ذكر عسكريون في مطار كراماتورسك بشرق أوكرانيا أن نحو 300 شخص من أنصار إقامة نظام فيدرالي في أوكرانيا ومناهضي السلطات الجديدة في كييف حاصروا المطار يوم الثلاثاء.
وقال مصدر في المطار الاربعاء، إن المحتجين دعوا العسكريين إلى إلقاء السلاح ومغادرة المطار أو الانتقال إلى جانبهم، مضيفا أن بعض المحتجين حملوا السلاح وحاولوا التسلل إلى المطار.
وأكد المصدر أن العسكريين احتفظوا بالسيطرة على المطار وحذروا المحتجين من دخول منطقة المطار، مهددين باستخدام السلاح وفقا لقواعد نظام الخدمة العسكرية.
يذكر أن وسائل إعلام روسية وأوكرانية أفادت يوم الثلاثاء بأن الجيش الأوكراني سيطر على مطار مدينة كراماتورسك في حين تبقى المدينة تحت سيطرة قوة الدفاع من أنصار فدرلة أوكرانيا
وعبرت ثلاث مدرعات خفيفة على الأقل ترفع العلم الروسي وشاحنة تنقل رجالا بأسلحتهم وبدون شارات تفيد عن انتمائهم صباح الاربعاء مدينة كراماتورسك، على ما افاد مصور في وكالة فرانس برس.
وتوجهت القافلة نحو سلافيانسك على مسافة بضعة كيلومترات إلى الشمال، اخر مدينة سيطر عليها الأحد مسلحون متمردون على سلطات كييف في سلسلة المدن التي تمردت على النظام المركزي.
ولم يعرف في الوقت الحاضر مصدر المدرعات.
واكدت وكالة انترفاكس اوكرانيا أن المدرعات كانت تشارك في “عملية مكافحة الارهاب” التي اطلقتها حكومة كييف ضد الانفصاليين وقد دخلت البلدة حيث اوقفها متظاهرون موالون لروسيا وسيطروا عليها.
وقالت وزارة الدفاع الاوكرانية ردا على اسئلة فرانس برس إن “أي مدرعة عسكرية لم تتم السيطرة عليها على الاراضي الاوكرانية” داعية للاستعلام من وزارة الداخلية التي لم يكن لديها اي تعليق في الوقت الحاضر.
والرجال الذين شاهدهم مصور فرانس برس جالسين عند اعلى المدرعات يرتدون بدلات متشابهة بدون اي شارات عليها غير انهم يضعون اشرطة القديس جاورجيوس باللونين البرتقالي والاسود وهي اشرطة تشير الى انتمائهم للقوات المسلحة الروسية.
لافروف: أزمة عميقة
يرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الأزمة السياسية واسعة النطاق في أوكرانيا أظهرت خلافات عميقة بين جنوب شرق البلاد وغربها حول اتجاه التطور المقبل.
وقال الوزير في لقاء صحفي نشر الأربعاء على موقع وزارة الخارجية الروسية في الإنترنت: "إنه يدل على عدم استقرار نموذج الدولة الذي اختارته كييف في الماضي.
في الواقع توقف عمل الدولة المركزية في أوكرانيا، وسلسلة الأزمات السياسية التي هزت البلاد خلال سنوات طويلة حطّمت أسسها. ويعود أحد أهم أسباب الوضع الراهن إلى غياب قانون رئيسي متزن في أوكرانيا يأخذ بعين الاعتبار بشكل موضوعي مصالح كل الفئات اللغوية والقومية ويضمن حقوق ومصالح كل مواطني أوكرانيا".
وتابع: "ليس من الطبيعي تغيير الدستور بعد كل انتخابات رئاسية ليؤكد شرعية هذا الشكل أو ذاك من الحكم وفق رغبة القوى السياسية التي تفوز بالانتخابات".
وشدد لافروف على أن الفدرلة هي الطريق الذي يتيح لكل منطقة أوكرانية إمكانية العيش المريح ويضمن حقوقها ويحمي تقاليدها ونمط حياتها. وأضاف "كل ذلك يجب أن ينعكس في الدستور الذي يجب أن يرى فيه المجتمع الأوكراني متعدد القوميات قاعدة ثابتة على المدى الطويل لدولة القانون.
أثق بأنه سيكون من الصعب على أوكرانيا، دون ذلك، الحفاظ على وحدتها وحل القضايا الملحة للخروج من الأزمة الراهنة".
وفي الوقت نفسه أشار الوزير الروسي إلى أن أحدا لا يمكن أن يفرض على الجانب الأوكراني شكل تنظيم الدولة الأوكرانية، مضيفا أن على الأوكرانيين بدء الحوار بمشاركة كل المناطق والقوى السياسية الأوكرانية التي يجب أن تتمتع بحقوق متساوية في حل القضايا الملحة