سكان مخيم اليرموك باتوا "كالاشباح" وسوريون بلبنان يواجهون الموت من سوء التغذية

تاريخ النشر: 25 فبراير 2014 - 05:20 GMT
شارع مدمر في مخيم اليرموك
شارع مدمر في مخيم اليرموك

قال مدير وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين فيليبو غراندي ان سكان مخيم اليرموك المحاصر في جنوب دمشق باتوا "كالاشباح"، بينما اكدت منظمات إغاثة إن مئات السوريين الذين فروا إلى لبنان يواجهون بشكل متزايد خطر الموت من سوء التغذية.

وعرض غراندي امام صحافيين في بيروت، للوضع الراهن في المخيم الذي تحاصره القوات النظامية السورية منذ اشهر، والذي دخلته كميات قليلة من المساعدات التي قلما تكفي لسد حاجات 18 الف شخص مقيمين فيه.

وقال غراندي ان سكان المخيم "باتوا كالاشباح" الخارجين للحصول على المساعدة، وذلك غداة زيارته احدى نقاط التوزيع على مدخل المخيم الاثنين.

اضاف "هؤلاء اشخاص لم يخرجوا من هناك"، مضيفا الى انهم "محتجزون (في المخيم) بلا غذاء او ادوية او مياه صالحة للاستعمال... كل الحاجات الاساسية. هم ايضا يعانون من خوف كبير بسبب المعارك".

وفرضت القوات النظامية السورية حصارا خانقا منذ حزيران/يونيو الماضي على المخيم الذي يسيطر المقاتلون المعارضون على غالبية احيائه. وفي 16 شباط/فبراير، افاد مسؤول فلسطيني في دمشق وكالة فرانس برس ان غالبية المسلحين انسحبوا من المخيم اثر اتفاق مع الفصائل الفلسطينية.

وقال غراندي الثلاثاء ان الجزء الذي زاره امس بدا "كمدينة أشباح (...) الدمار لا يصدق. لا يوجد مبنى الا وقد تحول الى هيكل فارغ" من سكانه.

واوضح ان "وضع السكان الباقين يسبب صدمة اكبر"، مشيرا الى ان هؤلاء "بالكاد في امكانهم التحدث".

وقال انه حاول تبادل اطراف الحديث مع بعضهم "ورووا جميعهم قصصا مماثلة عن الحرمان التام".

وحذرت الاونروا خلال الاشهر الماضية بشكل متكرر من الازمة الانسانية المتفاقمة في اليرموك والتي ادت الى وفاة العشرات جراء الجوع ونقص الادوية، داعية الى السماح بالدخول الدوري للمساعدات الى المخيم الذي كان يقطنه 160 الف فلسطيني والعديد من السوريين، قبل اندلاع الازمة منتصف آذار/مارس 2011.

وتمكنت الوكالة في 18 كانون الثاني/يناير من ادخال مساعدات غذائية بعد اتفاق مع السلطات السورية، الا ان هذه العملية توقفت في الثامن في شباط/فبراير، ولم تتمكن الوكالة منذ ذلك الحين من ادخال مساعدات.

وامل غراندي في ان يتيح قرار مجلس الامن الدولي الذي صدر السبت بالاجماع، والمتعلق بادخال المساعدات وفك الحصار عن المناطق السورية، بالضغط لتأمين ادخال المزيد من المساعدات الى اليرموك.

ورأى المسؤول الدولي ان القرار الذي اتخذ بالاجماع "هو اقوى من اي اداة امتلكناها من قبل في سوريا"، الا انه اعتبر ان تطبيقه على الارض قد لا يكون سهلا قائلا "لم يقرأ القرار كل الاشخاص الذين يتخذون القرار في شكل يومي حول السماح بالدخول من عدمه".

اضاف "من المهم ان تصل الرسالة من صانعي القرار في سوريا... الى القادة على الارض من الطرفين".

وتحاصر القوات النظامية مناطق عدة واقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، لا سيما احياء حمص القديمة (وسط) ومناطق قرب دمشق.

على صعيد اخر، اكدت منظمات إغاثة إن مئات السوريين الذين فروا إلى لبنان يواجهون بشكل متزايد خطر الموت من سوء التغذية.

وتوصل التقييم الذي أجرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمات أخرى إلى أن نحو عشرة آلاف سوري دون سن الخامسة يعانون سوءا حادا في التغذية بمن في ذلك نحو 1800 يواجهون خطر الموت ويحتاجون إلى علاج فوري للبقاء على قيد الحياة.

وأجريت الدراسة على عينة من نحو تسعة آلاف لاجئ في أنحاء لبنان حيث يوجد أكثر من 935 ألف سوري مسجلين لدى الامم المتحدة كلاجئين منذ بدء الصراع السوري في عام 2011.

وحذرت يونيسيف من أن تفشي سوء التغذية في أجزاء من لبنان تضاعف تقريبا منذ عام 2012 وقد يزداد تدهورا.

ووصفت آناماريا لوريني ممثلة يونيسيف في لبنان سوء التغذية بانه "تهديد جديد وصامت بين اللاجئين في لبنان" وقالت إنه مرتبط بتدني مستوى النظافة الشخصية وعدم توفر مياه شرب آمنة وانتشار الأمراض وغياب التحصين وممارسات التغذية غير السليمة للأطفال الصغار.

وقالت "نتعامل مع سكان تزداد حالتهم بؤسا كل يوم وهذا يعني قلة الحصول على الطعام والتغذية الكافية.. ولهذا السبب علينا أن نكون متيقظين."

ومع وجود حكومة ضعيفة وبنية وطنية بالية حتى قبل تفجر الأزمة السورية قبل نحو ثلاثة أعوام يبذل لبنان جهدا لدعم اللاجئين الذين يقدر البنك الدولي أنهم سيكلفون نحو 2.6 مليار دولار خلال ثلاثة أعوام.

وتحجم الدول الغربية على تقديم مساعدات مالية للحكومة اللبنانية بشكل مباشر نظرا لانها تضم وزراء من جماعة حزب الله العسكرية والسياسية التي تصنفها واشنطن وحلفاؤها على انها منظمة ارهابية.

واصبح سوء التغذية يمثل تهديدا متناميا للمدنيين الذين ما زالوا يعيشون في سوريا حيث منع القتال والحصار السكان في المحافظات والبلدات الشرقية القريبة من العاصمة من الحصول على الطعام لأسابيع أو حتى لشهور.

ولا توجد مخيمات رسمية للاجئين السوريين في لبنان ويعيش معظمهم في منازل اقاربهم أو أصدقائهم أو حتى في ابنية قيد البناء أو تجمعات خيام غير رسمية.

وتوصلت الدراسة إلى وجود اكثر من ألف حالة من أشد حالات سوء التغذية وسط مئات الملاجئ المؤقتة في وادي البقاع على امتداد الحدود مع سوريا والذي يستضيف أكثر من 300 ألف لاجئ في أكبر تجمع في البلاد.

وقال زروال عز الدين مسؤول يونيسيف لشؤون الصحة والتغذية في لبنان انه رغم وجود نظام متطور للرعاية الصحية فإن لبنان ليس في وضع يسمح له بالتعامل مع موجة سوء التغذية لانه لم يسبق له التعامل مع تجربة كهذه قبل بدء الأزمة في سوريا.

وأضاف أن يونيسيف يتعاون مع وزارة الصحة وغيرها من منظمات الإغاثة لزيادة إجراءات الفحص المبكر والتعامل مع سوء التغذية. وعالج يونيسيف 400 حالة حتى الآن.

وقال عز الدين "ثمة حاجة للتأهب تحسبا لوقوع أزمة."