البوابة - لم تكتف إسرائيل بكسب ود الدروز في سوريا أو بالأخص الأقليات في العالم العربي، بل لجأت لكسب ود الأكراد في العراق أيضًا. هذا التوجه الإسرائيلي يدفع بنا لطرح تساؤلات عن مساع إسرائيل لتوطيد علاقاتها مع الأكراد في العراق.
بداية، لا بد من تسليط الضوء على تاريخ من التفاهم والمصالح المشتركة بينهم:
- فالعلاقة بين إسرائيل باليهود الكرد بدأت منذ عام 1943، عندما هاجر حوالي 8 آلاف كردي يهودي إلى فلسطين المحتلة.
- وفي عام 1959 بدأت الاتصالات بين الطرفين لدعم الملا مصطفى البرزاني.
- عام 1963 بدأت الاتصالات بين البرزاني وإسرائيل بوساطة إيرانية.
- عام 1965، الحكومة الإسرائيلية تقرر منح القضية الكردية أولوية.
- في استفتاء عام 2009 في كردستان العراق، أيد 71% من الأكراد إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. في عام 2015 نظمت كوردستان أول احتفال يهودي علني أطلق عليه تسمية "هولوكوست منسي"، بحضور مسؤولين حكوميين وممثلين أجانب، لإحياء الذكرى الـ70 لترحيل العائلات اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
- في عام 2017، أعربت الحكومة الإسرائيلية عن دعمها لاستقلال كردستان العراق.
إسرائيل تشرف على تدريب الأكراد
ويذكر أنه في مذكرات الموساد (هيئة الاستخبارات والمهمات الخاصة الإسرائيلية)، كشف نائب رئيس الموساد الأسبق "نحيك نفوت" أن إسرائيل عملت على تدريب وتسليح المقاتلين الأكراد بقيادة مصطفى بارزاني.
وقال إن الأكراد لعبوا دورًا مركزيًا في مساعدة إسرائيل على تهجير يهود العراق أواخر عام 1969، حيث نقلوا اليهود من منازلهم باتجاه الحدود مع إيران، التي كانت في حالة تحالف غير معلن مع إسرائيل، ثم نقلوا إلى الأراضي المحتلة.
تبادل تجاري
أما على الصعيد التجاري، بلغت نسبة الواردات قرابة 19 مليون برميل نفط في عام واحد، وأوردت أن نفط كردستان يغطي احتياجات تل أبيب بنسبة أكثر من 70% وبأسعار مخفضة جدًا.
علاقة الأكراد باليهود وإسرائيل
تاريخ العلاقات مع الأكراد
على الصعيد التاريخي، عمل بعض الأكراد واليهود في مناطق العراق وإيران وسوريا على تأسيس شبكات تعاون وتبادل تجاري، كما ساعد الأكراد اليهود على الهجرة إلى فلسطين قبل قيام دولة إسرائيل.
في القرن العشرين، ومع صعود الحركة الصهيونية وإقامة إسرائيل، ظهرت علاقات سياسية واستراتيجية بين إسرائيل وبعض القيادات الكردية، خاصة في العراق، حيث رأت إسرائيل في الأكراد حلفاء محتملين لموازنة النفوذ العربي والعرقي في المنطقة.
في الوقت الحاضر، تستمر هذه العلاقة بدرجات متفاوتة، حيث تسعى إسرائيل إلى دعم القضايا الكردية بما يتماشى مع مصالحها الإقليمية، بينما ينظر بعض الأكراد إلى إسرائيل كشريك محتمل في تعزيز أمنهم السياسي والمجتمعي. ومع ذلك، فإن هذه العلاقة تبقى حساسة ومعقدة بسبب التحولات الإقليمية والتوازنات السياسية في الشرق الأوسط، خاصة في العراق وسوريا وتركيا، حيث تلعب المصالح الوطنية والإقليمية دورًا كبيرًا في صياغة طبيعة العلاقة بين الطرفين.
هذا كله يدفع بنا للقول إن علاقة الأكراد باليهود وإسرائيل تجمع بين التاريخ المشترك والمصالح الاستراتيجية، لكنها تبقى علاقة محفوفة بالتحديات والاعتبارات السياسية الإقليمية.