قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم السبت ان اسرائيل تعمل للحفاظ على السلام مع مصر القائم منذ اكثر من ثلاثة عقود وذلك بعد ان أدت أحداث عنف الي اخلاء السفارة الاسرائيلية في القاهرة.
وقال نتنياهو في تعليقات وجهها عبر التلفزيون "اسرائيل ستواصل التمسك بقوة باتفاقية السلام مع مصر... اننا نعمل مع الحكومة المصرية لاعادة سفيرنا الي القاهرة قريبا. اتطلع الي ضمان ان تكون الترتيبات الامنية اللازمة له ولموظفينا راسخة
قانون الطوارئ
اكدت السلطات المصرية السبت "التزامها الكامل بتأمين" البعثات الدبلوماسية على اراضيها وقررت تطبيق بنود قانون الطوارئ الساري العمل به منذ ثلاثين عاما لحفظ الامن، غداة اقتحام متظاهرين لمقر السفارة الاسرائيلية في القاهرة.
وقال بيان صدر في اعقاب اجتماع مشترك للمجلس الاعلى للقوات المسلحة، الممسك بالسلطة منذ اطاحة مبارك في شباط/فبراير الماضي، ومجموعة الازمات في الحكومة ان "مصر تؤكد التزامها الكامل باتفاقياتها الدولية بما في ذلك تأمين كافة البعثات الدولية" الدبلوماسية.
واكد البيان الذي تلاه وزير الاعلام اسامة هيكل وبثه التلفزيون المصري، انه تقرر "تطبيق كافة بنود قانون الطوارئ" الساري في مصر منذ اكثر من ثلاثين عاما للحفاظ على الامن ومواجهة "خروج عن القانون".
ويحظر قانون الطوارىء الذي اعلن عقب اغتيال الرئيس الاسبق انور السادات في تشرين الاول/اكتوبر 1981 القيام بتظاهرات. وكان الغاؤه من مطالب "ثورة 25 يناير" التي اطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك.
كما نص البيان على "قيام اجهزة الامن من الان فصاعدا باتخاذ ما يلزم" من اجراءات للحفاظ على الامن "بما في ذلك حقها الشرعي في الدفاع عن النفس حفاظا على امن الوطن".
ولم يحدد البيان طبيعة الاجراءات التي يمكن ان تلجأ اليها الشرطة في اطار هذا الدفاع الشرعي عن النفس.
واوضح البيان انه سيتم احالة من "يثبت تورطهم" في اقتحام السفارة الاسرائيلية والمواجهات التي وقعت في محيطها مع الشرطة الى "محكمة امن الدولة العليا-طوارئ"، وهي محكمة استثنائية تشكل بموجب قانون الطوارئ ولا يمكن الطعن في احكامها.
واعتبر البيان ان "مصر شهدت (السبت) يوما عصيبا وبات وضحا ان تصرفات البعض اصبحت تهدد الدولة المصرية" وان "مصر تتعرض لمحنة حقيقية تهدد كيان الدولة ككل وهو ظرف استثنائي يستهدف اجراءات قانونية حاسمة".
واكد البيان ان "ما حدث بالامس خروج عن القانون ولا يمكن ان يوصف من ارتكبوا هذه الافعال بانهم شرفاء" كما انه من شأنه "المساس بصورة مصر امام المجتمع الدولي".
وكان متظاهرون اقتحموا مساء الجمعة مقر السفارة الاسرائيلية ووقعت اشتباكات عنيفة بينهم وبين قوات الشرطة اوقعت ثلاثة قتلى واكثر من الف جريح. وسمع اطلاق نار غزير في الحي فجر السبت، ارجعته مصادر امنية الى اطلاق قوات الامن النار في الهواء لتفرقة المتظاهرين الذين اشعلوا النيران في عدد من سيارات الشرطة.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن شهود عيان قولهم ان المتظاهرين اقتحموا غرفة مخصصة للارشيف الدبلوماسي وقاموا برمي وثائق "سرية" منها احد مكاتبها الواقع في اعلى مبنى مؤلف من عشرين طابقا.
وكتب بعض هذه الوثائق باللغة العربية لكنه يحمل اختاما دبلوماسية اسرائيلية وبدا واضحا انها برقيات من موظفين اسرائيليين الى نظرائهم المصريين.