مسؤول اممي يدعو الى تشكيل محاكم لـ'\'جرائم الحرب'\' في دارفور

تاريخ النشر: 26 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

دعا مسؤول كبير بالامم المتحدة إلى تشكيل محاكم لنظر جرائم الحرب لمحاكمة المسؤولين عن حالات الاغتصاب والنهب والقتل في القرى الافريقية في منطقة دارفور بغرب السودان متهما الدولة بالتواطؤ في هذه الجرائم. 

وقال موكيش كابيلا منسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في السودان "لا توجد أسرار…الأفراد الذين يفعلون هذا معروفون. لدينا أسماؤهم". 

وأضاف في مقابلة مع رويترز مساء يوم الخميس "الافراد الضالعون في هذه الجرائم يشغلون مناصب رفيعة". 

ووصف أعمال العنف بأنها "تطهير عرقي" وقال إن أغلبها ترتكبه ميليشيات العرب الرحل المعروفين باسم الجنجاويد وان هذه الميليشيات تحظى بدعم القوات الحكومية. 

وأضاف "ولا يسع المرء في ظل هذه الملابسات سوى أن يستنتج أن هذه الأعمال تتم بموافقة الدولة". 

ويقول المسؤولون الحكوميون إن الجنجاويد خارجون على القانون. وقال مسؤولون كبار في وقت سابق إن مقاتلين من جماعتي المتمردين في دارفور هم المسؤولون أساسا عن العنف في المنطقة وليس الجنجاويد. 

وقال كابيلا إن الوضع الأمثل هو أن تحاكم الخرطوم المسؤولين عن العنف بنفسها لكنها لم تفعل ذلك ومن ثم فمن واجب المجتمع الدولي أن ينهض بهذه المهمة. 

وكان كابيلا شبه الصراع في دارفور في الآونة الأخيرة بحملة الابادة الجماعية في رواندا في عام 1994 مما أثار غضب الحكومة السودانية في الخرطوم. 

وقال في المقابلة "لا أرى ما يمنع المجتمع الدولي من النظر في انشاء محكمة أو آلية دولية ما لتقديم الافراد الذين يدبرون جرائم الحرب ويرتكبونها للمحاكمة". 

وبدأت جماعتان مسلحتان تمردا في دارفور في شباط / فبراير العام الماضي وتتهمان الخرطوم باهمال المنطقة وتسليح الميلشيات العربية لنهب القرى الأفريقية وحرقها. 

وأفاد شهود العيان بوقوع العديد من حوادث الاعدام وحالات الشنق العلني وحملات الاغتصاب الجماعي في منطقة دارفور الفقيرة والقاحلة الواقعة على الحدود مع تشاد. 

وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن عدد النازحين بسبب القتال بلغ زهاء 700 ألف شخص من بينهم ما يزيد على 110 الاف لاجئ فروا إلى تشاد. 

وقال مصدر حكومي سوداني الثلاثاء إن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي سيرعيان محادثات في الايام القادمة بين الخرطوم وجماعتي المتمردين في دارفور. 

وقال السودان إنه سيقدم شكوى رسمية للأمين العام للامم المتحدة بخصوص تشبيه كابيلا للعنف في دارفور بحملة الابادة الجماعية في رواندا حيث قتل متطرفو الهوتو 800 ألف من التوتسي والهوتو المعتدلين في مئة يوم. 

لكن كابيلا دافع عن موقفه قائلا "الفارق الوحيد بين رواندا والسودان في الاعداد... فلدينا مثل رواندا محاولات منظمة ودءوب للقضاء التام على فئة بأكملها من السكان وهي في هذه الحالة عدة قبائل ذات أصل افريقي في أغلبها.  

ومن ثم فعندما استخدم عبارة (التطهير العرقي) فانني أعني التطهير العرقي". 

وقال كابيلا إنه يرحب بالاهتمام الذي حظيت به تصريحاته بخصوص السودان. 

وأضاف "في رواندا تقاعس العالم عن الانصات. وجادل فيما يحدث وما لا يحدث وتحول الرعب إلى ابادة جماعية. لم نصل بعد إلى حد الابادة الجماعية في دارفور لكن أخشى أن ننزلق إلى أمر أسوأ"—(البوابة)