احتشد عشرات الالاف من السوريين تأييدا للرئيس السوري بشار الاسد في مدينة حلب بشمال البلاد يوم الاربعاء بينما واصلت قواته الى الجنوب قمع احتجاجات على حكمه دخلت شهرها السابع.
وجاءت مظاهرة التأييد التي نظمتها السلطات في حلب وهي المركز التجاري لسوريا بعد أسبوع من تنظيم مظاهرة مماثلة في العاصمة دمشق مما يظهر أن السلطات مازال بامكانها حشد الناس لتأييد الاسد في أكبر مدينتين سوريتين رغم احتجاجات في شتى انحاء البلاد.
ورفع مشاركون في مظاهرة التأييد لافتات كتبت عليها عبارة "منحبك" في اشارة للاسد وحملوا صورا للرئيس السوري ولوحوا بالاعلام السورية والروسية والصينية في تعبير عن تأييدهم لاستخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في الامم المتحدة كان سيؤدي الى فرض عقوبات من المنظمة الدولية على دمشق. وعلقت أعلام كبيرة على مبان من سبعة أدوار حول الميدان الذي نظمت فيه المظاهرة حيث احتشد المتظاهرون للاستماع الى الاغاني الوطنية ومتابعة خطب تأييد للاسد الذي تحدى دعوات من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تطالبه بالتنحي. وقال سكان ان مدارس حلب أغلقت أبوابها يوم الاربعاء لزيادة فرص المشاركة في المظاهرة.
وفي مدينة حمص حيث يقول سكان ان اشتباكات وقعت في عدة أحياء بين مسلحين ومنشقين عن الجيش من جهة وقوات الامن من جهة أخرى قال نشطون ان ستة قتلوا برصاص شبيحة الاسد في حي النازحين.
وزاد عدد قتلى عملية الجيش السوري في حمص والتي بدأت قبل ثلاثة أيام الى 38 شخصا على الاقل. ويعيش في حمص مليون شخص وتشهد المدينة احتجاجات منتظمة مناهضة للحكومة
في الاثناء قال سكان ونشطون يوم الاربعاء ان القوات السورية قاتلت منشقين عن الجيش بالقرب من بلدة جنوبية خلال الليل في أعقاب مقتل ثلاثة محتجين على الاقل كانوا يتظاهرون احتجاجا على اعتقال امام مسجد معروف.
واضافوا أن 20 جنديا على الاقل تركوا مواقعهم حول بلدة الحراك التي تبعد 80 كيلومترا الى الجنوب من دمشق واشتبكوا مع قوات الرئيس بشار الاسد وذلك في أحدث انشقاق لمجندين معارضين للحملة العسكرية على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في سوريا. وقال ساكن لم يذكر من اسمه سوى محمد "رأيت جثث ثلاثة محتجين في المشرحة. ويجري الان تراشق بنيران البنادق والرشاشات بين المنشقين والجيش الى الغرب من الحراك." جاء هذا الاقتتال في حين دخل هجوم بالمدرعات على الاحياء القديمة لمدينة حمص بوسط سوريا يومه الثالث. وتشهد المدينة احتجاجات منتظمة مناهضة للحكومة. وقال سكان ان 32 شخصا على الاقل قتلوا في اليومين الماضيين في أحياء سنية بالمدينة التي يعيش فيها مليون نسمة والتي قاتل فيها سكان مسلحون ومنشقون عن الجيش القوات الحكومية. وقال نشطاء ايضا ان الافا من أفراد الحرس الجمهوري وقوات الفرقة الرابعة التي تخضع لقيادة ماهر الاسد شقيق الرئيس قامت بتمشيط الضواحي الشرقية للمدينة في عملية واسعة لضبط المنشقين عن الجيش والنشطاء. ويمنع الصحفيون الاجانب الى حد كبير من العمل في سوريا مما يجعل التأكد من روايات الاحداث صعبا.
وتنحي السلطات السورية باللائمة في الاضطرابات على "جماعات ارهابية مسلحة" تقول انها قتلت 1100 من الجيش والشرطة وتعمل في حمص حيث تقتل المدنيين والشخصيات البارزة. وتقول الامم المتحدة ان حملة الاسد اسفرت عن مقتل ثلاثة الاف شخص في انحاء سوريا منذ مارس اذار بينهم ما لا يقل عن 187 طفلا
وفي العاصمة الجزائرية، أكد مراد مدلسي، وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أن جامعة الدول العربية سترسل لجنة وزارية مشكلة من وزراء خارجية مصر والسودان والجزائر وسلطنة عمان و قطر إلى سوريا لإجراء محادثات مع رئيسها بشار الأسد والسلطات السورية حول الأزمة الدائرة بهذا البلد.
وقال الوزير الجزائري "سيحدد موعد هذه الزيارة في الأيام القادمة، وسيتحادث الوفد مع السلطات والرئيس السوري بشار الأسد، وسنبحث سبل التوصل إلى حل سريع ومقبول للأزمة."
يشار إلى أن الأمم المتحدة ما تزال تحاول الضغط على الرئيس السوري، بشار الأسد، لقبول دخول لجنة مجلس حقوق الإنسان إلى سوريا للتحقيق في أعمال العنف، وتقول المنظمة الدولية إن البلاد شهدت سقوط أكثر من ثلاثة آلاف قتيل منذ بدء المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام قبل سبعة أشهر.
وكانت نافي بيلاي، المفوضة السامية لحقوق الإنسان، قد حثت الأسبوع الماضي المجتمع الدولي على التحرك فورا لحماية الأرواح في البلاد من "الاستخدام العشوائي للقوة" من جانب الحكومة ضد المتظاهرين.