لاجئ سوري يكتب عن تجربته في السويد

تاريخ النشر: 21 أكتوبر 2016 - 04:30 GMT
 الناشط في مجال حقوق الانسان معروف محمود طعمه
الناشط في مجال حقوق الانسان معروف محمود طعمه

يتحدث الناشط في مجال حقوق الانسان معروف محمود طعمه عن عامه الاول لاجئا في هجرته الثانية الى السويد، فقد وصل الى عمان في رحيله الاول عن وطنه سورية ثم انتقل قبل عام الى السويد ليبدأ مرحله من حياته تاركا اسرته في عمان وعائلته السورية الكبيرة في الوطن الام.

يقول معروف طعمة

لم أفكر يوما بالخروج من بلدي مطاردا هاربا من شبح الموت ولم يخطر ببالي يوما بأن أكون لاجئا، خرجت تاركا خلفي أحلامي وذكرياتي ،أحبابي وأصحابي ،تركت وطنا ينزف في الصباح وفي المساء وطن يبكي على فراق الأحبة، وطنا بات الصباح به كئيبا أسود كالمساء.

رغم الغربة التي عشتها بعيداً عن وطني لأكثر من ثلاثة أعوام إلا أنني اخترت غربة أخرى ليضاف عليها فراق عائلتي الصغيرة.

أكتمل عامي الأول في غربتي الجديدة رغم الصعوبات التي واجهتها سابقا في غربتي الأولى إلا أنها أكثر صعوبة فأنا بعيد عن وطني وعن اهلي في غربة مختلفة ليست كما الأولى، غربة اخترتها بإرادتي في سبيل أن أحظى على حياة أفضل لأبنائي بعد أن حجبت غيوم الحرب السوداء أشعة الشمس عن وطني.

في مثل هذا اليوم من العام الماضي وصلت إلى مملكة السويد.... وهنا ابتدأت حياتي من جديد.

بعد قرابة الشهرين من وجودي في السويد قررت البحث عن عمل ضمن مجال اختصاصي في حقوق الإنسان، بدأت البحث في صفحات الإنترنت عن منظمات تعنى بحقوق الانسان إضافة للصحف الإخبارية وقمت بمراسلة العديد منها إلا أنني لم أتلقى أي رد من أحد، وبعد قرابة الشهر وصلني الرد من إدارة صحيفة سويدن بوست وتم قبولي ضمن فريقهم الإخباري كمحرر ومراسل صحفي.

بدأت العمل مع الصحيفة وقمت بتقديم بعض البرامج والمقابلات المرئية إضافة إلى تغطية عدد من الفعاليات والنشاطات ضمن المقاطعة التي أسكن بها.

واجهت صعاب كثيرة وحاولت أن أبقى صامد لأطول فترة ممكنة وبعد مرور 10 شهور على وجودي في السويد، بدأت معنوياتي بالانهيار إلى أن وصلت إلى مرحلة الهروب من الذات رغم أني خضعت لعدة دورات في الإرشاد النفسي ولكن لم أستطيع أن أساعد نفسي، حاولت البحث عن حلول لاجتاز أصعب مراحل العمر في غربتي رغم انشغالي في عمل الصحافة والدراسة إلا أنني فقدت طموحي وانهارت معنويات وماتت جميع أحلامي .

لم أكن الأول ولن أكون الأخير ممن يمر بهذه المرحلة المؤلمة إلا أن القوة تكمن في اجتياز هذه المرحلة الصعبة من العمر فهنالك أمور كثيرة يستطيع المرء التغلب عليها، البعض يستطيع تجاوزها بالعمل أو الدراسة ولكن جميعها لا تكفي فالإنسان بحاجة لرفع المعنويات كي يستطيع اجتياز هذه المراحل الصعبة ،تلقيت كلمات رقيقة رفعت معنوياتي وأعادت إلي الثقة في نفسي وكان أعظمهم من أهلي وأحبابي وزملائي في العمل .

وأنا كشخص بسيط تذوقت مرارة الغربة عاهدت نفسي على تقديم يد العون لكل إنسان يحتاج الوقوف بجانبه ولو حتى بكلمة.