مسيّرات الرعب: كيف تحوّلت سماء أوروبا إلى ساحة حرب نفسية؟

تاريخ النشر: 06 أكتوبر 2025 - 05:52 GMT
_

أشعلت مشاهدات متكررة لطائرات مسيّرة مجهولة الهوية في أجواء أوروبا حالة من الذعر النفسي، وسط ما وصفه خبراء بـ"نوبة قلق جماعية" تعكس قلقًا متصاعدًا من أن الحرب باتت أقرب إلى العتبات الأوروبية، حتى في غياب أي أضرار مادية تُذكر حتى الآن.

ووفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، فإن هذه الظاهرة تُثير مشاعر انعدام الأمان في صفوف السكان، الذين بدأوا يتساءلون عمّا إذا كانت أجواؤهم "المحمية تاريخيًا" لا تزال آمنة في ظل التصعيدات الجيوسياسية الأخيرة.

ورغم عدم صدور تأكيد رسمي بشأن الجهة المسؤولة عن إرسال هذه المسيّرات، إلا أن الشكوك الشعبية والإعلامية تتجه بشكل واسع نحو موسكو. ويرى كبير مراسلي الغارديان دانيال بوفي، وزميلته مراسلة الصحيفة في دول الشمال الأوروبي، ميراندا براينت، أن الغموض المحيط بالجهة الفاعلة يغذي القلق الجماعي في أنحاء القارة الأوروبية.

وقالت الأستاذة بيريل بونغ، مديرة مشروع "المسيّرات والثقافة" بجامعة كامبردج، إن الهدف من هذه التوغلات الجوية قد لا يكون تنفيذ هجوم مباشر، بل بثّ الخوف وعدم الاستقرار في المجتمعات الأوروبية.

وأضافت بونغ: "هذه التوغلات لا تبدو عدوانًا صريحًا، لكنها تخلق شعورًا بالعجز، وتجعل الناس يشعرون بأنهم مكشوفون تمامًا"، معتبرة أن هذا النوع من الاستفزازات النفسية هو جزء من استراتيجية "زعزعة الخصم دون إطلاق رصاصة واحدة"، كما هو الحال في أوكرانيا.

ويشير التقرير إلى أن الحوادث الأخيرة جلبت الهواجس العسكرية إلى قلب الحياة اليومية الأوروبية، التي كانت حتى وقت قريب بعيدة نسبيًا عن تأثيرات الحرب المباشرة. ومع ذلك، بات المواطن الأوروبي العادي يتساءل: هل نحن على أبواب مواجهة مفتوحة مع روسيا؟