وقف النار يدخل حيز التنفيذ في سوريا وتسجيل خروقات

تاريخ النشر: 12 أبريل 2012 - 03:14 GMT
مبان مدمرة في حمص
مبان مدمرة في حمص

 

شهد وقف اطلاق النار في سوريا الذي دخل حيز التنفيذ صباح الخميس خروقات تسببت بسقوط قتلى، وسط تبادل اتهامات من النظام والمعارضة بمحاولة تقويض خطة الموفد الدولي كوفي انان التي تنص على وقف العنف وبدء عملية سياسية.
واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس من جنيف ان الجنرال النروجي روبرت مود سيكون في سوريا الجمعة للاعداد لوصول المراقبين الدوليين الذين اعرب عن الامل بنشرهم في الاراضي السورية "بأسرع وقت ممكن".
وتحدثت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني من جنيف عن معلومات حول مقتل ثلاثة مدنيين في سوريا بعد بدء تطبيق وقف النار، وعشرات الاعتقالات في حلب وحمص ودرعا.
وقالت "نلاحظ بالادلة ان الاسلحة الثقيلة ما زالت في المناطق السكنية وبعضها تمت اعادة تموضعه" فقط، مشيرة الى ظهور عدد كبير من نقاط المراقبة الاضافية "المدججة بالاسلحة".
من جهتها اعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل الخميس التزامها الكامل بوقف اطلاق النار، مطالبة بارسال مراقبين دوليين الى سوريا لمراقبة وقف اطلاق النار.
وقال المتحدث باسم القيادة المشتركة العقيد الركن قاسم سعد الدين في اتصال مع وكالة فرانس برس "نحن ملتزمون بوقف اطلاق النار مائة بالمائة، ولن نرد على استفزازات النظام".
وكان رئيس المجلس الوطني برهان غليون قال لوكالة فرانس برس "يجب ان ننتظر لنرى، اليوم لم ينته بعد"، مضيفا "نحن غير واثقين بتاتا بالنظام".
من جهته افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل مدني بنيران "قوات الامن النظامية او عناصر الشبيحة" على طريق محردة في ريف حماة (وسط).
في المقابل، اعلن التلفزيون الرسمي السوري ان ضابطا في الجيش السوري قتل واصيب 24 شخصا آخرين بينهم ضباط وجنود ومدنيون في تفجير عبوة ناسفة قامت به "مجموعة ارهابية مسلحة" في حلب في شمال البلاد.
وقال التلفزيون ان "المجموعات الارهابية المسلحة تصعد عملياتها الاجرامية في محاولة لضرب استقرار سوريا ونسف خطة" انان.
رغم ذلك، بدا واضحا ان اعمال العنف انحسرت بشكل واسع منذ بدء وقف اطلاق النار الساعة السادسة صباحا (3,00 ت غ)، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.
الا ان المرصد اشار الى ان "القوات السورية النظامية وآلياتها لم تنسحب من المدن".
وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس الثورة في حماة ابو غازي الحموي في اتصال مع وكالة فرانس برس عبر سكايب "في ما عدا حادثة اطلاق النار التي سجلت على طريق محردة، لم يسجل في حماة وريفها اليوم اي عمليات عسكرية او قصف من القوات النظامية".
واضاف "ان هذه القوات ما زالت على انتشارها في هذه المناطق، واستقدمت اليات الى محيط بلدة اللطامنة فيما نشرت قوات الامن حواجز اضافية في عدد من احياء المدينة"، مشيرا ايضا الى انتشار قناصة على اسطح الابنية السكنية في حي الاربعين.
وقال "سبب هذا الانتشار برأينا هو الحيلولة دون زحف المتظاهرين الى ساحة العاصي" التي شهدت في الصيف الماضي تظاهرات ضخمة قبل ان يقتحمها الجيش النظامي في مطلع اب/اغسطس.
وقال معاذ من لجان التنسيق المحلية في دمشق "سنرى عندما تخرج التظاهرات ماذا سوف يفعل النظام. المعيار هو غدا الجمعة عندما يخرج الناس في تظاهرات".
كما افاد ناشطون عن انتشار امني كيف في درعا (جنوب) و"عدم سحب اي حاجز" وفي حلب (شمال).
ودعا غليون السوريين الى التظاهر مشيرا الى ان "الحق بالتظاهر السلمي نقطة اساسية من نقاط خطة انان".
واضاف "لا قيمة لخطة انان اذا لم تنقل البلاد الى حكومة ديموقراطية تعددية، وبداية هذه العملية الانتقالية الحرية واطلاق حق الشعب في التظاهر والتعبير عن نفسه وحرية الصحافة".
وطالب رئيس المجلس الوطني الذي يضم غالبية اطياف المعارضة السورية "جميع الدول التي تؤيد مهمة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية ان تراقب تطبيق خطة انان بحذافيرها لا سيما حق الشعب بالتظاهر والتعبير مباشرة بعد وقف اطلاق النار".
ورحبت وزارة الخارجية الصينية الخميس بقرار الحكومة السورية الالتزام ب"وقف اطلاق نار شامل". ورأى المتحدث باسم الخارجية ليو ويمين ان "هذا القرار سيساعد على الحد من التوتر في سوريا ويشكل خطوة مهمة نحو التوصل الى حل سياسي للازمة".
ودعت موسكو الى اعطاء خطة كوفي انان وقتا كافيا ونشر مراقبين على الارض "باسرع وقت"، مطالبة الدول العربية والغربية بعدم تشجيع المعارضة.
ودعت وزارة الداخلية السورية الخميس السوريين "الذين اضطروا رغما عن ارادتهم الى مغادرة بيوتهم، سواء داخل القطر او الى دول مجاورة الى العودة اليها وعدم الالتفات للدعايات والاخبار المضللة".
ودعت وزارة الداخلية، بحسب ما اورد التلفزيون الرسمي السوري، "المسلحين الذين لم تتلطخ ايديهم بالدماء الى تسليم انفسهم واسلحتهم الى اقرب مركز شرطة"، مشيرة الى انه "سيتم الافراج عنهم ووقف التبعات القانونية بحقهم".
ولا تقر السلطات السورية بوجود حركة احتجاجية في البلاد، وتتهم "مجموعات ارهابية مسلحة" بزعزعة الاستقرار في البلاد والتخريب.
وكتبت صحيفة "الوطن" السورية الخميس ان الحديث عن انسحاب القوات النظامية من المدن "اعتداء سافر على السيادة السورية"، معتبرة ان الجيش سيعود الى ثكناته عند انتهاء مهامه "في اجتثاث الارهاب".
ومن المقرر ان يطلع كوفي انان مجلس الامن الدولي الخميس عبر دائرة فيديو مغلقة من جنيف على مدى التزام سوريا بخطته ذات النقاط الست.