مصر تجلي بعثتها الدبلوماسية من ليبيا

تاريخ النشر: 26 يناير 2014 - 07:43 GMT
البوابة
البوابة

تم خطف خمسة من اعضاء السفارة المصرية في العاصمة الليبية في اقل من 24 ساعة، ما يظهر مرة اخرى الفوضى التي تسود ليبيا حيث تفرض المليشيات قوانينها، فيما اعلنت وزارة الخارجية المصرية اجلاء بعثتها الدبلوماسية من السفارة في طرابلس والقنصلية في بنغازي لدواع أمنية.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي أن إجلاء أعضاء السفارة المصرية في ليبيا الذين تم السبت هو "إجراء احترازي مؤقت" وجاء "لأسباب أمنية".

وقال عبد العاطي إن هذا الإجلاء "لا يمس العلاقات الرسمية والتاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين".

وكان وزير العدل الليبي صالح المرغني اعلن مساء السبت ان اجهزة الامن على اتصال مع الخاطفين وان الحكومة تعمل على الافراج عن المصريين الخمسة رافضا تقديم المزيد من التفاصيل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الليبية سعيد الاسود لوكالة (فرانس برس) ان "الملحق الثقافي وثلاثة موظفين اخرين في السفارة المصرية لدى ليبيا خطفوا اليوم السبت في طرابلس".

وأوضح أن "مجهولين قاموا في الساعات الأولى من صباح السبت باختطاف الملحق الثقافي في سفارة مصر لدى ليبيا الدكتور الهلالي الشربيني بالإضافة إلى ثلاثة موظفين في المركز الثقافي من العاصمة الليبية طرابلس".

ولم يقدم المتحدث المزيد من التفاصيل عن عملية الخطف التي تمت رغم اعلان السلطات "تعزيز الاجراءات الامنية" في محيط السفارة والدبلوماسيين المصريين، وذلك بعد عملية خطف اولى تمت امس الجمعة وطالت موظفا في السفارة المصرية من منزله بطرابلس.

ولم تتبن اي جهة حتى الان المسؤولية عن عمليات الخطف لكن وزير العدل الليبي اشار ضمنا الى رابط بتوقيف ابرز قادة الثوار السابقين الذين قاتلوا نظام معمر القذافي في 2011 بمصر.

وكان تم اعتقال رئيس غرفة ثوار ليبيا على مستوى البلاد الشيخ شعبان هدية في مدينة الإسكندرية في شمال مصر مساء الجمعة بعد دهم شقة كان فيها.

وقال المرغني خلال مؤتمر صحافي "ننتظر تفسيرات من اشقائنا المصريين بشأن الاتهامات الموجهة الى شعبان هدية وفي الان نفسه نحن ندين بشدة رد الفعل"، واصفا خطف المصريين الخمسة بـ "العمل الاجرامي".

والشيخ شعبان هدية المكنى بـ "أبي عبيدة الزاوي" هو أحد أبرز قادة ثوار ليبيا الإسلاميين وترأس غرفة ثوار ليبيا التي تم ضمها في ما بعد لرئاسة الأركان العامة للجيش بقرار من المؤتمر الوطني الليبي العام. وكان المؤتمر الوطني وهو أعلى سلطة سياسية وتشريعية في ليبيا طالب مساء الجمعة السلطات المصرية بالافراج الفوري عن هدية.

واكدت مجموعة هدية على صفحتها عبر موقع (فيسبوك) الجمعة ان زعيمها تم توقيفه، معربة عن "القلق" ومشيرة الى "احتمال رد فعل".

لكن عادل الغرياني القيادي في المجموعة نفى لوكالة (فرانس برس) اي تورط للمجموعة في عمليات الخطف ودعا الى "الافراج الفوري" عن هدية.

وكانت رئاسة المؤتمر الوطني العام نددت الجمعة بتوقيف هدية، مشيرة الى انها اصدرت تعليمات للحكومة والسفير الليبي في القاهرة "لاتخاذ الاجراءات الضرورية بغية الافراج الفوري عن شعبان هدية".

وبشأن اعتقال هدية، قال السفير عبد العاطي "هناك تحقيقات تجرى وإذا ثبت أنه ليس له علاقة بأي تهم محددة أو لم يتم إدانته سيتم إطلاق سراحه على الفور وسيتم معاملته بشكل كريم".

وأضاف "نتوقع من الأشقاء في ليبيا حسن معاملة المصريين (المخطوفين).

ولدى سؤاله عن التهم الموجهة إلى هدية، قال السفير عبد العاطي "هذه تحقيقات تجريها الأجهزة المعنية وهذا أمر طبيعي في ظل الأوضاع التي تسود البلاد (مصر) في الوقت الراهن".

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن الدبلوماسي الأول اتصل بسفارته وقال إن خاطفيه يعاملونه بشكل طيب.

ولم يتهم المرغني أي جماعة لكن ميليشيا غرفة عمليات ثوار ليبيا قالت الجمعة إن هدية اعتقل في مصر، حيث كان مسافرا مع أسرته للعلاج.

ونفى قادة الجماعة الضلوع في عمليات الخطف على أساس أنها تعمل ظاهريا تحت قيادة رئاسة أركان الجيش الليبي. وكانت الجماعة حذرت في بادىء الأمر مصر أمس الجمعة من رد فعل قوي إذا لم تفرج عن هدية.

ومنذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في تشرين الاول (اكتوبر) 2011 بدت السلطات الانتقالية عاجزة عن استعادة النظام في البلاد التي تشهد فوضى واعمال عنف دامية.

ولم تتمكن السلطات الجديدة بالخصوص من السيطرة على عشرات المليشيات المسلحة التي شكلها ثوار سابقون، وتفرض قوانينها على البلاد.

والوضع بالغ الدقة خصوصا في شرق ليبيا وفي درنة وبنغازي اللتين اصبحتا معقلين للاسلاميين المتطرفين الذين يتهمون بانتظام بالوقوف وراء عشرات الاغتيالات والاعتداءات ضد الجيش ومصالح غربية.

وهز انفجاران السبت مدينة بنغازي دون سقوط ضحايا. واستهدف الانفجار الاول مقار للاستخبارات العسكرية والثاني مدرسة قرآنية.

واعلنت القوات الخاصة للجيش الليبي مساء الجمعة اثر عملية قتل فيها جندي، انها اوقفت اربعة اشخاص وبحوزتهم لائحة ضباط بعضهم اغتيل والبعض الآخر مبرمج للاغتيال.

وشهدت ليبيا في الاونة الاخيرة خطف اجانب آخرين. وتم خطف ايطاليين اثنين يعملان لحساب شركة اشغال عامة الاسبوع الماضي من قبل مجموعة مسلحة في شرق البلاد. ولا يزال مصيرهما مجهولا.

كما تم خطف ممثل لحكومة كوريا الجنوبية للتجارة في ليبيا الاثنين بطرابلس ثم افرج عنه الاربعاء من قبل قوات الامن