استنكرت قطر السبت، زج اسمها في تحقيق جار حول شبهات فساد في البرلمان الأوروبي تم في سياقها توقيف شخصيات من بينها نائبة رئيسة البرلمان إيفا كايلي.
واعلنت نيابة العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث مقر البرلمان الاوروبي، انها اوقفت الجمعة، خمسة أشخاص يشتبه في تلقيهم "أموالا طائلة" من دولة خليجية بهدف التأثير على قرارات المشرعين الأوروبيين في المجالات الاقتصادية والسياسية.
وبينما لم تذكر النيابة اسم الدولة الخليجية، لكنها اشارت الى التوقيفات جاءت بعد اكثر من 16 عملية تفتيش اجرتها في إطار التحقيق.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قضائي مطّلع تاكيده صحّة تقارير تحدثت عن ان الدولة المعنية هي قطر، والتي تثور مزاعم حول قيامها برشوة مسؤول إيطالي اشتراكي شغل عضوا في البرلمان الاوروبي.بين عامي 2004 و2019.
ومن جهتها، رفضت الدوحة هذه المزاعم، معتبر ان "اي ادعاء بسوء سلوك من دولة قطر يمثل مغالطة خطيرة"، بحسب ما صرح مسؤول حكومي قطري للوكالة.
إيفا كايلي المذيعة والاشتراكية بارزة
ونشرت وسائل اعلام السبت، معلومات مثيرة بخصوص المتهمة الابرز في القضية، وهي النائبة اليونانية لرئيس البرلمان إيفا كايلي.
وقالت التقارير ان كيلي، وهي واحدة من 13 نائبا لرئيس البرلمان الاوروبي، وكان نجمها قد سطع على الساحة الاشتراكية في بلدها اليونان، عثر خلال تفتيش منزلها في بروكسل على "أكياس مليئة بأوراق نقدية"، بحسب ما اوردته صحيفة "ليكو" البلجيكية.
واضافت الصحيفة ان الشرطة كذلك عثرت على مبالغ كبيرة في حقيبة كانت تحوزها والدة كايلي (44 عاما) والتي سبق ان عملة مذيعة تلفزيونية.

وعمد الحزب الاشتراكي اليوناني الذي تنتمي اليه كايلي الى فصلها فورا، داعيا الى طردها من البرلمان الأوروبي، وتبع ذلك ايضا قرارا بمفعول فوري اصدرته كتلة الاشتراكيين والديموقراطيين في البرلمان وقضى بتعليق مهامها.
وفيما تواصل النيابة جلسات الاستماع إلى الموقوفين، فقد كشفت وسائل اعلام عن هوية ثلاثة منهم، وهم النائب الاشتراكي السابق بيير أنتونيو بانزيري (اوقفت السلطات الايطالية كذلك زوجته وابنته) وأمين عام الاتحاد الدولي لنقابات العمال لوكا فيزينتيني، والمساعد البرلماني الملحق بكتلة الاشتراكيين الديمقراطيين فرانشيسكو جيورجي، وجميعهم من اصول ايطالية.
إشادة مثيرة للجدل
وزارت إيفا كايلي الدوحة قبيل انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 ، والتقت وزير العمل القطري علي بن صميخ المرّي، والذي اشادت في حضوره بالإصلاحات التي احرزتها الدولة الخليجية على صعيد تحسين ظروف العمل.
ولاحقا في الشهر نفسه، أثارت كايلي جدلًا في صفوف اليسار، عندما وصفت قطر من على منبر البرلمان الاوروبي بانها "رائدة في مجال حقوق العمال".
وعلى خلفية هذه القضية، أعلن مشرعون اوروبيون أنهم سيعارضون مفاوضات مزمعة بشأن إعفاء القطريين من تأشيرات الدخول الى الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاقيتي معاملة بالمثل مع قطر والكويت مدتها 90 يومًا.