مبارك يدعو الى اصلاحات باسلوب يحول دون وصول الاسلاميين للسلطة

تاريخ النشر: 12 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

حذر الرئيس المصري حسني مبارك خلال افتتاحه مؤتمرا حول اصلاح العالم العربي، من ان عدم تسوية الملفين الفلسطيني والعراقي سيعوق الاصلاحات التي طالب بان تتبنى اسلوبا لا يتيح تولي "قوى التزمت" زمام الامور، في اشارة الى الحركات الاسلامية. 

وقال مبارك في افتتاح المؤتمر في الاسكندرية "قدرتنا على الدفع قدما في جهود الاصلاح والتحديث في مصر والدول العربية ستتناقص ما لم تشعر شعوبنا بان الهدف الحقيقي من هذه الجهود هو اشاعة السلام والامن والاستقرار وليس اتاحة الفرصة لطرف ما للسيطرة او الهيمنة على المنطقة العربية بأسرها." 

وطالب الرئيس المصري بوقف التدهور الحاد في الاوضاع في العراق والعمل على تطبيق مبادرات التسوية بين العرب واسرائيل واخرها خطة خارطة الطريق. 

وقال "ينبغي أن يكون واضحا أن استمرارية هذه الاوضاع... لن يخدم سعينا نحو التحديث والاصلاح وانما يقوي من شوكة الارهاب والتطرف المستند إلى مشاعر اليأس والاحباط في المجتمعات العربية التي تقارن بين السعي الخارجي لفرض اصلاحات بعينها علينا قسرا أو طواعية وبين التجاهل التام للانتهاكات التي تقوم بها الأطراف الأخرى المقترن بتجاهل المجتمع الدولي وقوى السلام للحاجة الماسة لدول المنطقة  

للتوصل إلى السلام والامن والاستقرار." 

وتختلف وجهة نظر مبارك مع الموقف الاميركي الذي يرى ضرورة تطبيق اصلاحات ليبرالية في الشرق الاوسط دون انتظار لتسوية القضية الفلسطينية. 

ومن المقرر أن تطرح واشنطن مبادرتها المعروفة باسم الشرق الاوسط الكبير على مؤتمر قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى في حزيران/يونيو لتطلب دعمها للخطة عن طريق تقديم مساعدات اقتصادية للدول العربية مقابل تطبيق الاصلاحات. 

وكان الرئيس المصري قد ذكر في مقابلة صحفية هذا الاسبوع أن التعجيل في تطبيق الاصلاح قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بالمساعدة على تولي المتشددين دينيا السلطة. 

وقال مبارك في كلمته الجمعة إن المؤتمر "يكتسب أهمية محورية تنبع من عدد من الاعتبارات اولا انعقاده بمبادرة ذاتية" مشددا على "ضرورة اتباع اسلوب اصلاحي لا يؤدي إلى زعزعة الاستقرار ولا يسمح بتولى قوى التطرف والتزمت من زمام الاصلاح وتوجيهه لوجهة لا تتفق مع رؤي مجتمع." 

ويشارك في المؤتمر الذي تنظمه مكتبة الاسكندرية 170 من العاملين في المجتمع المدني العربي ويناقش قضايا الاصلاح في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. 

وقال اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية إن المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام "سيناقش مخاوف تراود بعض العرب من أن يكون الاصلاح مفروضا من الخارج من جانب قوى تريد خدمة مصالحها في حين تصبح المناقشات الدائرة حول الاصلاح مجرد كلام لن يدخل حيز التنفيذ حيث يعمد المؤتمر إلى الخروج بتصور لرؤية المجتمع المدني لقضايا الاصلاح الشامل." 

ولقيت المبادرة الاميركية معارضة على نطاق واسع في العالم العربي الذي تراوده شكوك بشأن النوايا الامريكية رغم أن محللين يقولون انها شكلت ضغطا على الحكومات العربية للاصلاح. 

وتنظم المؤتمر مكتبة الاسكندرية بالاشتراك مع مجلس الاعمال العربي ومنتدى البحوث الاقتصادية والمنظمة العربية لحقوق الانسان ومنظمة المرأة العربية. 

ويناقش المؤتمر في اطار المحور السياسي عملية الاصلاح السياسي والمؤسسي وسبل تطوير وتفعيل الشراكة بين المجتمعات المدنية والمؤسسات الديمقراطية فضلا عن شفافية الحكم والمساءلة والتعددية المؤسسية وتهيئة بيئة مناسبة للمجتمع المدني وتشجيع حرية التعبير والمشاركة الجماهيرية.—(البوابة)—(مصادر متعددة) 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن