أعلن الجيش الأمريكي في العراق الأربعاء مقتل جنديين في مهام قتالية فيما قال انه قتل 15 مسلحا واعتقل آخرين واتهم الرئيس الامريكي الحكومة الايرانية بتزويد المسلحين بمتفجرات قاتلة .
بوش يجدد اتهامه لايران
أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش الأربعاء أن الحكومة الإيرانية هي التي تقدم المتفجرات القاتلة للمسلحين في العراق، وذلك من خلال قوات القدس، مشيراً إلى أنه لا يعلم إذا كان الزعماء الإيرانيين هم من أصدر الأوامر لتلك القوات بتقديم المتفجرات للمسلحين.
وقال بوش، في مؤتمر صحفي الأربعاء: "ما نعرفه هو أن قوات القدس هي التي تقدم الأدوات المتفجرة لشبكات المسلحين داخل العراق، وأن قوات القدس هذه تشكل جزءاً من الحكومة الإيرانية. ما لا نعرفه هو ما إذا كان كبار القادة الإيرانيين قد أصدروا أوامرهم لقوات القدس للقيام بذلك."
وكان الجيش الأمريكي قد قدم الأحد، ما زعم أنه دليل على ضلوع أعلى المرجعيات الإيرانية، في عدة تفجيرات أسفرت عن مقتل 170 جندياً من القوات الأمريكية في العراق، منذ يونيو/ حزيران من العام 2004.
وكان وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، قد صرح في وقت سابق أن الولايات المتحدة تمتلك أدلة قد تثبت تورط إيران في العراق، وتزويدها المليشيات المسلحة بالأسلحة والعبوات الناسفة العالية التقنية.
وفي المقابل، نفت طهران الاثنين، الاتهامات الأمريكية ووصفتها بـ"الأكاذيب.
وقال مسؤول رفيع في السفارة الإيرانية بالعاصمة العراقية بغداد في تصريح لـCNN: "نحن ننفى كافة المزاعم الأمريكية.. إنها أكاذيب، وهي محض افتراء.. لقد ارتكبت الإدارة الأمريكية العديد من الأخطاء في العراق، وتريد الآن أن تستخدم إيران ككبش فداء."
كذلك نفت إيران، على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، الاتهامات الأمريكية.
وقال حسيني، إن الاتهامات الأمريكية لا يعتد بها، كما لا يمكن اعتبارها بمثابة دليل، موضحاً أن الولايات المتحدة "لها تاريخ طويل في تزوير الأدلة."
الخطة الأمنية في العراق
وحول الخطة الأمنية الجديدة في العراق، قال بوش إنه تم البدء بتنفيذ الخطة وأنه تحدث مع قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بيريوس، حول ذلك.
غير أن الرئيس الأمريكي أوضح أن تطبيقها سيحتاج إلى بعض الوقت، مشيراً إلى أن التعاون بين القوات الأمريكية والعراقية جيد.
وصرح بوش بأن مجلس الشيوخ يناقش خطته الاستراتيجية في العراق، لكنه قال إن الشيوخ يحكمون على نتائج الخطة قبل البدء بتنفيذها، لكنه أكد أن لديهم الحق في التعبير عن آرائهم، وبخاصة فيما يخص القرار غير الملزم، الذي يناقشه مجلس الشيوخ هذا الأسبوع للتعبير عن عدم رضاه حول خطة بوش لإرسال 21500 جندي إضافي إلى العراق.
ووصف الديمقراطيون إستراتيجية بوش في العراق كإخفاق كارثي كلف حياة أكثر من 3100 جندياً أمريكياً، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
وحول القرار قالت زعيمة الكونغرس نانسي بيلوسي "لن يكون هناك المزيد من الشيكات على بياض."
ومن جانبهم، يعد الجمهوريون العدة للتصدي لقرار الديمقراطيين، وقال الجمهوري، جون بويهنر "هذه الحرب هي الجزء الأكثر وضوحاً من الحرب الدولية على الإرهاب.. إذا انسحبنا فسيتبعونا إلى الوطن.. الأمر بهذه البساطة."
مصرع جنديين
أعلن الجيش الأمريكي في العراق الأربعاء مقتل جنديين أحدهم خلال مهام قتالية شمالي بغداد والآخر في حادث. ووقع الحادث الأول عند مهاجمة العناصر المسلحة لدورية قتالية شمالي العاصمة العراقية الثلاثاء. واستهدفت الدورية العسكرية بنيران أسلحة خفيفة أثناء تأمينها المنطقة عقب اكتشاف عبوة ناسفة.
وأسفر الهجوم عن إصابة جندي واحد، لفظ أنفاسه متأثراً بجراحه الأربعاء.
وقتل الثاني، وينتمي إلى قوة الصاعقة، الثلاثاء في حادث لا يمت بصلة للعمليات القتالية. ولم يكشف الجيش الأمريكي عن نوعية أو مكان الحادث إلا أن قوات الصاعقة ترابض في مناطق شمالي بغداد. وبهذا ترتفع الخسائر البشرية التي تكبدها الجيش الأمريكي في العراق منذ الغزو في مارس/آذار عام 2003 إلى 3125 قتيلاً.
مقتل مسلحين
أعلن الجيش الأمريكي الأربعاء مقتل 15 مسلحاً واعتقال 27 آخرين في عمليات أمنية نفذتها قوات التحالف ضد عناصر تنظيم القاعدة وشبكة لصناعة العبوات الناسفة في بغداد. واستهدفت الحملات الأمنية منطقة "عرب الجبور"، بضواحي العاصمة. وأوضح الجيش أن العمليات استندت إلى مصادر استخباراتية تشير إلى مسؤولية شبكة VBIED/IED - مصطلح تطلقه القوات الأمريكية على العبوات الناسفة البدائية الصنع والسيارات المفخخة - في عدد من التفجيرات المفجعة التي شهدتها بغداد. وقضت ضربتان جويتان، بقنابل مزودة بأجهزة تصويب دقيقة إصابة الهدف، على نحو 15 مشتبهاً بالإرهاب، عشرة منهم كانوا يقومون بزراعة القنابل في الطرقات. واستدعيت التعزيزات الجوية إثر مواجهة قوات التحالف لنيران أرضية في المنطقة، وأدت الضربة الجوية الأولى لمقتل خمسة مسلحين وإصابة أربعة آخرين. واستهدفت الثانية مجموعة كانت تقوم بزراعة المتفجرات، وقضت على عشرة منهم. ولم يشر الجيش الأمريكي إلى وقوع إصابات بين قوات التحالف خلال العمليات. واعتقل 27 مشتبهين بالإرهاب خلال حملات دهم في العاصمة بغداد وبلدتي الرمادي والكرمة في محافظة الأنبار. في شأن متصل، شكك رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي الجنرال بيتر بيس، الثلاثاء بتأكيد الإدارة الأمريكية أن الحكومة الإيرانية تقف وراء إمداد المليشيات الشيعية في العراق بالأسلحة، التي تستخدم في قتل جنود القوات الأمريكية والتحالف الدولي.
وقال في مقابلة إذاعية خلال جولة له إلى أستراليا إن بعض مكونات المواد المستخدمة في صنع القنابل محليا في العراق جاءت من إيران، لكن ذلك لا يعني أن الحكومة الإيرانية على علم بذلك.
وأوضح بيس "ما لا استطيع قوله هو أن الحكومة الإيرانية على علم بذلك. إنه واضح أن إيران تتدخل وأنه واضح أيضا أن هناك مواد من إيران، لكن لن أقول استنادا لما أعرفه، إن الحكومة الإيرانية مطلعة بوضوح أو متورطة."
وكان الجيش الأمريكي قد قدم الأحد، ما زعم أنه دليل على ضلوع أعلى لمرجعيات الإيرانية، في عدة تفجيرات أسفرت عن مقتل 170 جندياً من القوات الأمريكية في العراق، منذ يونيو/ حزيران من العام 2004. ووصف مسؤول رفيع في السفارة الإيرانية بالعاصمة العراقية بغداد الاثنين، الاتهامات الأمريكية بأنها "محض أكاذيب."