وصلت لجنة فنية تابعة للامم المتحدة الى العراق السبت، لدراسة امكانية اجراء انتخابات في البلاد، وذلك في وقت اعلن فيه مجلس الحكم انه غير ملزم بالقرارات التي ستتخذها اللجنة.
وقال بيان للامم المتحدة ان لجنة من خبراء الانتخابات التابعين للمنظمة الدولية وصل الى بغداد السبت للتشاور مع الزعماء العراقيين والسلطات التي تقودها الولايات المتحدة.
وستقدم اللجنة مقترحات بشأن نقل السلطة للعراقيين.
واعلن محسن عبد الحميد الرئيس الدوري لمجلس الحكم الانتقالي أن المجلس غير ملزم بالقرارات التي ستتخذها اللجنة.
وقال عبد الحميد في مؤتمر صحفي عقده في بغداد السبت "نحن لسنا ملزمين بقرارات اللجنة وإنما نسترشد بها وبما يؤدي إلى صالح المجتمع العراقي.
وأضاف أن "مجلس الحكم هو صاحب القرار يقبل أو يرفض بالتعاون مع الادارة المدنية الاميركية".
وكان المتحدث الرسمي باسم مجلس الحكم حميد الكفائي، اعلن في وقت سابق السبت لوكالة الانباء الالمانية ان "الوفد المكلف بدراسة إمكانية إجراء انتخابات في البلاد سيكون حرا في مقابلة من يريد وزيارة المناطق التي يرغب بزيارتها".
وياتي وصول اللجنة غداة تزايد الشكوك حول جدول نقل السلطة في العراق بعد اعلان أمين عام الأمم المتحدة كوفي انان الجمعة إن من الممكن تأخير التسليم اذا اتفقت كل الأطراف.
وقال وزير الخارجية الاميركي كولن باول إنه متمسك "في الوقت الحالي" بخطة نقل السلطة في حزيران/يونيو من الادارة الاميركية في بغداد إلى حكومة مؤقتة.
وقال محللون إن الوقت ينفد أمام تنفيذ الخطة الاميركية لنقل السلطة رغم امكانية ابداء بعض الاشارات تجاه نقل السيادة بحلول حزيران/يونيو.
ووضع أكبر رجال الدين الشيعة في العراق حجر عثرة أمام الخطة الاميركية لنقل السيادة حين أصر على اجراء انتخابات مباشرة وليس عقد مؤتمرات اقليمية كما تريد واشنطن لتشكيل جمعية وطنية تختار بدورها قيادة في حزيران/يونيو.
وأوضح انان أن فريقا من خبراء الانتخابات بالأمم المتحدة في طريقه الآن إلى العراق وستكون له يد مطلقة نسبيا في تقديم مقترحات بشأن الانتقال السياسي في البلاد والذي يعقده استمرار العنف والصراعات السياسية.
وقال انان للصحفيين "يتوجه فريقي إلى العراق بعقل مفتوح."
وأضاف "اذا قبل كل من يهمهم الأمر اجراء بعض التغيير في المواعيد فلا أعتقد ان بامكاننا المقاومة."
وقال باول "في الوقت الحالي نحن نبقى مع موعد 30 يونيو (لنقل) السيادة."
وأضاف "نحن نتمسك بالخطة ومجلس الحكم (العراقي) متمسك بالخطة." وكان باول وانان يتحدثان على هامش لقاء عقد لجمع تمويل لليبيريا.
وسيحمل أي تأخير مخاطر للرئيس جورج بوش الذي يواجه انتقادات لخوضه الحرب بدعوى القضاء على خطر من أسلحة العراق المحظورة التي لم يعثر عليها بعد.
وسيزيد ذلك من المساحة التي تحتلها قضية العراق في حملته لاعادة انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر وسيجعل ادارته عرضة لاتهامات بأنها تتراجع عن وعودها بنقل السلطة.
واقتراح بوش عقد مؤتمرات بدلا من الانتخابات المباشرة التي يطالب بها الزعيم الشيعي اية الله العظمى علي السيستاني سيجعل الرئيس الاميركي عرضة لاتهامات بالنفاق بينما يضغط من أجل نشر الديمقراطية في مختلف أنحاء العالم.
ويقول خبراء كثيرون إن خطة واشنطن لنقل السلطة أعقد مما ينبغي وستمنح مجلس الحكم سلطة أكبر مما يجب ولن تروق مطلقا للشيعة الذين يمثلون 60 في المئة من سكان العراق.
ورغم ذلك لا يعتقد مسؤولو الأمم المتحدة ولا المسؤولون الاميركيون بامكانية اجراء الانتخابات بحلول موعد حزيران/يونيو النهائي.
وفي مواجهة ضغوط مشابهة في افغانستان أخرت الأمم المتحدة الانتخابات على أساس ان توافر بيئة آمنة أمر أساسي للسماح بتسجيل الناخبين وقيام الأحزاب السياسية بحملاتها.
وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة إنهم يعتقدون بضرورة ابداء بعض الاشارات بحلول 30 حزيران/يونيو فيما يتعلق بنقل السيادة.
وتتضمن الاحتمالات توسيع مجلس الحكم العراقي المؤلف من 25 عضوا أو الدعوة إلى مؤتمر على مستوى البلاد لكبار الزعماء لاختيار حكومة مؤقتة وهو نهج تبنته الأمم المتحدة في افغانستان.—(البوابة)—(مصادر متعددة)