احتدام القصف المتبادل بين اسرائيل والمقاومة في قطاع غزة

تاريخ النشر: 29 مايو 2018 - 08:36 GMT
 غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة يوم الثلاثاء
غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة يوم الثلاثاء

نفت اسرائيل مساء الثلاثاء، تقارير عن التوصل الى اتفاق هدنة بينها والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بوساطة مصرية، فيما تصاعد القصف المتبادل بين الجانبين بوتيرة اشد عنفا بعد منتصف الليل.

وشهد يوم الثلاثاء اطلاق المقاومة أكبر عدد من قذائف المورتر والصواريخ على اسرائيلا منذ حرب غزة عام 2014.

وجاء النفي الاسرائيلي للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار بعدما اعلنت حركة الجهاد الاسلامي انه وبناء على اتصالات وتدخلات مصرية سيبدا اعتبارا من منتصف هذه الليلة العودة لوقف اطلاق النار مع اسرائيل بناء علي تفاهمات 2014 في القاهرة والتي نصت على التهدئة في قطاع غزة.

واكد مسؤول المكتب الاعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب انه بناء على اتصالات مع الجانب المصري تم الاتفاق على وقف اطلاق النار مع اسرائيل وعودة الهدوء بناء على اتفاق 2014، ونحن ملتزمون بذلك ما دامت اسرائيل ملتزمة به.

وكان القيادي في حركة الجهاد الاسلامي احمد المدلل اكد لوكالة "معا" وجود اتصالات مصرية لتطويق الاحداث الميدانية مشددا انه من السابق لاوانه الحديث ان كانت هذه الاتصالات قد اسفرت عن نتائج.

بينما ذكر موقع "آي 24 نيوز" الاسرائيلي نقلا عن مصادر بان مصر أمهلت الجهاد الإسلامي وحماس أربع ساعات لوقف إطلاق كافة الصواريخ والقذائف، وإلا سينفجر الوضع".

وقال القيادي المدلل في اتصال لوكالة انباء "معا":" نحن قلنا اذا كان هناك عدوان سيكون هناك رد".

وقال الجيش الاسرائيلي انه قصف 25 هدفا للمقاومة في انحاء قطاع غزة. بينما اعلن عن سقوط عدة صواريخ على البلدات الاسرائيلية المحيط بغزة منها النقب وشعار هنغيف ونتيفوت التي قالت ان صواريخ اصاب عدة بنايات فيها.

وأفاد الجيش الإسرائيلي في وقت سابق بأن ثلاثة من جنوده أصيبوا بشظايا بعد إطلاق عشرات من قذائف المورتر والصواريخ من قطاع غزة، مما دفع إسرائيل إلى إطلاق صفارات الإنذار في جنوبها طوال يوم الثلاثاء وبعد حلول الليل. ولم ترد أنباء فورية عن سقوط قتلى أو جرحى من الفلسطينيين.

وتقول إسرائيل منذ فترة طويلة إنها لن تتسامح مع مثل هذه الهجمات، وذكر جيشها بأن طائراته الحربية أصابت أكثر من 30 هدفا تخص الفصائل المسلحة، بما في ذلك نفق عبر الحدود قيد الإنشاء. واتهمت حركة حماس المهيمنة على غزة وحركة الجهاد الإسلامي بإطلاق وابل القذائف.

وأعلن الجناحان المسلحان للحركتين المسؤولية عن إطلاق القذائف وقالا إن ذلك جاء ردا على قتل إسرائيل عشرات الفلسطينيين منذ 30 مارس آذار أغلبهم في احتجاجات على حدود قطاع غزة.

وقالا في بيان مشترك "تعلن كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس مسؤوليتهما المشتركة عن قصف المواقع العسكرية والمغتصبات الصهيونية في محيط قطاع غزة بعشرات القذائف الصاروخية على مدار اليوم".

وأضاف البيان أن ذلك جاء "رداً على العدوان الصهيوني الغاشم وجرائمه بحق أهلنا وشعبنا ومقاومينا... إضافة ً إلى جرائم الحرب التي يمارسها العدو يومياً بحق أهلنا وشعبنا في مسيرات العودة على طول قطاع غزة".

وذكر البيان أيضا "كل الخيارات مفتوحة لدى المقاومة فالقصف بالقصف والدم بالدم وسنتمسك بهذه المعادلة مهما كلف ذلك من ثمن".

والتزمت حماس إلى حد بعيد بوقف فعلي لإطلاق النار منذ حرب عام 2014.

"عتبة الحرب"

اجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع قادة أجهزته الأمنية، وقال وزير المخابرات إسرائيل كاتس إن البلاد "عند أقرب نقطة من عتبة الحرب" منذ حرب السبعة أسابيع مع النشطاء الفلسطينيين قبل نحو أربعة أعوام.

وقال كاتس لراديو الجيش الإسرائيلي "إذا لم يتوقف الإطلاق (من غزة) فسيتعين علينا تصعيد ردنا وقد يؤدي ذلك إلى تدهور الوضع".

وذكر داود شهاب المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي أن المسؤولين المصريين على اتصال مع الحركة لمحاولة استعادة الهدوء.

وقال "الاحتلال الاسرائيلي هو من بدأ العدوان وانتهك الهدنة... الفصائل الفلسطينية لا نية لديها للتصعيد واذا ما قام الاحتلال الاسرائيلي بوقف كافة أشكال العدوان على قطاع غزة والتزم بالهدوء فإننا أيضا سنحافظ على الهدوء".

وأفاد اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، وهو ومتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن أكثر الهجمات كثافة تُشن من قطاع غزة منذ حرب 2014 أدت إلى "أكبر رد انتقامي من جانب قوات الدفاع الإسرائيلية" منذ ذلك الحين.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 25 قذيفة أطلقت يوم الثلاثاء. واعترضت منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ بعضها وسقطت أخرى في مناطق خالية وأراض زراعية.

وانفجرت واحدة في ساحة روضة أطفال وألحقت الشظايا أضرارا بجدرانها قبل ساعة من موعد فتح أبوابها في بداية يوم الثلاثاء.

وتصاعد العنف في الأسابيع القليلة الماضية على الحدود مع غزة، حيث قتل 116 فلسطينيا بنيران إسرائيلية أثناء مظاهرات حاشدة تحت اسم "مسيرة العودة الكبرى".

ودافع فوزي برهوم المتحدث باسم حماس عن هجمات اليوم قائلا "ما قامت به المقاومة صباح اليوم يأتي في إطار الحق الطبيعي في الدفاع عن شعبنا والرد على جرائم القتل الإسرائيلية وعمليات استهداف واغتيال المقاومين المقصودة في رفح وشمال القطاع". وقال متحدث باسم الجهاد الإسلامي "دماء أبناء شعبنا ليست رخيصة".

* انفجارات قوية

تصاعدت أعمدة الدخان وتطاير الغبار من المواقع المستهدفة. وهزت الانفجارات القوية المباني المجاورة مما تسبب في حالة من الذعر في وقت الذروة في الشوارع والأسواق. وقالت وزارة التعليم في غزة إن شظايا أحد الصواريخ تطايرت داخل مدرسة.

وقال نيكولاي ملادينوف المنسق الخاص بالأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط إنه قلق للغاية بشأن "إطلاق مقاتلين فلسطينيين للصواريخ بشكل عشوائي من قطاع غزة باتجاه سكان في جنوب إسرائيل".

ووسط انتقادات دولية لاستخدامها القوة الفتاكة ضد المظاهرات الحاشدة التي بدأت في 30 مارس آذار، قالت إسرائيل إن العديد من القتلى من النشطاء وإن الجيش كان يتصدى لهجمات على السياج الحدودي. ويقول الفلسطينيون ومناصروهم إن أغلب المحتجين مدنيون عزل وإن إسرائيل استخدمت القوة المفرطة ضدهم.

وقبالة ساحل غزة، اعترضت البحرية الإسرائيلية قاربا أبحر فيه بعض من منظمي الاحتجاجات الفلسطينية على الحدود في تحد للحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.

وذكر الجيش أن القارب أوقف دون مقاومة وسيجري قطره إلى ميناء أسدود حيث سيجري استجواب السبعة عشر شخصا الذين كانوا على متنه على أن يعاد بعدها إلى قطاع غزة.

ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع الساحلي الضيق. وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة عام 2005 لكنها تبقي على حصار بري وبحري متعللة باعتبارات أمنية، الأمر الذي أضر باقتصاد القطاع الذي وصل إلى حالة الانهيار.

وتقيد مصر كذلك الحركة من وإلى القطاع الواقع على حدودها.

وفي الاثناء، طلبت الولايات المتحدة عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، كما أعلنت البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة، الثلاثاء، مشيرة إلى أن الاجتماع سيعقد بعد ظهر الأربعاء.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى المنظمة الدولية نيكي هايلي، في بيان، إن “الهجمات الأخيرة الآتية من غزة هي الأكبر منذ 2014. لقد أصابت قذائف الهاون التي أطلقها ناشطون فلسطينيون منشآت مدنية بينها روضة أطفال”.

وأضاف البيان أنه “يجب على مجلس الأمن أن يعرب عن سخطه وأن يرد على هذه الحلقة الأحدث من العنف الموجّه ضد مدنيين إسرائيليين أبرياء”.

وشددت هايلي، في بيانها، على أنه “يجب محاسبة القادة الفلسطينيين على ما يسمحون بحصوله في غزة”.