وعثر في القمامة بشقة نيسمان على مستند من 26 صفحة يطلب اعتقال الرئيسة الأرجنتينية كريستينا كيرشنر فرنانديز ووزير الخارجية الأرجنتيني هيكتور تيمرمان.
علما أنهما كانا قد نفيا اتهام نيسمان لهما بمحاولة التوصل الى صفقة سرية مع ايران لرفع مذكرات الاعتقال الدولية بحق مسؤولين ايرانيين مطلوبين لعلاقتهم بالتفجيرات.
ومع الكشف عن إصدار نيسمان لمذكرات اعتقال تبرز التوترات الشديدة بينه وبين الحكومة قبيل العثور عليه ميتا في شقته بـ18 كانون الثاني/ يناير بطلق ناري في الرأس، يوم واحد قبل مثوله أمام الكونغرس لعرض مستجدات تحقيقه بحق الرئيسة كيرشنر، علما أن مصادر قضائية رجحت أيضا امكانية أن يكون قد أقدم على وضع حد لحياته.
ورجح محللون أرجنتيون أنه لو كانت قد صدرت مذكرات التوقيف لكانت فضيحة من العيار الثقيل، وقال المحلل سيرخيو بيرينزتاين "رغم الفضائح السابقة التي عرفتها الأرجنتين، هذه الحالة كانت تطالب باعتقال رئيسة حالية. إنها فضيحة على مستوى غير مسبوق".
وقالت المحققة فيفيانا فاين التي تحقق في ظروف وفاة نيسمان،الثلاثاء، إن المدعي العام كان قد أعد مسودة مذكرة توقيف بحق الرئيسة. رغم أنها كانت قد نفت صحة تقرير بهذا الشأن نشرته صحيفة كارلين المحلية يوم الأحد.
وأشارت إلى أن مذكرة التحقيق لم تكن ضمن الشكوى القضائية التي قدمها نيسمان بحق كيرشنر وتيمرمان وعدد من المسؤولين الكبار الداعمين للرئيسة الأرجنتينية والتي تصل الى 289 صفحة.
وعثر على جثة ألبرتو نيسمان (51 عاما) في شقته في بويرتو ماديرو الحي الراقي للعاصمة الارجنتينية ليل الاحد الاثنين الماضيين. وقبل أربعة أيام على ذلك، طلب المدعي نيسمان فتح تحقيق ضد الرئيسة الأرجنتينية بتهمة عرقلة التحقيق في الهجوم على المركز اليهودي.
وكان يفترض أن يدلي بإفادة في البرلمان في حدث كان يثير اهتماما كبيرا.
وكانت قد قال المحققون في بادئ الأمر أن وفاة ألبرتو نيسمان كان على الأرجح نتيجة اقدامه على الانتحار وذلك استنادا الى التحقيق الأولي وتشريح الجثة بينما قال مصدر في المعارضة أن وفاته نتيجة عملية اغتيال.
وقال مقرب من نيسمان الأسبوع المنصرم أن المدعي العام الذي ترأس التحقيق في التفجيرين في العاصمة بوينوس أيرس الذين استهدفا مبنى المركز اليهودي وجمعية خيرية والسفارة الإسرائيلية عام 1994، كان يخشى على حياته كثيرا خصوصا في الأيام التي سبقت وفاته.
وكان نيسمان طالب في 14 كانون الثاني/ يناير المنصرم بالتحقيق في اتهامه لكيرشنر بالتدخل في التحقيق لصالح إيران.
وكان من المقرر أن يدلي بشهادته أمام الكونغرس الاثنين لتقديم الأدلة التي تدعم اتهاماته التي تطال كذلك وزير الخارجية هيكتور تيمرمان.
وفي 1994، بعد عامين على هجوم ضد السفارة الاسرائيلية في بوينوس ايرس أوقع 29 قتيلا، وقع تفجير مدبر في مبنى تعاونية يهودية أوقع 85 قتيلا و300 جريح في وسط العاصمة، ولم تتضح ملابسات الهجومين ضد الجالية اليهودية في البلاد.
ويشتبه ايضا أن الرئيس آنذاك كارلوس منعم (1989-1999) قام بعرقلة التحقيق، كما ويشتبه القضاء الارجنتيني بتورط إيران في الاعتداء على التعاونية ويطالب بتسلم ثمانية مسؤولين إيرانيين من بينهم وزير الدفاع السابق احمد وحيدي والرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني لمحاكمتهم.
وأكد نيسمان أن لديه تسجيلات لمكالمات هاتفية تدين ادارة كيرشنر وان السلطات الارجنتينية رضخت في السنوات الاخيرة لابتزاز من قبل إيران التي أغرتها بعقود تجارية مهمة.(اسيوشيتد برس ونيويورك تايمز)