أفادت مصادر أمنية اسرائيلية، اليوم الخميس، بان ألف سائح اسرائيلي في تركيا، يحملون رتبة ضابط وما فوق، تلقوا رسائل نصية، تأمرهم بمغادرة تركيا فورا والعودة إلى البلاد، على خلفية كشف مخطط إيراني للخطف والإغتيال.
وعلى الرغم من التحذيرات الاسرائيلية بوجود خلية إيرانية في تركيا، تهدف للانتقام من عمليات اغتيال العلماء والضباط الإيرانيين، إلا أن عشرات آلاف السياح الإسرائيليين رفضوا طلب حكومتهم مغادرة تركيا على الفور.
وقالت هذه المصادر إن الأوامر وُجّهت لنحو ألف سائح إسرائيلي تلقى كل منهم رسالة نصية باسمه ورقمه في الخدمة العسكرية تتضمن بلاغاً بأن وجوده في تركيا لم يعد قانونياً، وعليه أن يعود إلى بلاده فوراً.
تحذيرات ساخنة
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت عن "تحذيرات ساخنة بوجود خلية إيرانية على الأراضي التركية" تخطط لتنفيذ عمليات خطف أو قتل للإسرائيليين انتقاماً لاغتيال عدد من العلماء والضباط في الحرس الثوري.
وقالت إسرائيل إن المخابرات التركية ألقت القبض على الخلية، وتأكدت من نياتها بدقة. وأصدر طاقم مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي التابع لرئيس الحكومة الإسرائيلية مباشرة تحذيراً بدرجة الخطورة الثالثة يطالب فيه كل إسرائيلي في تركيا بأن يغادرها، وإذا كان مضطراً للبقاء فيها عليه أن يلتزم الحذر وعدم إبراز هويته الإسرائيلية.
إلغاء مئات الرحلات السياحية الاسرائيلية
لكن هذه الإجراءات أدت إلى إلغاء مئات الرحلات السياحية الإسرائيلية إلى تركيا، من دون أن تؤثر على السياح الموجودين في تركيا. لذلك لم يعد منهم سوى عدد قليل. وقد أرسلت كل وسائل الإعلام العبرية طواقم للقاء هؤلاء على الأراضي التركية ومعرفة سبب امتناعهم عن تنفيذ التعليمات، فقدموا أجوبة مختلفة الاتجاهات، منها أنه "طالما أنهم اعتقلوا أفراد الخلية الإيرانية؛ فلماذا نغادر؟"، و"من يعوّض لنا نفقات السفر؟ فالشركات ترفض إبطال الرحلات وإعادة المال"، و"من قال إن الوضع الأمني في تركيا أخطر من الوضع في إسرائيل؟ نحن نشعر هنا بأمان أكثر مما نشعر في تل أبيب والقدس".
ومع ذلك، فقد كانت هناك أقلية تحمل رأياً مغايراً؛ فقامت بقطع رحلتها والعودة إلى البلاد. وكان بين هؤلاء مواطن إسرائيلي من تل أبيب ادعى أنه تعرض لعملية خطف في إسطنبول، لكنه تمكَّن من الإفلات من الخاطفين والهرب إلى الفندق.
منظمة أمنية إسرائيلية للمهمات الخاصة
من جهة ثانية، كشفت "القناة 13" للتلفزيون الإسرائيلي، أمس الأربعاء، عن إنشاء منظمة أمنية إسرائيلية للمهمات الخاصة تضم أشخاصاً من الموساد والشاباك ومجلس الأمن القومي، بحيث يعمل أفرادها على مدار الساعة في متابعة الأخطار والتحذيرات التي تحيط بالمواطنين الإسرائيليين في الخارج. وقال تقرير لها إن مهمة هذه الدائرة تتلخص في تحليل المعلومات الاستخباراتية، ومعالجتها، وتحذير الإسرائيليين في الخارج في الوقت الحقيقي.
وتابع التقرير أن أفراد الطاقم يعملون معاً على مدار الساعة، وكل منهم يستخدم تفوقه النسبي وقدرته في مجال جمع المعلومات وإحباط العمليات. وأكد التقرير أن الإيرانيين الذين اعتُقلوا كانوا عبارة عن شبكة إرهابية قامت المخابرات الإسرائيلية بكشفها، وقدَّمت في الشهر الماضي معلومات استخباراتية دقيقة عنها للأتراك. وهكذا تم اعتقال أفرادها بسرعة ونجاعة. وفي التحقيق مع المعتقلين، اعترفوا بالتهم، وتبين أن "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني كان خلف العملية المحبطة.