قتل حارس امن عراقي في هجوم شنه مقاومون في مدينة الموصل فيما قال تقرير للجيش الاميركي ان قتل مازن دعنا مصور رويترز كان مبررا.
قال مسؤولو أمن عراقيون ان حارس أمن عراقيا قتل وجرح ثلاثة آخرون يوم الاثنين في مدينة الموصل شمال العراق حين فتح مهاجمون النار
عليهم أثناء سيرهم في الطريق الى عملهم.
ويعمل الرجال في خدمة حماية المنشات وهي هيئة أقامتها الادارة الامريكية في العراق لحراسة السفارات والوزارات والمكاتب والمباني الادارية الأخرى.
وقال المقدم هلال عثمان مساعد مدير خدمة حماية المنشآت لرويترز ان أحد العاملين بها قتل وأصيب ثلاثة آخرون بنيران أسلحة خفيفة صباح يوم الاثنين.
وأضاف أن مدنيا جرح في الهجوم أيضا.
ويستهدف المهاجمون بشكل متزايد حراس الأمن ورجال الشرطة والعراقيين الآخرين الذين يعملون لحساب الهيئات التي أنشأتها السلطات الامريكية في العراق.
وقتل أفراد من الشرطة العراقية والقوات شبه العسكرية أكثر من هؤلاء الذين قتلوا من القوات الاميركية منذ بدء الحرب التي شنت للاطاحة بصدام حسين قبل عام مضى.
من ناحية اخرى، قال تقرير للجيش الاميركي يوم الاثنين ان تصرف الجندي الاميركي الذي قتل مازن دعنا مصور رويترز في العراق كان مبررا حين فتح النار.
ونشر التقرير بعد سبعة اشهر من مقتل دعنا وجاء فيه ان "قرار (الجندي) فتح النار على السيد دعنا وان كان مأسويا ومؤسفا الا انه مبرر استنادا الى المعلومات المتاحة له في ذلك الوقت."
ومن جانبها قالت رويترز انها لا تستطيع ان تقبل بان موت دعنا وهو مصور فلسطيني حائز على جائزة له ما يبرره ودعت للتنفيذ الفوري للتوصيات الواردة في التقرير لتحسين سلامة الصحفيين في مناطق الحروب.
وذكرت ان دعنا لم يكن ليقتل بالرصاص امام سجن ابو غريب في العاصمة العراقية بغداد يوم 17 اب / اغسطس لو كانت هذه التوصيات معمولا بها.
وجاء في تقرير الجيش الاميركي ان الجندي الذي فتح النار من الدبابة كان لديه "يقين معقول" ان دعنا كان على وشك اطلاق قذيفة صاروخية بعد ان ظن خطأ ان الكاميرا التي كان يحملها على كتفه هي قاذفة صواريخ. لكنه قال ان قائد المجموعة في الدبابة ادرك ان دعنا كان يمسك بآلة تصوير فور انطلاق الطلقات القاتلة.
وخلص التقرير الى ان نقص اجراءات الاتصال عن وجود الصحفيين بين القوات الاميركية ساهم في المأساة.
وطرح التقرير سلسلة من التوصيات منها تحسين الاتصال والتنسيق بين الوحدات الاميركية ونشر اوسع نطاقا للمعلومات عن وجود القوات ومدنيين آخرين في مناطق الحرب.
ورحب ديفيد شليسنجر مدير تحرير رويترز العالمي بدقة التقرير لكنه قال "في الاشهر الاخيرة تدهورت بشكل ملموس سلامة الصحفيين في العراق. وحتى نتفادى ازهاق مزيد من الارواح من الضروري تنفيذ هذه التوصيات فورا في كل مناطق الصراعات".
ويقول صحفيون يعملون في العراق ان غالبية هذه التوصيات لم تطبق فيما يبدو على الرغم من استكمال اعداد التقرير منذ عدة اشهر.
وكان دعنا ثاني مصور من رويترز يقتل في العراق.
وقتل مصور رويترز الاوكراني الجنسية تاراس بروتسيوك في ابريل نيسان حين اطلقت دبابة امريكية نيرانها على فندق فلسطين ببغداد الذي ينزل فيه الصحفيون في الساعات الاخيرة من الحرب التي قادتها واشنطن للاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين. كما قتل في نفس الهجوم خوسيه كوسو من التلفزيون الاسباني تيليثينكو.
واصدر شليسنجر بيانا قال فيه ان موت دعنا وبروتسيوك كان يمكن تفاديه.
وقال "نعتقد ان موظفي رويترز اللذين قتلا في العراق...كان يمكن ان يكونا على قيد الحياة الان لو طبقت التوصيات الخاصة بتحسين الاتصالات بين الوحدات الاميركية في الميدان والقيادة العسكرية العليا قبل موتهما".
وكان دعنا قد اخطر القوات الاميركية في السجن بوجوده كما كان من المعروف ان وسائل الاعلام تستخدم فندق فلسطين لكن هذه المعلومات لم تمرر الى الوحدتين اللتين فتحتا النار.
وقالت سوزان ارملة دعنا في بيان بمدينة رام الله بالضفة الغربية "لست راضية عن التحقيق على الاطلاق. لقد قالوا ان مازن لم يرتكب اي خطأ لكنهم في الوقت نفسه لم ينتقدوا الجندي الذي قتله. انهم يحاولون فقط تبرير افعالهم".
واضاف شليسنجر في بيانه ان وزارة الدفاع الاميركية "عليها ان تقبل الان ان صحفيين مستقلين سيعملون دوما في الميدان خارج عملية الافواج المنظمة ويجب اتخاذ إجراءات منطقية وحكيمة لتفادي تعرضهم للقتل".
ورحب شليسنجر ايضا بتوصيات اخرى واردة في التقرير.
وقالت وزارة الدفاع الاميركية ان "الحركة المفاجئة" لدعنا ووهج الشمس ساهما في قرار الجندي فتح النار عليه والظن خطأ ان الكاميرا التي يحملها هي صاروخ يطلق من الكتف—(البوابة)—(مصادر متعددة)