مقتل عراقيين واصابة اميركيين وصاروخ على الشيراتون..مجلس الامن يؤيد مهمة الامم المتحدة في العراق

تاريخ النشر: 24 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قتل عراقيان واصيب جنديان اميركيان بجروح في اشتباك بالفلوجة وتوفي ثالث. وضرب صاروخ فندق الشيراتون في بغداد صباح اليوم. وفيما اصدر مجلس الامن بيانا أيد فيه مهمة الامم المتحدة في العراق بدأ رئيس وزراء بريطانيا جهودا دبلوماسية لاقناع أسبانيا بعدم سحب قواتها من العراق كما وعد رئيس وزرائها المنتخب. 

اشتباك الفلوجة 

قال الجيش الاميركي وشهود عيان ان اشتباكا اندلع في بلدة الفلوجة العراقية الاربعاء وأسفر عن مقتل اثنين من المدنيين وإصابة اثنين آخرين بعد إصابة جنديين أميركيين في انفجار قنبلة على الطريق. 

وقالت متحدثة عسكرية أميركية ان مقاتلين أطلقوا نيران أسلحة صغيرة بعد أن انفجرت القنبلة حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل .وأسفر الانفجار عن إصابة جنديين وتدمير عربة عسكرية. 

وقال الشهود ان المدنيين سقطا خلال تبادل اطلاق النار. 

وعرض تلفزيون رويترز لقطات لجثتي عراقيين في المستشفى بعد الاشتباك ولقطات لجريح بالمستشفى واخر وضعت ضمادات حول عنقه وذراعه. 

صاروخ على شيراتون بغداد 

أصاب صاروخ فندقا في وسط بغداد يستخدمه مقاولون وصحفيون أجانب في ساعة مبكرة من صباح الاربعاء لكنه احدث خسائر مادية محدودة دون ان يصاب أحد باذى. 

وقال احد النزلاء في فندق شيراتون "هناك ما يشير الى ان صاروخا اصاب الفندق عند الطابق السادس." 

وادى الانفجار القوي الى تحطيم بعض النوافذ. كما ايقظ الناس من نومهم داخل الفندق وفي الاحياء القريبة. 

وضربت الشرطة العراقية والجيش الاميركي نطاقا حول المبنى. 

ويقع فندق شيراتون وفندق فلسطين الملاصق له في مجمع يتمتع بحماية جيدة يستخدمه الاجانب في قلب بغداد. وسبق ان تعرض الفندقان للهجوم عدة مرات. 

وفاة جندي اميركي 

اعلن الجيش الاميركي في بيان الاربعاء ان جنديا اميركيا قضى متأثرا بجروح اصيب بها خلال تبادل لاطلاق النار لم يكشف النقاب عن طبيعته وقد حصل الاثنين في شمال العراق.  

وقال البيان ان الجندي الذي لم يكشف عن هويته ينتمي الى احدى كتائب فرقة المشاة الثالثة ومقرها الموصل (شمال). وأوضح ان تحقيقا بالحادث قد فتح ولكن لم يعلن عن نتائجه بعد كون عائلة الضحية لم تبلغ بعد بمقتله. 

مجلس الامن 

قرر مجلس الامن اصدار بيان الاربعاء يؤيد فيه بشدة مهمة الامم المتحدة لتقديم النصح للعراقيين لتشكيل حكومة مؤقتة لدى انتهاء الاحتلال الاميركي للبلاد هذا الصيف. 

وقال دبلوماسيون ان فريقين سيتوجهان إلى العراق. ويرأس الفريق الاول كارينا بيريللي رئيسة الوحدة الانتخابية للامم المتحدة وسيكون في بغداد قريبا بينما يقود الفريق الثاني الاخضر الابراهيمي وهو مستشار رفيع في الامم المتحدة ومن المتوقع ان يصل إلى العراق في نيسان/ابريل. 

وفي مواجهة انتقادات من جانب بعض الزعماء العراقيين أعد مجلس الامن المكون من 15 عضوا بيانا "يرحب ويؤيد بشدة" بقرار كوفي انان الامين العام للامم المتحدة إرسال الابراهيمي والفريق الانتخابي "بأسرع وقت ممكن. 

"ويدعو مجلس الامن كل الاطراف في العراق للتعاون بشكل كامل مع الامم المتحدة". 

لكن الابراهيمي يواجه رغم ذلك موقفا مربكا. فعلى الرغم من ترحيب مكتب الزعيم الشيعي اية الله علي السيستاني بزيارة الابراهيمي الا انه طالب في الوقت نفسه الامم المتحدة بعدم إقرار الدستور المؤقت للعراق واضعا عقبة جديدة أمام الخطط الاميركية لتسليم السلطة للعراقيين. 

وفي رسالة موجهة إلى الابراهيمي قال السيستاني انه ما لم ترفض الامم المتحدة الدستور سيقاطع فريق الامم المتحدة المدعو لتقديم النصح بشأن تشكيل حكومة مؤقتة قبل 30 حزيران /يونيو وبشأن اجراء انتخابات عامة قبل كانون الثاني / يناير عام 2005. 

وطالب السيستاني ايضا بالا يشار إلى وثيقة الدستور في اي قرار جديد لمجلس الامن تسعى الولايات المتحدة وبريطانيا لاستصداره في آبار/مايو. 

ومن المتوقع ان يحدد القرار دور الامم المتحدة في العراق ويقر الحكومة المؤقتة وقوة متعددة الجنسيات. 

كما يسعى لاستصدار قرار جديد رئيس الوزراء الاسباني الاشتراكي المنتخب خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو الذي يريد سحب القوات الاسبانية من العراق وقوامها 1300 جندي الا اذا تسلمت المنظمة الدولية المسؤولية هناك بحلول أواخر حزيران/ يونيو. 

وقال فريد ايكهارد المتحدث باسم الامم المتحدة انه لن يصدر رد فعل مكتوب على رسالة السيستاني. وقال للصحفيين "لا أعتقد ان السيد الابراهيمي يريد الدخول في هذا الجدل. 

"اذا ساعدنا العراقيين على حل خلافاتهم في القضية...لا بالنسبة للقانون الأساسي بل العملية الانتقالية ككل.. سيكون (الابراهيمي) سعيدا". 

وزار الابراهيمي وهو وزير خارجية جزائري اسبق العراق الشهر الماضي لدراسة امكانية اجراء انتخابات ومناقشة الاقتراحات المطروحة لتشكيل حكومة عراقية مؤقتة. 

لكن في وقت سابق من الشهر الحالي أبدى بعض الشيعة في مجلس الحكم العراقي من بينهم احمد الجلبي المنشق السابق الذي عاش في المنفى معارضتهم لعودة الامم المتحدة لأسباب من بينها ان الابراهيمي نصح بعدم اجراء انتخابات مباشرة قبل حزيران/يونيو. 

وقال جون نغروبونتي مندوب الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة ان الغرض من اصدار بيان لمجلس الامن هو تشجيع جهود الابراهيمي لا الرد على رسالة السيستاني. 

اسبانيا 

في التطورات السياسية الاخرى، يبدأ رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مهمة دبلوماسية شاقة في اسبانيا تتزامن مع ضغوط بريطانية وأميركية على رئيس الوزراء الاسباني المنتخب لانقاذ التحالف في العراق. 

وتعهد رئيس الوزراء المنتخب خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو بتنفيذ وعده بسحب القوات الاسبانية من العراق بعدما حقق حزبه الاشتراكي نصرا انتخابيا مفاجئا بعد ثلاثة أيام من تفجيرات مدريد التي يشتبه في تورط تنظيم القاعدة فيها. 

وحضر بلير مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى مدريد لحضور قداس لضحايا التفجير ومن المتوقع ان يضغطا على ثاباتيرو لاعادة النظر في وعده عندما يجتمعان معه كل على حدة يوم الاربعاء. 

وقال تشارلز باول أستاذ العلوم السياسية في جامعة سان بابلو سي.ئي.يو. "ربما تحدث  

بعض محاولات الاقناع المهذبة." 

وقطع انتخاب الاشتراكيين أواصر وحدة اسبانية مع الرئيس الاميركي جورج بوش وبلير  

في ملف العراق الذي يلقي كثير من الاسبان باللوم عليه في جعلهم هدفا للاسلاميين المتشددين  

الذين تحوم شكوك حول تورطهم في هجمات مدريد. 

وعدلت اسبانيا في وقت سابق يوم الثلاثاء بالخفض العدد الرسمي لقتلى الهجمات التي  

وقعت على قطارات مدريد يوم 11 آذار / مارس إلى 190 قتيلا بدلا من 202. واصيب أكثر من 1800 فرد في الهجمات. 

وقالت كارمن بالاديا مديرة معهد الطب الشرعي للصحفيين شارحة سبب تعديل عدد القتلى  

"من الممكن ان يحدث تعديل طفيف فور انتهائنا من مضاهاة كل عينات الحمض النووي  

(دي.ان.ايه) لكن حتى الان عدد الضحايا 190". 

وساهمت التفجيرات في ردة فعل سلبية ضد حكومة يمين الوسط بزعامة رئيس الوزراء  

خوسيه ماريا ازنار الذي وقف بجانب بلير وبوش في الحرب رغم المعارضة الشعبية  

الكبيرة. 

وتعهد ثاباتيرو بسحب القوات الاسبانية من العراق إذا لم تضطلع الامم المتحدة بالمسؤولية  

بحلول 30 حزيران/ يونيو المقبل وهو ما دفع لندن وواشنطن للتفكير في استصدار قرار من  

الامم المتحدة لارضائه. 

ورغم ان مساهمة اسبانيا العسكرية صغيرة في العراق فان الاهمية السياسية كبيرة.  

فانسحاب اسبانيا قد يجعل من الصعب أكثر على دول مثل بريطانيا وبولندا والدنمرك تبرير  

مشاركتهم أمام رأي عام متشكك. 

ويعتقد المحللون ان هجمات مدريد التي استهدفت أربعة قطارات مكتظة بالركاب هو أول  

هجوم في اوروبا تعلن القاعدة او جماعة اسلامية متشددة مسؤوليتها عنه. وتعتقل اسبانيا حاليا  

13 مشتبها به بينهم عشرة مغاربة. 

وقال جاك سترو وزير الخارجية البريطاني الثلاثاء ان التخلي عن العراق لن يرضي  

"القاعدة وأعوانها". 

وأضاف في كوبنهاغن "اذا انسحبنا من العراق وتخلينا عن افغانستان. أيظن أحد ان هذا سيشبع شهوتهم. بالطبع لا. ببساطة فان شهوتهم ستزداد". 

ومن المقرر ان يجتمع بلير مع ازنار على مأدبة طعام في وقت لاحق يوم الثلاثاء. 

ويقول محللون انه سيحتاج لكل مهاراته في اقامة حوار مع ثاباتيرو. 

وقال ثاباتيرو ان انسحاب اسبانيا محتوم تقريبا وقد يحصل على تشجيع اضافي من الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني جيرهارد شرودر وهما من أقوى معارضي الحرب وسيحضران قداس الاربعاء. 

وقد لا يكون القداس فرصة مريحة لبلير وباول وازنار لانهم سيواجهون مشيعين أغلبهم  

يعارضون حرب العراق في جو مشحون بالعواطف-(البوابة)—(مصادر متعددة)