قتل ناشط من حماس وجرح ثلاثة اخرون في غزة بينما اختطفت الحركة عضوا في منافستها فتح في القطاع، وذلك في استمرار للعنف يأتي فيما يستعد قادة الحركتين الذين وصلوا الى مكة للبدء في حوار يهدف الى إنهاء تناحرهما على السلطة.
وقالت مصادر طبية ان مسلحين فتحوا النار على سيارة في مدينة غزة الثلاثاء وقتلوا ناشطا بارزا في حركة حماس واصابوا ثلاثة اخرين من اعضاء الحركة.
وأعلنت عشيرة محلية المسؤولية عن الهجوم وقالت ان القتيل كان مسؤولا عن قتل اثنين من افرادها في كانون الاول/ديسمبر.
واتهم مسؤولون في حماس مسلحين من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس بفتح النار على السيارة من نقطة تفتيش قريبة من مجمع امني يخضع لاجراءات مشددة ومقر اقامة محمد دحلان رجل فتح القوي في غزة. ونفى عبد الحكيم عواد وهو متحدث باسم فتح أي تورط في اطلاق الرصاص.
وفي وقت سابق الثلاثاء، اختطف مسلحون من حماس ناشطا من فتح وثلاثة من حرسه في شمال قطاع غزة.
وتمخضت محاولات سابقة لوقف الاقتتال بين حماس وفتح عن اتفاقات هدنة لم تستمر طويلا. وقتل أكثر من 90 فلسطينيا في الاقتتال الداخلي منذ تهديد عباس بالدعوة لانتخابات مبكرة بعد فشل محاولات تشكيل حكومة وحدة مع حماس، وهو ما اعتبرت الاخيرة بأنه سيكون انقلابا على حكومتها المنتخبة.
حوار مكة
ويأتي استمرار اعمال العنف في قطاع غزة فيما يستعد قادة الحركتين الذين وصلوا الى مكة للبدء في حوار يهدف الى إنهاء تناحرهما على السلطة.
وقال جمال الشوبكي السفير الفلسطيني في السعودية إن التوصل لاتفاق مسألة حيوية وإن الزعماء الفلسطينيين لن يغادروا مكة المكرمة دون التوصل الى اتفاق لان الوضع مأسوي على الارض والعالم كله سيدير ظهره للفلسطينيين اذا استمروا على هذا الحال.
وفي وقت سابق عقد عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الذي يتخذ من العاصمة السورية دمشق مقرا له واسماعيل هنية رئيس الحكومة التي تقودها حماس اجتماعا مع الملك عبد الله عاهل السعودية في مدينة جدة المطلة على البحر الاحمر.
وقالت وسائل الاعلام السعودية ان الملك عبد الله الذي دعا لمحادثات مصالحة أصدر بيانا يدعو القادة الفلسطينيين للاستجابة لصوت العقل وتجنب حرب أهلية تهدد المكاسب التي تحققت على مدى عقود من الزمان خلال النضال ضد اسرائيل.
وتسعى السعودية الى وقف الاقتتال بين الفلسطينيين خشية أن يؤدي الى تصاعد التشدد في المنطقة وهو ما يعطي ايران الشيعية فرصة أكبر لزيادة نفوذها.
وتدعم ايران الحكومة التي تقودها حماس بينما حجبت الدول الغربية الدعم لحين اعتراف حماس باسرائيل وبالاتفاقات التي أبرمتها مع منظمة التحرير.
ويقول دبلوماسيون غربيون في الرياض إن السعودية وجهت اشارات الى حماس في الشهور الاخيرة بأن السعودية تريدها ان تصل الى تسوية.
ورعت السعودية مبادرة سلام عربية في عام 2002 تعرض على اسرائيل السلام مقابل دولة فلسطينية. وأعطى مسؤولون أميركيون وإسرائيليون مؤشرات في الشهور الاخيرة على ان هذا الاقتراح قد يكون أساسا للسلام.
وقال نبيل عمرو مستشار عباس بعد اجتماع الرئيس الفلسطيني مع العاهل السعودي ان فتح ستصر على التزام حكومة الوحدة الوطنية الجديدة بمبادرة السلام العربية.
وأضاف ان فتح دعت السعودية للتدخل لتضييق الخلافات من اجل التوصل الى اتفاق. واضاف ان البديل هو مزيد من التدهور واجراء انتخابات مبكرة.
ويقول مسؤولون في فتح أيضا انهم سيركزون على قبول حماس ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية. وهي وسيلة أخرى لتحقيق الاعتراف الضمني باسرائيل مما من شأنه انهاء الحظر على وصول المعونات.
وقال هنية "نعد شعبنا" ببذل أقصى ما يمكن من جهد للتوصل الى اتفاق فلسطيني "لتشكيل حكومة وحدة."
والثلاثاء، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت الذي أعلن انه سيلتقي عباس ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في 19 الجاري، انه يأمل الا يقوم عباس بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس التي لم تف بمطالب الغرب بالاعتراف باسرائيل ونبذ العنف.