجريمة النكراء".

(البوابة)(مصادر متعددة)