اعادت جامعة أردنية الثلاثاء، طرح عطاء عن طريق الظرف المختوم لشراء جثث بشرية بمواصفات وشروط محددة ضمنتها اعلانا نشرته في الصحف.
وجاء في الاعلان الذي نشرته جامعة العلوم والتكتولوجيا الاردنية ان الغاية من شراء الجثث، التي اشترط ان تكون محنطة بطريقة التلدين، هو استخدامها لاغراض تعليمية في كلية الطب في الجامعة، على ان يكون اخر موعد امام الشركات المهتمة لتقديم عروضها في 15 اذار/مارس المقبل.
وبينما قد يثير الاعلان مشاعر متباينة وربما استغرابا لدى الكثيرين، لكن الحقيقة هي ان عمليات شراء وبيع اجساد الاموات لمثل هذه الاغراض هي امر معتاد منذ امد بعيد، ولا بديل عنه للكثير من الجامعات والمؤسسات العلمية للحصول على الجثث.
وبينما تعاني الجامعات عموما من ندرة وارتفاع اثمان الجثث، فان الامر يبدو اكثر تعقيدا بالنسبة للطلبة والباحثين الذين تسعفهم المصادر او امكاناتهم المادية، ما يضطرهم للجوء الى ما يشبه السوق السوداء لعلهم يصلون من خلالها الى مرادهم.
وفي حالة الجامعات، وخصوصا في عالمنا العربي، فانها تحصل على الجثث عن طريق شركات متخصصة تقوم باستيرادها من دول اجنبية في مقدمتها الصين، تليها المانيا والولايات المتحدة.
ويجري استيراد تلك الجثث وفق اشتراطات واجراءات قانونية صارمة، وهي عادة ما تكون مجهولة الهوية او لمحكومين نفذت فيهم عقوبة الاعدام، او تعود لاشخاص تبرعوا بها قبل وفاتهم.
ومثل تلك الاجراءات غير متاحة بالنسبة للطلبة والباحثين، والذين يلجأ بعضهم، كما هي الحال في مصر، الى الاستعانة باشخاص متخصصين في نبش القبور وسرقة الجثث والاعضاء من اجل بيعها لقاء اثمان باهظة.
ولعدم وجود امكانيات لدى الطلبة من اجل حفظ الجثث من التعفن والتلف، فهم يفضلون عادة الحصول على العظام التي تدوم وقتا طويلا ولا يتطلب الاهتمام بها الكثير من الجهد.
وطبعا، الامر مختلف في ما يتعلق بالجامعات والمعاهد العلمية، والتي تحرص على الحصول على الجثث الطازجة او المحنطة وفق اساليب علمية، وذلك حتى يتمكن الطلبة من دراستها والتدرب عليها في صورتها الاقرب ما امكن الى واقع الاجسام البشرية للمرضى الذين سيعملون لاحقا على علاجهم.
وبعد استنفاد الغرض منها، تقوم الجامعات بالتعاون مع السلطات بدفن الجثث والبقايا.
وتستورد الجامعات في معظم الاحيان ما يصل الى عشرين جثة سنويا، وهي بالكاد تكفي متطلبات التدريس.
وقد تصل تكلفة الجثة المستوردة مع متطلبات الحفظ والتحنيط والشحن وغيرها الى اكثر من 50 الف دولار احيانا.