مقتل 4 متظاهرين ببغداد.. و"الداخلية": تحرير ضابط كبير

تاريخ النشر: 27 نوفمبر 2019 - 02:25 GMT
مظاهرات في العراق
مظاهرات في العراق

قتل اربعة متظاهرين عراقيين بالرصاص الأربعاء، خلال مواجهات مع قوات الأمن في بغداد، بينما اعلنت السلطات العراقية تحرير ضابط كبير برتبة لواء كان اختطف في وضح النهار قبل اسبوعين من جهة لا تزال مجهولة.

وكان مصادر امنية وطبية قالت في وقت سابق ان متظاهرين اثنين قتلا في بغداد، حيث تتواصل الاحتجاجات منذ شهرين مطالبة بـ”إسقاط الحكومة”، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية.

وأشارت المصادر إلى أن المتظاهرين قتلا بالرصاص الحي خلال المواجهات التي دارت عند جسر الأحرار، وأدت كذلك الى إصابة ما لا يقل عن 25 متظاهرا بجروح بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع.

وقطعت الأربعاء، أغلب الطرق وأغلقت الدوائر الحكومية والمدارس في جنوب العراق غداة يوم دموي في هذا البلد الذي يشهد منذ شهرين اضطرابات تعد الاسوأ في تاريخه الحديث.

ففي هذا البلد الذي يعد واحدا من أكثر دول العالم ثراء بالنفط وأيضا من أكثر الدول فسادا، يطالب المتظاهرون منذ الأول من أكتوبر ، بإصلاح النظام السياسي وتغيير كامل لطبقتهم الحاكمة التي يعتبرونها فاسدة. وكانت هذه الاحتجاجات الأولى التي تخرج عفويا منذ عقود وشهدت أعمال عنف أوقعت أكثر من 350 قتيلا منذ بدئها.

وتواصل الأربعاء تصاعد سحب الدخان الأسود من مدينة كربلاء (100 كلم جنوب بغداد)، التي يزورها ملايين الشيعية سنويا قادمين من عموم العراق ومختلف دول العالم.

وفي ليل الثلاثاء الأربعاء وبعد ساعات من وقوع أعمال عنف للمرة الأولى خلال النهار في مدينة كربلاء واستخدم خلالها الرصاص الحي ما أدى إلى سقوط قتيل بحسب مصادر طبية، أعلنت الجهات المسؤولة عن إدارة العتبات الدينية عن إغلاق جميع مدارس الأطفال الدينية في مدن كربلاء والنجف المقدستين بالإضافة الى مدينة الحلة عاصمة محافظة بابل الواقعة إلى الشرق من كربلاء.

وواصل متظاهرون قطع عدد كبير من الطرق في وسط المدينة وعلى مداخلها، ما أدى الى قطع طريق رئيسي يؤدي الى محافظة بابل حيث شهدت الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين أعمال عنف خلفت حوالى مئة جريح أغلبهم بقنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها قوات الأمن، وفقا لمصادر طبية.

وشهدت مدينة الديوانية التي تصدرت موجة الاحتجاجات وتقع إلى الجنوب من كربلاء الوضع نفسه حيث أغلقت الدوائر الحكومية والمدارس فيما قطع متظاهرون أغلب الطرق بإطارات سيارة مشتعلة لمنع الموظفين للوصول إلى مقر عملهم فيما انسحبت قوات الأمن لتجنب وقوع مواجهات معهم، وفقا لمراسل فرانس برس.

كما أغلقت الدوائر الحكومية والمدارس في مدن الكوت والبصرة والحلة والنجف واستمرت الاعتصامات بدون وقوع أعمال عنف.

وتواصلت الاحتجاجات في البصرة والناصرية حيث تقع حقول رئيسية للذهب الأسود الذي يمثل المورد الرئيسي لميزانية البلاد، واعتصم متظاهرون عند شركة نفط ذي قار الحكومية شرق الناصرية، لكن العمل تواصل في حقول النفط الواقعة في كلا المحافظتين.

على ذات الصعيد، استمرت التظاهرات في بغداد التي تعد المركز الرئيسي لاحتجاجات في البلاد، وانتشر متظاهرون يرتدون خوذا ويغطون وجوههم بشالات رقيقة لتجنب الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه قوات الامن التي تتستر خلف جدران أسمنتية.

وتأتي احتجاجات بغداد، غداة ليلة صاخبة شهدتها ساحة التحرير الرمزية في وسط العاصمة لاحتفالات شارك فيها آلاف العراقيين بفوز منتخبهم الكروي على منتخب قطر في إطار تصفيات دورة الخليج.

وقتل ستة أشخاص جراء ثلاثة انفجارات شبه متزامنة وقعت الثلاثاء في مناطق متفرقة في بغداد، وفقا لمصادر أمنية وطبية.

إصابات في بابل
وأصيب أكثر من 130 متظاهرا الأربعاء بحالات اختناق في محافظة بابل، بعد أن استخدمت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق المحتجين.

وتجددت الاشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين بعد ليلة حافلة بالمواجهات، حيث يستمر المحتجون في قطع الطرق والجسور. ففي النجف أشعل المحتجون إطارات السيارات في بعض الشوارع التي أغلقوها.

وكانت قوات مكافحة الشغب وقوات أمنية أخرى في محافظة بابل، قد هاجمت الثلاثاء ساحة الاعتصام وسط مدينة الحلة جنوبي بغداد، لتفريق المتظاهرين بالقوة، ما أسفر عن إصابات وحالات اختناق لأكثر من 60 متظاهرا.

وتدخلت قوات مكافحة الشغب في الحلة جنوب بغداد أيضا لفض الاعتصام أمام مبنى مجلس المحافظة المستمر بشكل يومي. وتستمر المدارس في الحلة إغلاق أبوابها.

تحرير لواء
الى ذلك، أعلن وزير الداخلية العراقي ياسين الياسري، الأربعاء، تحرير اللواء ياسر عبد الجبار مدير المعهد العالي في وزارة الداخلية الذي اختطف قبل أيام من قبل ملثمين في حي الجادرية ببغداد.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن الياسري قوله: “قوة برئاسة مدير مكافحة الإجرام حررت اللواء المختطف ياسر عبد الجبار مدير المعهد العالي في وزارة الداخلية بعد مصادمة مع المجموعة الخاطفة في منطقة زراعية نائية ومهجورة خارج بغداد”.

وكان مسلحون قد اعترضوا موكب مدير المعهد العالي بوزارة الداخلية في حي الجادرية ببغداد واقتادوه إلى جهة مجهولة.