خبر عاجل

كلينتون تحث على انتقال سلمي في الصومال وكينيا

تاريخ النشر: 05 أغسطس 2012 - 07:51 GMT
 وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون
وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون

التقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون السبت مسئولين صوماليين لمناقشة عملية الانتقال هذا الشهر الى حكومة كاملة، وذلك خلال زيارة لكينيا لتعزيز الديمقراطية والشفافية الانتخابية في المنطقة.

واجتمعت كلينتون بالرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد وعدد أخر من الموقعين على خارطة الطريق الصومالية، قبيل أسابيع من انقضاء المهلة التي تنتهي في 20 اب/ اغسطس والتي منحتها الامم المتحدة للصومال لوضع مسودة دستور وانتخاب برلمان ورئيس.

وهنأت وزيرة الخارجية الامريكية الصوماليين على التقدم الذي أحرزوه في صياغة الدستور، بينما أبرزت التحديات التنموية والامنية الهائلة التي تواجهها تلك الدولة الواقعة في منطقة القرن الافريقي، متعهدة بدعم أمريكي في المستقبل.

ولكن خطر جماعة الشباب الاسلامية المعادية للحكومة، والتي تواصل السيطرة على مساحات من وسط وجنوب الصومال، ألقيبظلاله على الاجتماع الذي عقد بوسط نيروبي بعد ساعات من وقوع هجوم بالقنابل اليدوية في شرق العاصمة الكينية.

وواصلت الشرطة تحقيقاتها فيما يبدو أنه هجوم انتحاري وقع في شارع مزدحم بشرق نيروبي حيث يعيش الكثير من الصوماليين قرب قاعدة موي للقوات الجوية ، أسفر عن اصابة عدة أشخاص.

وتعرضت كينيا لسلسلة من الهجمات بالقنابل اليدوية والاسلحة وعمليات الاختطاف التي يشنها أعضاء جماعة الشباب والمتعاطفين معهم منذ تشرين اول/ اكتوبر الماضي عندما شنت نيروبي حملة في جنوب الصومال ضد الجماعة التي تربطها علاقات بتنظيم القاعدة.

والقى المتحدث باسم الحكومة الكينية الفريد ماتوا باللائمة في المشكلة الامنية على الصومال وحث الولايات المتحدة ومانحين آخرين على الوفاء بالتزاماتهم المالية التي قطعوها.

وقال ماتوا لوكالة الانباء الالمانية عبر الهاتف "إذا قمنا باصلاح المشكلة عندئذ لا يتعين علينا مواصلة معالجة الأعراض".

وفي وقت سابق السبت، حثت كلينتون القادة الكينيين على ضمان أن تكون انتخابات العام المقبل ذات مصداقية وسلمية وتجنب تكرار أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها عام 2007 عندما أوقعت أعمال العنف أكثر من ألف قتيل.

وقال الوزيرة الامريكية للصحفيين في نيروبي "ان الولايات المتحدة تعهدت بمساعدة حكومة كينيا في ضمان أن تكون الانتخابات القادمة حرة ونزيهة وشفافة".

وأضافت "نحث على أن تجتمع الامة وتستعد للانتخابات التي ستكون نموذجا حقيقيا للعالم أجمع".

والتقت كلينتون الرئيس مواي كيباكي ورئيس الوزراء رايلا اودينجا ومسئولي الانتخابات وأولئك المسئولين عن تحديد الدوائر الانتخابية ، وذلك في دولة يصوف فيها المواطنون تبعا للحدود العرقية.

كما التقت وزير العدل ويلي موتونجا وهو شخصية ذات نفوذ في تحديد ما إذا كان الرجلان المتهمان من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتدبير العنف السياسي (2007-2008) يمكن أن يخوضا انتخابات الرئاسة الكينية.

وقال الوزيرة الامريكية في تصريحات أمام اللجنة المستقلة للانتخابات والحدود إن "الاضطرابات التي يمكن أن تنتج عن انتخابات متنازع فيها ذات تكلفة رهيبة ، سواء على صعيد الخسائر في الارواح أو التأثير الاقتصادي".

وأضافت "ان حالة عدم الاستقرار التي أعقبت الانتخابات الاخيرة كلف الاقتصاد الكيني، طبقا لمعظم التقديرات، أكثر من مليار دولار".

وأودت أعمال العنف بين الطوائف العرقية بحياة ألف شخص بعد انتخابات كانون أول/ديسمبر عام 2007 المثيرة للخلاف مما دفع الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في شرق أفريقيا إلى حافة الحرب الأهلية والحاجة إلى وسطاء أجانب للتوسط في اتفاق لتقاسم السلطة بين كيباكي واودينجا.

وقال المتحدث باسم الحكومة الكينية الفريد ماتوا لوكالة الأنباء الألمانية إن الإدارة رحبت بدعوات كلينتون إلى عملية انتخابية سلسة ولكن أضاف "أن المسألة لا تتعلق بالديمقراطية فحسب وإنما بتوفير الخبز للمواطنين".

وبينما التقت بالعاملين بالسفارة الامريكية في نيروبي ، أعلنت كلينتون عن تعهد الولايات المتحدة بتقديم منحة جديدة بقيمة 54 مليون دولار على هيئة مساعدة انسانية لمنطقة القرن الافريقي ، تخصص منها 15 مليون دولار لكينيا.

وحذرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الانسان من أن كينيا لم تحقق "تقدما كبيرا في محاكمة هؤلاء المسئولين عن العنف بعد الانتخابات في عام 2007 وتحدثت عن انتهاكات من قبل الشرطة وقوات الأمن التي تتمتع بشبه حصانة".

وقال ارنست هوجندورنيم المحلل بمجموعة الأزمات الدولية إن واشنطن تقدم المساعدات الاغاثية والأمنية وأنه سوف يتم الاهتمام بدعوتها للمرشحين في الانتخابات المقبلة بـ"اللعب حسب القواعد " وتجنب استخدام "لغة الكراهية " المستفزة عنصريا.

وبعد زيارتها التي تستمر يومين لكينيا تتوجه كلينتون إلى مالاوي غدا الأحد ثم تختتم جولتها الأفريقية ومدتها 11 يوما بزيارة جنوب أفريقيا. وقد زارت بالفعل اوغندا والسنغال وأحدث دولة في العالم جنوب السودان.