كيف سينعكس مصرع سليماني على الاسد والحوثي؟

تاريخ النشر: 15 يناير 2020 - 05:00 GMT
من اوشى بسليماني؟
من اوشى بسليماني؟

كان قاسم سليماني ذراع ايران وثورتها الطائفية التوسعية في الخارج، وشكل منذ حرب الخليج الاولى ودعمه عبد العلي مزاري رئيس حزب الوحدة الشيعي ضد حكومة محمد نجيب الله في افغانستان ثم دعم التحالف الشمالي بقيادة أحمد شاه مسعود ضد حركة طالبان البداية الموفقة لنشر مبادئ ثورة الخميني على المحيط العربي. وتوسع التدخل الايراني العسكري بعد سقوط الرئيس العراقي صدام حسين، وساهمت المخابرات الايرانية في خلق وصناعة تنظيمات ارهابية على رأسها داعش، لخلق المبرر والوسيلة وصناعة جسر عبور الى دول الجوار بحجة مهاربة الارهاب. بالنسبة الى لسوريا فهي طريق ايران الى لبنان للتواصل جغرافيا مع حزب الله وركن اساسي في الهلال الشيعي، للوصول الى الاردن والحدود التركية ن الجهة السورية حيث مدن السنة خاب وادلب ، ولاستخدام القضية الفلسطينية والمتاجرة فيها لخدمة المصالح الايرانية وملفها النووي. وقد نجحت ايران بفضل تراخي رئيس النظام السوري وتقديم شيك على بياض للملالي لانقاذه من الثورة الشعبية ضده في سورية من التغلغل في سورية والسيطرة على مفاصل مؤسساتها الاجتماعية والاقتصادية والدينية والعسكرية، لذلك فان سورية الى جانب العراق ستكون ساحة رئيسية للرد على اغتيال سليماني ان كان هناك نية اصلا وجرأة لدى ايران لتنفيذ تهديداتها والقيام برد "مزلزل" . سليماني احضر روسيا الى سورية اقنع قاسم سليماني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بارسال قواته الى سورية، لانقاذ بشار الاسد الذي بدأ ينحصر داخل دمشق فقط، عرض سليمان المقنع يقوم على غطاء جوي، فيما هناك اكثر من ربع مليون مقاتل ومرتزق على الارض، هذا العرض لبى ميول بوتين الذي يريد انقاذ الاسد حليفه الاستراتيجي من دون خسائر بشرية، وتلاقت المصالح المشتركة بالسيطرة على منطقة استراتيجية وثروات باطنية لعقود قادمة تتواجد القوات الاميركية في شرقي الفرات، وفي المنطقة الشمالية الشرقية لسورية هناك ايضا قوات النظام السوري والمعارضة والجيوش الروسية والتركية والرقابة الاسرائيلية المطلة على الاجواء بتفاصيلها. تتمتع القوات الاميركية في شرقي الفرات بحماية وحراسة عسكرية كبيرة خاصة بعد رغبتها في الاستحواذ على النفط السوري، هذا التواجد المعزز بمضادات طيران واجهزة مراقبة محمي ايضا من قاعدة التنف . كان قاسم سليماني مخططا ومندفعا في المعارك في سورية، وتمكن من اقناع العناصر الايرانية والمرتزقة التي استقدمها، ان المعركة مقدسة وطريق سريع الى الفردوس الاعلى بمباركة السيد الاكبر خامنئي الذي سلمهم وثائق عبور من دون أي سؤال الى الجنة. هذا الاندفاع مكن سليماني من فتح طريق البوكمال ليصل برا ايران بسورية عبر العراق، كما ساهمت خططه بالاستيلاء على احياء شرقي حلب وضواحي دمشق قبلها والسؤال كيف من الممكن ان يستفيد النظام السوري من رحيل سليماني؟ غابت الفصائل الشيعية والمرتزقة عن معارك حلب الاخيرة، ولا يستبعد مراقبون استغلال الاسد انشغال الاتراك في ليبيا وانشغال العالم في دراسة التاثير عن مقتل سليماني لشن عملية خاطفة في ادلب لانهاء البؤرة الاخيرة للمعارضة السورية على الرغم من احتمال توقيع هدنة في ادلب بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان هذا هو حجم سليماني في سورية، ثبت نظام الاسد وحاول السيطرة عليه، بل اصبح الحاكم الفعلي لسورية ، لذا فان غيابه يعيد الحسابات مجددا، فالمعارضة ان وجدت داعما جديدا ستستعيد قوتها وتعود الى ساحة المعركة، خاصة وان نظام الاسد لم يف بالتزامات التهدئة والمصالحات، والمجتمع الدولي ما يزال يرفضه ويدعو للاطاحة به روسيا ايضا التي سيطرت على مؤسسات عسكرية ستعيد حساباتها، وقد تتجه الى السيطرة على الدولة العميقة من مؤسسات خيرية واجتماعية ودينية وسحبها من مخالب ايران مخالب سليماني في اليمن مثل مقتل قائد فيلق القدس صدمة كبيرة لدى الحوثيين باليمن، وانعكس حجم الصدمة على التهديدات التي اطلقتها المليشيات اليمنية التي تعهدت بالاخذ بالثار وارتبط اسم سليماني باليمن منذ الأيام الأولى للحرب التي قادتها السعودية ضد الحوثيين في مارس 2015، وهو ما يجعل لمقتله أثراً كبيراً على المليشيا التي اعترفت مؤخراً بتبعيتها لإيران، وسط تحذيرات الحكومة اليمنية من تحويل البلاد إلى محطة للصراع في المنطقة. قبل مصرعه وعد سليماني قادة الحوثيين في لقاءات سرية في صنعاء اليمن وبيروت بدعم اكبر ومعدات اشمل تمكنهم من تنفيذ عمليات في البحر ضد سفن اغاثة سعودية خاصة واخرى اميركية وغربية بهدف دفع اميركا لمراجعة او التخفيف من العقوبات على ايران وتقول مصادر أن جماعة الحوثي "تلقت تعهداً من سليماني بإرسال مزيد من الخبراء والأسلحة إلى الحديدة في اليمن". يقول المحلل السياسي اليمني عبد الرقيب الهدياني لموقع الخليج اونلاين القطري أن مقتل سليماني "يعتبر خسارة كبيرة للمشروع الإيراني، وخصوصاً مشروع الهيمنة والتوسع الذي دأبت عليه إيران، وباعتباره القناة والوسيلة الوحيدة الذي تمتلكه طهران مع الأذرع الخارجية التي تمثل امتداداً لها في المنطقة وفي مقدمتها جماعة الحوثيين". ولفت إلى أن مقتل الجنرال الإيراني "له تأثير معنوي، ويكسر غرور وطموح ونفسيات الأذرع الخارجية التي ترعاها إيران، في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وباعتبار الحوثيين المكون الجديد في المنطقة، فهم الأكثر خسارة من بين تلك المليشيا، وهذا ما عكسته ردة الفعل من قبل قيادات المليشيا". ويرى المصدر أن القناة التي كانت تربط بين الحوثيين وإيران "قد كسرت وانتهت بمقتل سليماني، وهذا فأل سيئ على الجماعة مع بداية 2020"، مضيفاً: "خصوصاً أن هذه الصدمة تأتي والمليشيا تمر بأزمات وضائقة كبيرة، وننتظر التداعيات التي ستحصل بالمنطقة". كما أشار إلى أن الحوثيين أصبحوا اليوم في مواجهة مفتوحة مع الأمريكان، "بعدما كانت واشنطن تقوم برعاية حوارات بينهم وبين السعودية". تيتمت المليشيات المدعومة من ايران والتي طالما رفعت سلاحها في وجه شعوبها ووقفت متسمرة امام التهديدات الخارجية، وفقدت ايران ذراعا طويلة وعقلية ماكرة في جر تلك التنظيمات والمليشيات لتضرب شمالا ويمينا في سبيل مصالح ايران فقط اولا واخيرا .

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن