لافروف مرتاح لنتائج زيارته وواشنطن غير واثقة من تطبيق الاسد لوعوده

تاريخ النشر: 07 فبراير 2012 - 10:21 GMT
أعرب لافروف عن ارتياحه لنتائج زيارته إلى سورية
أعرب لافروف عن ارتياحه لنتائج زيارته إلى سورية

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن ارتياحه لنتائج زيارته الأخيرة إلى سورية، مؤكدا أنها "جاءت في وقت ملائم".

وقال لافروف في تصريحات صحفية في موسكو يوم 7 فبراير/شباط فور عودته من دمشق: "لقد أجرينا لقاء مفيدا جدا مع إدارة الجمهورية العربية السورية، مع الرئيس بشار الأسد ونائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، وأكدنا استعدادنا لتقديم أي دعم ممكن لمحاولات إيجاد المخرج من الأزمة الحالية في أسرع وقت ممكن، على أساس المبادئ الموجودة في مبادرة جامعة الدول العربية التي تم تقديمها في 2 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011".

وواصل: "وفق ما تنص عليه هذه المبادرة، أكد الرئيس السوري تمسكه بمهمة وقف العنف مهما كان مصدره، ولهذا الهدف أبلغت سورية الجامعة العربية عن اهتمامها بمواصلة عمل بعثة المراقبين العرب وزيادة عدد أعضائها لتمكينها من الحضور في جميع النقاط الساخنة ورصد كل الانتهاكات لمبادئ وقف العنف، أيا كان مصدره".

وأردف قائلا: "من طرفنا نؤكد على ما تحدثت عنه في اتصال هاتفي مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس. إن روسيا متأكدة بضرورة مواصلة وتوسيع بعثة المراقبين العرب التي تعتبر بحد ذاتها عاملا مهما لإعادة الاستقرار في سورية. ويجب أن تكون الجهود الرامية إلى وقف العنف متوازية مع تنظيم حوار سياسي يشمل جميع الأطراف، من الحكومة إلى جماعات المعارضة. وتقف الجامعة العربية مع هذا أيضا. واليوم أكد لنا بشار الأسد استعداده لهذا العمل، وعلى وجه الخصوص أكد أن اللجنة التي شكلت لإجراء الحوار الوطني مع جميع أطراف المعارضة برئاسة نائب الرئيس فاروق الشرع تمتلك كل التفويضات اللازمة لمثل هذا الحوار. كما دعا الرئيس السوري الأطراف التي باستطاعتها التأثير على مواقف الجماعات المعارضة الرافضة للحوار أن تمارس الضغط اللازم عليها".

وأضاف لافروف: "كما ذكرنا لزملائنا السوريين أن الرسالة التي وجهها الرئيس الروسي دميتري مدفيديف إلى الرئيس السوري بشار الأسد كانت فيها دعوة إلى تسريع الإصلاحات الملحة للنظام السياسي، وعلى وجه الخصوص إلى إجراء الإصلاح الدستوري في أقرب وقت ممكن، كإضافة إلى القوانين التي قد تم اتخاذها".

وواصل الوزير الروسي: "كما أبلغنا بشار الأسد أنه سيلتقي في الأيام المقبلة مع اللجنة التي أعدت مشروع دستور جديد. لقد تم إكمال هذا العمل وسيتم الإعلان عن تاريخ إجراء الاستفتاء حول القانون الأساسي للبلاد فور تسلم الرئيس رسميا مشروع الدستور الجديد. وعلى أساس هذا الدستور الجديد سيتم إعداد وإجراء الانتخابات العامة التي ستشارك فيها وفق قانون الأحزاب الجديد أحزاب كثيرة. وأكرر هنا أن الانتخابات ستجرى على أساس الدستور الجديد التي لن يكون فيه التأكيد على أية امتيازات لحزب البعث".

وأعرب لافروف عن ثقته في أن "الرسالة التي وجهت إلى دمشق حول ضرورة التقدم في جميع الاتجاهات قد وصلت"، مجددا موقف موسكو الداعم إلى مواصلة الحوار من أجل حل الأزمة السورية.

وقال: "ستقوم روسيا بهذا العمل بنشاط، وعلى وجه الخصوص في إطار الاتصالات المستمرة مع الطرف السوري ودول جوار سورية والجامعة العربية".

وأكد لافروف: "سنواصل العمل مع جميع أطراف المعارضة التي بذرائع مختلفة لا تزال حتى الآن تعارض المشاركة في الحوار الوطني، منطلقين من ضرورة أن تعمل مع هذه الأطراف أيضا الدول التي تحظى بنفوذ أقوى عليها من نفوذ روسيا الاتحادية عليها. إن هدفنا واضح وبسيط وهو وقف سفك دماء الأبرياء مهما كان الطرف الذي يقوم به. إن المنطقة بحاجة إلى السلام، وسورية بحاجة إلى السلام. وعلى القوى الخارجية أن تعمل من أجل دعم الحوار والاتفاقات والمصالحة وأن تمتنع عن أي تدخل أو تحريض".

أعربت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولند عن قلق واشنطن حيال إمكانية أن تكون الوعود التي قدمها الرئيس السوري بشار الأسد لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "كلاما فارغا".

وقالت في تصريحات صحفية بواشنطن يوم 7 فبراير/شباط: "فيما يخص التقارير الصحفية، فبإمكانكم أن ترون أن المجتمع الدولي سيقابل بتشكك تكرار الأسد لوعوده بإجراء الاستفتاء التي يرددها طوال أشهر بدل وقف العنف... بصراحة، لا أفهم كيف يمكن أن يؤدي ذلك كله إلى حوار وطني سلمي حول المستقبل الديموقراطي لسورية الذي نريده لها".

وأضافت نولاند أن الطرف الروسي لم يبلغ واشنطن حتى الآن عن نتائج زيارة المندوبين الروسيين إلى دمشق وقالت: "ستمتنع وزيرة الخارجية والوزارة عن أي تقييم لزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دمشق حتى إجراء الاتصال بينه ووزيرة الخارجية الأمريكية بعد عودته إلى موسكو".