اقترح عضو بارز بمجلس الشيوخ الاميركي قانونا يسمح بتسليح بعض جماعات المعارضة السورية، في وقت سيقوم فيها وزير الخارجية جون كيري "بمحاولة اخرى" لمعرفة ما اذا كان بمقدور واشنطن وموسكو التوصل لاتفاق بشأن ما ينبغي فعله في سوريا.
وتقدم السناتور الديمقراطي روبرت مننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بمشروع قانون يسمح بامداد بعض جماعات مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح بعد اجراء تدقيق بشأنها.
وكان مننديز وهو ديمقراطي ضمن بعض اعضاء مجلس الشيوخ الذين ضغطوا على البيت الابيض لتقديم مساعدة مميتة لبعض مقاتلي المعارضة الذين يحاربون حكومة الرئيس السوري بشار الاسد حتى قبل التقارير التي زعمت استخدام اسلحة كيماوية في الصراع.
ويجب ان يحصل مشروع القانون على موافقة اللجنة ثم مجلس الشيوخ ومجلس النواب وحينئذ يوقعه الرئيس باراك اوباما ليصبح قانونا.
جاء ذلك فيما قال مسؤول امريكي كبير يوم الاثنين ان وزير الخارجية جون كيري سيقوم "بمحاولة اخرى" لمعرفة ما اذا كان بمقدور الولايات المتحدة وروسيا العمل معا على ايجاد حل سياسي لانهاء الحرب الاهلية في سوريا حين يزور موسكو هذا الاسبوع.
ويغادر كيري واشنطن بعد ظهر يوم الاثنين متوجها الى موسكو حيث سيلتقي بالرئيس فلاديمير بوتين غدا الثلاثاء لمناقشة موضوعات مختلفة من بينها برنامجا كوريا الشمالية وايران النوويان وافغانستان والتجارة الامريكية الروسية.
وقال المسؤول الذي تحدث بشرط عدم نشر اسمه انه لا يعرف ما اذا كانت واشنطن وموسكو ستتمكنان من تحقيق تقدم في تنفيذ الخطة السياسية الخاصة بسوريا التي اعتمدتاها في 30 يونيو حزيران 2012 ولم تخط خطوة واحدة منذ ذلك الحين.
وكانت الخطة التي اتفق عليها في جنيف تهدف الى حل الازمة من خلال محادثات بين كل اطرافها لكنها لم تتصد لمسألة مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
وتقول روسيا ان خروجه من السلطة لا يمكن ان يكون شرطا مسبقا لاجراء حوار بين السوريين لوضع نهاية للصراع.
وقال المسؤول الامريكي "لدينا التزامهم الرسمي من خلال موافقتهم على بيان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012 لكننا بحاجة الان الى تجاوز مثل تلك الالتزامات الرسمية الى معرفة ما اذا كانت هناك سبل للتقدم الفعلي انطلاقا منها."
واضاف "ليس سرا اننا لم نتمكن حتى الان من القيام بذلك لكننا نريد بالتأكيد ان نجرب القيام بمحاولة اخرى.. بذل جهد آخر في هذا الصدد لأن الاحداث على الارض تسوء باطراد."
وتابع "أعداد القتلى والمصابين تتزايد ومعدل سقوط القتلى يتصاعد وكما تبين الغارات الاسرائيلية الوضع يزيد عدم الاستقرار في المنطقة."
وشنت اسرائيل غارتين جويتين على سوريا في مطلع الاسبوع.
وقال سكان ونشطاء ومصادر عسكرية معارضة إن الهجمات ضربت لواء صواريخ وكتيبتين للحرس الجمهوري في وادي بردى وجبل قاسيون. وقالت المصادر إنها شملت مجمعا مرتبطا ببرنامج الاسلحة الكيماوية السوري ودفاعات جوية ومنشآت للحرس الجمهوري.
وعبرت روسيا عن قلقها لتزايد احتمالات التدخل العسكري الأجنبي في سوريا مشيرة الى أن من بين أسباب هذا القلق التقارير الإعلامية التي تتحدث عن مزاعم استخدام اسلحة كيماوية في الصراع.
وهون المسؤول الأمريكي من شأن تصريحات كارلا ديل بونتي عضو اللجنة الدولية التي تحقق في جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى في سوريا والتي قالت إن المحققين جمعوا افادات من ضحايا الحرب الأهلية السورية وموظفين طبيين تشير الى ان مقاتلي المعارضة استخدموا غاز الاعصاب السارين.
وقال المسؤول الأمريكي "ما نعرفه هو ان المعارضة المسلحة لا تملك مثل هذه الاسلحة ولذلك علينا أن نتأكد مرة أخرى من الحقائق التي لدينا لكن معلوماتنا الأولية انهم لا يملكون مثل هذه الاشياء في ترسانتهم" مشددا على ان الولايات المتحدة تتعامل بجدية مع هذه التقارير كلها.
واضاف "ليس لدينا معلومات تشير إلى ان لديهم القدرة أو النية لنشر مثل هذه الاسلحة أو استخدامها."