قال مندوب لبنان لدى الامم المتحدة ان مجلس الامن الدولي سيعقد جلسة يوم الاثنين القادم لمناقشة الطلب الفلسطيني بالعضوية الكاملة في المنظمة الدولية.
وقال نواف سلام للصحفيين يوم الجمعة"وزعت الرسالة (الطلب الفلسطيني) على جميع اعضاء مجلس الامن وطلبت عقد مشاورات في ضوء هذه الرسالة يوم الاثنين الساعة الثالثة عصرا (1900 بتوقيت جرينتش).
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد تقدم بالطلب الى بان في وقت سابق. ومن المتوقع ان يستغرق مجلس الامن بعض الوقت لبحث الطلب الفلسطيني الذي هددت الولايات المتحدة بان تستخدم حق النقض (الفيتو) لاحباطه.
وقال عباس في كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة حيث قوبل بحفاوة بالغة "لا اعتقد أن أحداً لديه ذرة ضمير ووجدان يمكن أن يرفض حصولنا على عضوية كاملة في الامم المتحدة... بل وعلى دولة مستقلة."
وأضاف "اننا نمد أيادينا الى الحكومة الاسرائيلية والشعب الاسرائيلي من أجل صنع السلام."
وأعقب ذلك بعد وقت قصير كلمة نتنياهو التي قال فيها ان المفاوضات المباشرة فقط هي التي يمكن ان تحقق السلام وهو موقف أيده الرئيس الامريكي باراك اوباما في وقت سابق من هذا الاسبوع.
وقال أمام الجمعية العامة التي تضم 193 دولة "أمد يدي الى الشعب الفلسطيني."
وقال "الحقيقة هي أن اسرائيل تريد السلام والحقيقة أنني أريد السلام."
لكنه اضاف "لا يمكننا تحقيق السلام من خلال قرارات الامم المتحدة."
وطالب نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف باسرائيل كدولة يهودية وهو أمر يرفضه الفلسطينيون قائلين انه سيضر بحقوق اللاجئين الفلسطينيين.
ويعكس طلب عباس الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطينية فقدان الثقة بعد 20 عاما من محادثات السلام الفاشلة برعاية الولايات المتحدة والقلق من التوسع الاسرائيلي في النشاط الاستيطاني الذي لا يتوقف على اراض يريدها الفلسطينيون لاقامة دولتهم.
كما يكشف عن تراجع نفوذ واشنطن في المنطقة التي اجتاحتها انتفاضات بعدة دول عربية وتتغير فيها التحالفات مما زاد من عزلة اسرائيل على الرغم من قوتها العسكرية.
وقال عباس ان "شعبنا سيواصل مقاومته الشعبية السلمية للاحتلال الاسرائيلي." وأضاف "هذه السياسة الاستيطانية تهدد أيضا بتقويض وضرب بنيان السلطة الوطنية الفلسطينية بل وانهاء وجودها."
وكانت هذه هي المرة الاولى التي يتحدث فيها عباس بشكل واضح عن امكانية زوال السلطة الفلسطينية مما يسلط الضوء على المأزق الذي تواجهه سلطة تأسست كدولة في قائمة الانتظار لكن منتقديها ينظرون اليها الان باعتبارها ليس اكثر من ادارة بلدية كبيرة تدير الشؤون المدنية للمدن الفلسطينية الرئيسية تحت الاحتلال الاسرائيلي.
ومن شأن حل السلطة الفلسطينية ان يلقي بمسؤولية حكم الضفة الغربية على اسرائيل باعتبارها القوة المحتلة.
وهدد الساسة الاسرائيليون والامريكيون بعقوبات مالية يمكن أن تصيب بالشلل السلطة الفلسطينية التي يعمل لصالحها 150 ألف موظف.
وظل المندوبون الاسرائيليون في القاعة خلال خطاب عباس الذي تخلله التصفيق خاصة عندما اعاد الى الاذهان كلمة سلفه ياسر عرفات امام الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1974 والتي قال فيها "لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي.. لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي."
وفي الضفة الغربية علقت الاعلام وصور عباس وعرفات على المباني في ساحة بمدينة رام الله حيث كان الفلسطينيون يشاهدون بثا حيا لكلمة عباس.
وقال خالد شطايا (42 عاما) وهو يحمل العلم الفلسطيني "هذا أمر كان يتعين ان نفعله منذ وقت طويل..انا فخور جدا."
وقال دبلوماسيون ان اعضاء رباعي الوساطة بالشرق الاوسط اتفقوا على بيان يأمل ان يؤدي الى استئناف محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية وذلك في محاولة للحد من الاثار الناجمة عن طلب الحصول على العضوية الفلسطينية في الامم المتحدة.
وقال دبلوماسيون ان مبعوثين عن رباعي الوساطة التي تضم الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة والولايات المتحدة اجتمعوا مع بان في مقر الامم المتحدة يوم الجمعة. وامتنع الدبلوماسيون عن اعطاء المزيد من التفاصيل.
وتفصل هوة من عدم الثقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين الذين يشعرون بأن وجودهم في خطر وسط صراع مرير على الحدود والأمن واللاجئين والقدس.
وتعقد الخلافات السياسية بين الفلسطينيين أنفسهم وقيود السياسة الداخلية الأمريكية حيث الدعم لإسرائيل راسخ وممتد منذ زمن طويل اي فرصة لتضييق الفجوات.
وتضرب الخلافات بجذورها في تاريخ طويل من الروايات المختلفة واراقة الدماء المتكررة.
وقسمت الامم المتحدة فلسطين عام 1947 لكن الدول العربية رفضت هذا التقسيم واعلنت الحرب على دولة اسرائيل الوليدة التي استولت على اراض اكثر مما منحها التقسيم وطردت مئات الالاف من الفلسطينيين الذين تحولوا إلى لاجئين.
وبعد عقدين من استيلاء اسرائيل على الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة في حرب عام 1967 اعلنت منظمة التحرير الفلسطينية اعترافها بإسرائيل وخفضت سقف مطالبها إلى المطالبة بإقامة دولة على هذه الاراضي.
وفي عام 1993 رسم اتفاق وقعه عرفات في البيت الابيض مع رئيس الوزراء الاسرائيلي حينها اسحق رابين خطة للحكم الذاتي للفلسطينيين لكن هذا الاتفاق لم ينفذ كاملا ابدا.
وواصلت اسرائيل توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية لكنها فككت مستوطناتها في قطاع غزة الذي تحكمه حاليا حركة حماس الاسلامية التي ترفض الاعتراف بإسرائيل.
واندلعت انتفاضتان فلسطينيتان عامي 1987 و2000 لكنهما فشلتا في انهاء الاحتلال وتقريب حلم اقامة الدولة.
ويقر عباس بضرورة المفاوضات لكنه يقول إن إعلان الدولة سيضع مواطنيه على قدم المساواة مع اسرائيل.
واعلن عباس ان فلسطين ولدت من جديد وقال ان شعبه يسير إلى موعد مع التاريخ. وقال انه يأمل ألا يطول الانتظار.
وتعتبر اسرائيل المبادرة في الأمم المتحدة محاولة لتقويض شرعيتها.
ورفضت حماس خطوة عباس ووصفتها بأنها "تسول" للدولة. وقال اسماعيل هنية الذي يرأس ادارة حماس في غزة ان الدول لا تبنى بقرارات من الامم المتحدة وان الدول هي التي تحرر ارضها وتبني مؤسساتها.