اكدت مصادر عراقية مطلعة ان الرواية الرسمية للمواجهات مع ما اطلق عليه تنظيم "جند السماء" قرب النجف الاسبوع الماضي، ليست سوى "فبركة" هدفها التغطية على "خطأ" فادح ارتكبته القوات العراقية ضد مدنيين ابرياء.
وكانت الحكومة العراقية اعلنت انها خاضت مواجهات مع هذا التنظيم وقتلت قائده الذي قالت انه كان يدعي انه "رسول المهدي المنتظر" بعد تلقيها معلومات عن نيته تصفية المراجع الشيعية في النجف الاشرف.
ووفقا لرواية الحكومة، فقد قتل المئات من عناصر التنظيم واعتقل مئات اخرون.
وزادت الحكومة بان اكدت وجود جهات خارجية ودولية تدعم هذا التنظيم، مستشهدة على ذلك بما قالت انها قدرات عسكرية كبيرة تم العثور عليها بحوزة افراده.
وقد تضاربت الروايات الرسمية في البداية حول هذا التنظيم المزعوم، حيث قيل انه تابع لتنظيم القاعدة ثم نفيت عنه هذه الصفة ليصار الى وصفه باعتباره تنظيما شيعيا يحمل افكارا غريبة.
وكانت هيئة علماء المسلمين في العراق اول من طالب بفتح تحقيق محايد، تتولاه جهات دولية للتحقيق في معركة النجف والتي اكدت انها لم تكن ضد جماعة "جند السماء" وانما ضد "عشائر عراقية رافضة للاحتلال".
وبالتزامن نشرت مواقع الكترونية عراقية معلومات تشير الى ان العملية التي جرت في النجف، انما استهدفت عشيرة الحواتم والخزاعل وليست جماعة دينية مثلما ادعت الحكومة.
والاثنين، وضعت مصادر عراقية "البوابة" في صورة تفاصيل جديدة مخالفة للرواية الرسمية حول ما جرى.
وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها ان القوات العراقية بدأت في قصف مزارع منطقة الزركة قرب النجف فجر الثامن والعشرين من الشهر الماضي، واستمر ذلك لاكثر من يومين.
ولم توضح المصادر سبب هذا الهجوم الذي يبدو انه جاء على خلفية معلومات استخبارية مغرضة تقف وراءها جهات تريد تصفية حسابات مع سكان هذه المنطقة.
وتؤكد المصادر ان "معظم ضحايا الهجوم العسكري هم من العوائل الفقيرة المستوطنة في منطقة مزارع الزركة اكثر من عشر سنوات ومن محافظات مختلفة ويبلغ عدد المتضررين من هذه العوائل اكثر من ثمانين عائلة".
وتابعت المصادر قائلة انه "بعد ان شعر اصحاب القرار في الادارة المدنية والامنية في النجف الاشرف خطأ اجرائهم المتسرع هرعوا الى الاعلام لكي يضفوا الشرعية على ما اقترفت ايديهم".
ووفقا للمصادر ذاتها فقد "صاحب هذا الهجوم العسكري نهب كافة البيوت من اثاثها وتفريغ كل ما حوت من مواد ومال.. ولا زالت العوائل محتجزة وهي تستغيث طالبة الافراج عنها لانها ليست طرفا عدائيا وليست لها ناقة او جمل فيما حدث".
وتؤكد المصادر انه "لا وجود لجنسيات عربية او اجنبية ضمن الحدث" كما تدعي الحكومة العراقية.
وقد اعلن محافظ النجف اسعد ابو كلل في اخر تصريح له ان الاسرى من التنظيم خلال العملية بلغ عددهم (600).
واعتبرت المصادر هذا "دليلا على ان حجم العدد يوحي بانهم من عامة الناس وليسوا مقاتلين".
وقالت ان "اشاعة ان هؤلاء اعدوا خطة لقتل المراجع الدينية واستغلال هذه الاشاعة للتأثير الديني والعاطفي لعموم الناس".
وبثت قنوات التلفزة العراقية عقب الهجوم صورا لخنادق امتلات بالقتلى ممن قالت الحكومة انهم من "جند السماء" وكانوا متحصنين جيدا. كما بثت مشاهد لقاعات فيها انواع من الاسلحة.
لكن المصادر تؤكد ان هذه الخنادق ما هي الا حفر قديمة قام بحفرها احد السكان "لمنع سرقة العلف من حقوله وهذا معروف لدى الجميع".
واضافت ان "ما ظهر من بناء وقاعات تعود سابقا لجيش القدس في النظام السابق".
وانتهت المصادر الى القول ان الحدث جرى استغلاله من قبل الادارة المدنية والامنية في النجف الاشرف "لمداهمة واعتقال وتصفية المناوئين لهم .. كما تم اعتقال العديد من العوائل بديلا عن المطلوبين اصلا.. اضافة الى تطويق الاجهزة الامنية للعديد من الاحياء السكانية وكما حدث صباح يوم الجمعة 2/2/2007 لمحاصرة (تجاوزات منطقة الحامية)".