عمان – البوابة – وسام نصرالله
حذرت القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ليلى خالد من خطورة زج المخيمات الفلسطينية في أتون الصراع المسلح في سوريا، وتفريغ المخيمات من لاجئيها كمقدمة لتوطينهم وإنهاء قضيتهم.
وكشفت عضو المكتب السياسي للجبهة في تصريحات خاصة "للبوابة" عن محاولات بذلتها الفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق لإنسحاب مئات المسلحين الذين إقتحموا المخيم وتجنيبه تبعات أي إشتباك بين المسلحين وقوات الجيش السوري.
وقالت خالد "أرسلت فصائل المخيم عبر أحد الاطراف رسالة للمسلحين يوم الثلاثاء تطلب منهم الإنسحاب من المخيم، ليتسنى لعشرات الألوف من ساكنيه العودة لمنازلهم بعد أن تقطعت بهم السبل، فكان رد المسلحين بالموافقة على تلك المطالب بشرط عدم تواجد السلاح داخل المخيم".
وأضافت القيادية الفلسطينية المقيمة في العاصمة الأردنية عمان "أنه حتى اللحظة لم يغادر المسلحون المخيم على الرغم من ذلك الإتفاق، مشيرة في الوقت ذاته إلى توقف الجيش السوري عن القيام بأي عملية عسكرية واسعة ضد المسلحين في المخيم حفاظا على المخيم وعدم تعرضه للخراب".
ويبلغ عدد سكان "اليرموك" 150 ألفا غالبيتهم العظمى من اللاجئين الفلسطينيين، ومن بينهم سوريون أيضا. وقد نزح قسم كبير منهم خلال اليومين الماضيين بسبب الاشتباكات التي وقعت داخل المخيم بين فلسطينيين ومسلحين.
ونوهت خالد إلى أن الفصائل الفلسطينية أكدت في أكثر من مناسبة ضرورة الوقوف على الحياد وتجنيب أكثر من 600 ألف فلسطيني يقيمون في سوريا تبعات الصراع، خاصة في ظل تجارب سابقة بعدد من الدول العربية دفع فيها الفلسطينيون أثمانا باهظة.
وفيما يتعلق بطبيعة الصراع الدائر في سوريا قالت خالد "إن فصائل العمل الفلسطيني أكدت منذ بداية الاحداث في سوريا على حق الشعب السوري في الحرية وتحديد مصيره في ظل السياق الوطني السوري، ولكن بالمقابل لايمكن أن نكون مع دمار وتخريب سوريا من قبل مجموعات مسلحة مدعومة من جهات خارجية".
وأثنت خالد على النظام السوري الذي أعطى الفلسطينيين كامل الحقوق الإجتماعية والمدنية بإستثناء المشاركة بالإنتخابات، وذلك تأكيدا من النظام على حق العودة، مؤكدة على الدور السوري في دعم حركات المقاومة في المنطقة، وعلى رأسها المقاومة الفلسطينية.
وأشارت إلى أن سوريا تتعرض لهجمة شرسة على كل الصعد للنيل من مكانتها وإنهاء وجودها ودورها في المنطقة، وأن المجموعات المسلحة المرتبطة بقطر والسعودية وأمريكا والقوى الغربية هدفها تدمير سوريا.
واعتبرت خالد أن الهجمة التي تتعرض لها المخيمات من قبل المجموعات المسلحة لاتصب إلا في صالح إنهاء قضية اللاجئين عبر تفريغ المخيمات الشاهدة على مأساة اللجوء الفلسطيني.
وقالت المناضلة الفلسطينية إن تفريغ المخيمات يفرض أمرا واقعا جديدا يتمثل بإجبار اللاجئين على القبول بالتوطين بعد تدمير رمز لجوئهم "المخيم".
وقال سكان من المخيم إن عمليات نهب وسرقة جرت للمباني وعيادات الأطباء والمراكز الطبية، كما للمنازل والمتاجر، وذلك في الوقت الذي انتشر قناصة المعارضة على أسطح الأبنية ومآذن الجوامع.
ووفقا لمصادر فلسطينية، فإن القسم الأكثر ازدحاما من المخيم بات تحت سيطرة فصائل المعارضة، فيما يتواصل القتال في المناطق الأخرى.
واشارت المصادر إلى ان المخيم يعيش "كارثة انسانية حقيقية"، معتبرة انها "نكبة ثانية بالنسبة للفلسطينيين".
ودفعت اعمال العنف بالآلاف من سكان المخيم الى اللجوء للحدائق العامة والساحات في دمشق من دون سقف يأويهم في غياب قدرتهم على استئجار منازل للاقامة فيها.
وغادر عدد كبير من سكان المخيم الى لبنان المجاور، حيث ابلغ مصدر في الامن العام اللبناني ان قرابة 2200 فلسطيني عبروا الحدود السورية اللبناية ما بين السبت والاربعاء.