مايكروسوفت وفاتورة الأخلاق: كيف كلّف دعم غزة بعض الموظفين مستقبلهم؟

تاريخ النشر: 29 أغسطس 2025 - 07:48 GMT
_

 

أنهت شركة مايكروسوفت خدمة أربعة موظفين شاركوا في احتجاجات ضد استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لتقنيات وأنظمة الشركة، في سياق عمليات يُتهم فيها الاحتلال بارتكاب إبادة جماعية مستمرة في قطاع غزة منذ نحو 23 شهرا.

وذكرت شبكة "سي إن بي سي" الأميركية أن مايكروسوفت أصدرت بياناً، يوم الأربعاء، أعلنت فيه إنهاء علاقة العمل مع موظفين اثنين بدعوى "انتهاك خطير لسياسات الشركة"، على حد تعبيرها. وأوضح البيان أن دخول المحتجين إلى مكتب نائب رئيس مجلس الإدارة، براد سميث، خلال مظاهرة داخل مقر الشركة، اعتُبر "غير قانوني" ومخالفًا للمعايير السلوكية المتوقعة من الموظفين.

من جهتها، أفادت مجموعة "لا لاستخدام آزور في الفصل العنصري"، وهي حركة احتجاجية داخلية، أن الموظفين آنا هاتل وريكي فاميلي تلقيا بلاغات صوتية تُعلمهم بإنهاء خدماتهم. وفي اليوم التالي، أعلنت المجموعة إنهاء خدمات موظفين إضافيين هما نسرين جرادات وجوليوس شان، واللذين كانا قد شاركا في اعتصام أمام مقر الشركة خلال الأسابيع الأخيرة.

وتطالب المجموعة شركة مايكروسوفت بوقف تعاونها مع الاحتلال الإسرائيلي، وقطع تزويدها بالخدمات التقنية، إضافة إلى دفع تعويضات للفلسطينيين المتضررين. وتتركز الانتقادات بشكل خاص على منصة "آزور" السحابية، التي توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، ويُزعم أنها تُستخدم من قبل جيش الاحتلال في برامج مراقبة جماعية تستهدف الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة.

وفي بيان صادر عنها، قالت آنا هاتل: "نحن هنا لأن مايكروسوفت تستمر في تزويد الاحتلال الإسرائيلي بالأدوات اللازمة لارتكاب إبادة جماعية، في الوقت الذي تضلل فيه موظفيها بشأن حقيقة ما يجري."

يوم الثلاثاء الماضي، نظم موظفون حاليون وسابقون في مايكروسوفت، إلى جانب نشطاء ومواطنين، وقفة احتجاجية أمام مقر الشركة بولاية واشنطن، اعتراضًا على دعم الشركة للبنية التحتية التكنولوجية للجيش الإسرائيلي. وكان من بين المعتقلين في تلك الوقفة هاتل وفاميلي، إلى جانب خمسة آخرين من موظفين سابقين أو متضامنين من خارج الشركة.

وكشف تحقيق صحفي مشترك أجرته صحيفة "الغارديان" ومجلة "+972" وموقع "كول" العبري، أن أحد أجهزة المراقبة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم برمجيات "آزور" لتخزين كم هائل من مكالمات الهواتف المحمولة التي أجراها فلسطينيون في غزة والضفة الغربية.

وفي تحقيق آخر لوكالة "أسوشيتد برس"، صدر مطلع عام 2025، تبين أن نماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لمايكروسوفت، والمطورة بالتعاون مع شركة "أوبن إيه آي"، استُخدمت في برنامج عسكري إسرائيلي لاختيار أهداف القصف في غزة ولبنان.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بدعم أميركي، في حملة وصفتها منظمات دولية وحقوقية بأنها إبادة جماعية. وقد أسفرت هذه العمليات عن استشهاد أكثر من 62,895 فلسطينيًا وإصابة نحو 158,927 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين.