عبرت واشنطن ولندن عن معارضتهما شن اسرائيل عملية برية في قطاع غزة، وذلك في وقت تسابق فيه الجهود الدبلوماسية الزمن من اجل التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين الدولة العبرية والنشطاء في القطاع.
وكرر الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الاحد ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها لكنه قال ان "من الأفضل" تجنب هجوم بري اسرائيلي على غزة.
واضاف ان اقناع اسرائيل بعدم تنفيذ هجوم يتوقف على نجاح جهود زعماء الشرق الاوسط في وقف الصواريخ التي تطلقها حركة حماس على اسرائيل.
وقال اوباما في مؤتمر صحفي خلال زيارة لتايلاند "ليست هناك دولة على وجه الأرض تتهاون مع سقوط صواريخ على مواطنيها من خارج حدودها... نحن نؤيد تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها."
وسئل إن كان يعتقد ان تنفيذ اسرائيل لهجوم بري سيكون تصعيدا للصراع وما اذا كان سيؤيد مثل هذا التحرك على اي حال فقال انه على اتصال مستمر مع الزعماء المصريين والاتراك لضمان مساعدتهم في وقف قصف حماس الصاروخي الذي وصفه بأنه السبب في "تسارع" الصراع.
وقال اوباما في اول تعليقات علنية له على ازمة غزة "رسالتي اليهم جميعا ان اسرائيل لها كل الحق في ان تتوقع عدم اطلاق صواريخ على اراضيها."
واضاف "اذا امكن تحقيق ذلك دون تصعيد النشاط العسكري في غزة.. فهذا افضل.. لا لأهل غزة فحسب بل وكذلك للاسرائيليين لأنه حين تكون القوات الاسرائيلية في غزة ستصبح أكثر عرضة للخسائر البشرية من قتلى ومصابين."
وقال اوباما "علينا ان نرى ما الذي يمكننا احرازه من تقدم في الساعات الاربع والعشرين او الست والثلاثين او الثماني والاربعين القادمة."
ومن جانبه، حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاحد اسرائيل من ان شن عملية برية على غزة قد "يكلفها (خسارة) جانبا كبيرا" من الدعم الدولي الذي تلقاه، منددا في الوقت نفسه ب"ضلوع" ايران في تزويد حماس اسلحة.
وقال هيغ لقناة سكاي نيوز ان "رئيس الوزراء وانا شخصيا اكدنا لنظيرينا الاسرائيليين ان اي غزو بري لغزة سيكلف اسرائيل جانبا كبيرا من الدعم الدولي الذي تحظى به في هذا الوضع".
واضاف ان "الغزو البري يصعب كثيرا دعمه بالنسبة للمجتمع الدولي، خصوصا بالنسبة الى بريطانيا" وذلك في الوقت الذي اعلن فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان الجيش مستعد لان "يوسع بشكل كبير" عملياتها العسكرية في قطاع غزة.
واكد هيغ "انه من الاصعب بكثير تفادي الخسائر بين المدنيين او الحد منها اثناء غزو بري"، مشددا على ان "تنفيذ عملية برية كبيرة يهدد بتمديد النزاع".
لكن الوزير البريطاني كرر ان حماس "هي المسؤول الاول" عن الوضع الحالي داعيا مجددا حماس الى "وقف هجماتها بالقذائف على اسرائيل".
كذلك، اشار الى الدور الذي تضطلع به ايران في تقديم اسلحة الى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وقال "من الواضح ان كميات كبيرة من الاسلحة تدخل غزة. تم اطلاق مئات من الصواريخ على اسرائيل في الايام الاخيرة فقط".
واضاف هيغ "نشتبه جميعا بان ايران هي الضالع الاول في هذا الموضوع، في تسليم اسلحة مماثلة وفي محاولات تسليم اسلحة اخرى".
وقال مسؤولون مصريون ان مسؤولا اسرائيليا وصل الاحد الى القاهرة للتفاوض في شان هدنة بين الدولة العبرية والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وقال المصدر نفسه ان المسؤول الاسرائيلي وصل في طائرة صغيرة وسارع عناصر في المخابرات العامة المصرية الى مرافقته.
وقال مسؤولون في حركة حماس التي تسيطر على غزة ان المحادثات مكثفة وتركز خصوصا على الشروط المطلوبة لوقف اطلاق النار.
ووصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد الى اسرائيل لاقتراح مساعدة فرنسا في التوصل الى وقف لاطلاق النار بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وفق مراسل فرانس برس.
وقال فابيوس للصحافيين الذين يرافقونه ان "دعمنا للقضية الفلسطينية ثابت وفي الوقت نفسه لدينا اتصالات مع الاسرائيليين. نكاد نكون الوحيدين في هذا الوضع. اننا نتحدث الى الجانبين والجانبان يعترفان بنا ونريد السلام".
وخلال زيارته التي تستمر يوما واحدا سيلتقي فابيوس السلطات الاسرائيلية والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفق الخارجية الفرنسية.
وقالت الخارجية في بيان ان "هذه الزيارة التي اعدت بالتنسيق مع شركائنا الرئيسيين الاقليميين والدوليين ستكون فرصة لاجراء محادثات مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك وكذلك وزير الخارجية افيغدور ليبرمان".
واعلن وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الاحد بان اسرائيل مستعدة للنظر في تهدئة مع المجموعات المسلحة الفلسطينية شرط توقف القذائف من غزة.
وقال ليبرمان للاذاعة العامة الاسرائيلية قبل الاجتماع مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس الذي يزور اسرائيل، "شرطنا الوحيد للتهدئة هو ان تقوم كل الجماعات الارهابية العاملة في غزة بوقف اطلاق النار بشكل تام".
وتابع "عندما يوقفون اطلاق الصواريخ، فسنكون مستعدين للنظر في اقتراحات (الهدنة) من وزير الخارجية الفرنسي واصدقائه".