تصاعدت الدعوات في المغرب لإلغاء اتفاقية التطبيع مع "إسرائيل"، بعد موجة غضب عارمة أثارتها تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال خطابه أمام البرلمان المغربي، حيث وصف هجوم "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول بأنه "همجي"، مؤكدا على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مما أثار ردود فعل غاضبة من الشارع المغربي والعربي.
استياء برلماني ودعوات لتوضيح الموقف
وطالب ناشطون من الحكومة المغربية والبرلمان إصدار توضيح حول تصفيق بعض النواب بعد تصريحات ماكرون التي اعتبرت مهينة للمقاومة الفلسطينية، فيما أبدت النائبة نبيلة منيب عن الحزب الاشتراكي الموحد اعتراضها، رافعة وشاحا يحمل العلم الفلسطيني أثناء كلمة ماكرون، للتعبير عن رفضها لتصريحاته.
رفض شعبي واستنكار مناهض للتطبيع
وتجمع مواطنون أمام مقر البرلمان المغربي في الرباط، احتجاجا على تصريحات ماكرون، كما خرجت مظاهرة أمام القنصلية الفرنسية في طنجة هتف فيها المتظاهرون "ماكرون يا كذاب، المقاومة مش إرهاب".
وفي بيان له، ندد المرصد المغربي لمناهضة التطبيع بتصريحات الرئيس الفرنسي، معتبرا أنها تعكس نفس القاموس الاستعماري القديم، حيث تستمر فرنسا في تجريم المقاومة ووصفها بالإرهاب، كما فعلت تاريخيا ضد المقاومين في مستعمراتها الإفريقية، مثل المغرب والجزائر.
انتقادات واسعة للمعايير المزدوجة لماكرون
وأثارت مواقف ماكرون جدلا واسعا على منصات التواصل، حيث تساءل مغردون عن ازدواجية المعايير لدى الرئيس الفرنسي الذي يدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، بينما يتجاهل حق الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم.
وذكر آخرون، أن "إسرائيل" قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين دون محاسبة، فيما وصف ناشطون تصريحات ماكرون بأنها تدل على "ضمير ميت" يبرر الاعتداء على الدول الضعيفة ويصنف حق الشعوب في الدفاع عن أنفسها بالإرهاب.
المطالبة بإلغاء التطبيع مع إسرائيل
يأتي هذا التوتر وسط تصاعد الدعوات لإلغاء اتفاقية التطبيع مع "إسرائيل"، حيث رأى الناشطون أن المغرب يجب أن يضع حدا للعلاقات مع كيان يواصل اعتداءاته على الشعب الفلسطيني، مشددين على أن الحق في مقاومة الاحتلال لا يجب أن يوصف بالإرهاب.
