أشاد داني يعلون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي بترشيح تشاك هاغل لوزارة الدفاع في الولايات المتحدة رغم أن بعض المعلقين بإسرائيل أبدوا قلقهم من أن يحدث هذا الاختيار شقا جديدا في العلاقات مع واشنطن.
ورشح الرئيس الأميركي باراك أوباما السناتور الجمهوري السابق هاغل للمنصب يوم الاثنين مما مهد الطريق لمعركة تصديق على ترشيحه مع منتقدين يشككون في مدى التزامه تجاه اسرائيل في صراعها مع إيران وغيرها من الخصوم في المنطقة.
لكن يعلون وهو سفير سابق في الولايات المتحدة قال لصحيفة يديعوت أحرونوت الأوسع انتشارا في إسرائيل في تصريحات نشرت يوم الثلاثاء "التقيت به (هاغل) مرات عديدة وما من شك في أنه يعتبر اسرائيل حليفا حقيقيا وطبيعيا للولايات المتحدة."
ولم يصدر تعقيب علني بعد من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اتسمت علاقته بأوباما بالتوتر وإن كان كل منهما يؤكد على أن التنسيق فيما يتعلق بأمن الشرق الأوسط قوي.
وفي بعض الأحيان أثارت اسرائيل التي تتلقى ثلاثة مليارات دولار سنويا في صورة منح دفاعية من الولايات المتحدة غضب إدارة أوباما بتهديدها بشن حرب استباقية على إيران في وقت تسعى فيه قوى العالم لاتفاق دبلوماسي لحل الأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
كما انتقد أوباما سياسة الاستيطان التي تنتهجها حكومة نتنياهو في الضفة الغربية المحتلة وهو ما يعتبره الفلسطينيون سببا للأزمة المستمرة منذ عامين في عملية السلام مع اسرائيل.
ونقلت صحيفة (اسرائيل هايوم) اليومية الموالية لنتنياهو يوم الثلاثاء عن مسؤول حكومي لم تذكر اسمه قوله إن اختيار هاغل "نبأ سيء جدا" مضيفا "من الواضح أن التعامل معه لن يكون سهلا."
ويرى الكثير من الجمهوريين أن هاغل الذي ترك العمل في مجلس الشيوخ عام 2008 كان يعارض في بعض الأحيان مصالح اسرائيل. وقد صوت عدة مرات ضد العقوبات الأميركية على إيران التي تعتبر اسرائيل برنامجها النووي خطرا هائلا وأدلى بتصريحات يستخف فيها بنفوذ ما أسماه "اللوبي اليهودي" في واشنطن.
وسعى هاغل للرد على مزاعم تحيزه يوم الاثنين وقال لصحيفة لينكولن جورنال ستار إن سجله يظهر "دعما صريحا وتاما لاسرائيل" وإنه "قال مرات عديدة إن إيران دولة راعية للإرهاب".
ومضى هاغل يقول "تشجيع عملية السلام في الشرق الأوسط من مصلحة اسرائيل."
ورغم الانتقادات الموجهة لهاغل يعتقد البيت الأبيض إنه قادر على حشد ما يكفي من التأييد من كلا الحزبين كي يصدق على ترشيحه مجلس الشيوخ الذي يمثل الديمقراطيون أغلب أعضائه.
وانتقد هاغل الذي شارك في حرب فيتنام ونال أوسمة حجم الجيش الأمريكي وصرح لصحيفة فاينانشال تايمز عام 2011 بأن وزارة الدفاع "مترهلة" وفي حاجة إلى "التشذيب".
كما وجهت جماعات مدافعة عن حقوق المثليين انتقادات له بسبب تصريحات أدلى بها في 1998 وتساءل فيها هل بإمكان شخص "يعلن مثليته صراحة" أن يصبح سفيرا كفؤا للولايات المتحدة. واعتذر عن هذه التصريحات في الشهر الماضي قائلا إنها لم تراع حساسية الموقف.
وسرت شائعات عن تعيين هاغل منذ أسابيع مما أثار غضب بعض الشخصيات الموالية لاسرائيل داخل الولايات المتحدة. ووصلت هذه الجلبة إلى وسائل الإعلام الاسرائيلية حتى أن معلقا في صحيفة يديعوت أحرونوت توقع أن يكون وجود هاغل في وزارة الدفاع "كابوسا" لنتنياهو.
وقلل وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشي ارينز من شأن تأثير ترشيح هاغل على استراتيجيات أوباما.
وقال لرويترز "في الولايات المتحدة الرئيس هو الذي يصنع السياسة وليس أعضاء مجلس الوزراء" مشيرا إلى ان الرئيس الأسبق رونالد ريجان الذي كان يعتبر ودودا إزاء اسرائيل كان يعمل مع وزير دفاع أقل تعاطفا وهو كاسبار واينبرجر.
وتحدث أيضا ألون بينكاس المدير السابق لمكتب إيهود باراك مدافعا عن هاغل.
وكتب بينكاس في صحيفة (ال مونيتور) في الشهر الماضي يقول إنه حضر اجتماعات بين هاغل وباراك عندما كان الأخير وزيرا لخارجية اسرائيل وزعيما للمعارضة.
وقال "كان باراك معجبا بشكل عام لا بالخلفية العسكرية لهاغل فحسب بل أيضا بتحليله ومعرفته بالشرق الأوسط وفهمه للقضايا والمشاكل الامنية الاسرائيلية... هو ليس مناهضا لاسرائيل وليس معاديا للسامية."