قوات خاصة أميركية تحرر رهينتين في الصومال

تاريخ النشر: 26 يناير 2012 - 07:53 GMT
قوات أميركية خاصة محمولة بطائرات هليكوبتر
قوات أميركية خاصة محمولة بطائرات هليكوبتر

شنت قوات أمريكية للعمليات الخاصة محمولة بطائرات هليكوبتر غارة في الصومال يوم الأربعاء وأنقذت رهينتين احداهما أمريكية والثاني دنمركي بعد قتل تسعة خاطفين في عملية نادرة وجسورة لانقاذ رهائن أجانب بالصومال.
وكان عاملا الإغاثة الامريكية جيسيكا بوكانان والدنمركي بول هاجن ثيستد يعملان لصالح المجموعة الدنمركية لنزع الالغام التابعة للمجلس الدنمركي للاجئين عندما خطفا في 25 من اكتوبر تشرين الاول من بلدة جالكايو في منطقة جالمودوج الصومالية شبه المستقلة في أكتوبر تشرين الأول.

وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما في بيان "هذه رسالة أخرى للعالم بأن الولايات المتحدة الامريكية ستقف بقوة ضد أي تهديد لشعبنا".

وأضاف قوله "لن تتغاضى الولايات المتحدة عن خطف أهلنا ولن تدخر وسعا لتحقيق سلامة مواطنينا ومقاضاة خاطفيهم:.

وقال مسؤول أمريكي طلب ألا ينشر اسمه ان عملية الانقاذ نفذتها قوات من بينها أعضاء في وحدة القوات الخاصة بالقوات البحرية التي قتلت زعيم القاعد اسامة بن لادن العام الماضي في غارة على مقره في باكستان.

وشاركت فروع عسكرية امريكية أخرى في الفريق الذي نفذ الغارة ولكن لم يتضح بعد هل شارك نفس الأعضاء في وحدة العمليات الخاصة بالبحرية في عمليتي الصومال وابن لادن.

وقال مسؤول امريكي طلب ألا ينشر اسمه ان أفراد فريق الغارة نزلوا بالمظلات في مكان قريب من بلدة جادادو بوسط الصومال ثم توجهوا إلى المعسكر الذي كان فيه الرهينتان الاجنبيان محتجزين على أيدى تسعة خاطفين.

وقال مسؤولو البنتاغون ان القوة المهاجمة وصلت وهي مستعدة لاعتقال الخاطفين لكنها لم تتمكن من عمل ذلك وقتل جميع القراصنة التسعة. وقال المسؤولون الذين لم يتمكنوا من تأكيد العلاقة بين الخاطفين وعصابات القراصنة ان الخاطفين كانوا مدججين بالسلاح ولديهم متفجرات بالقرب منهم. ولم يصب احد من القوات الامريكية بسوء.

وقال مسؤولون من البنتاغون إن أوباما أجاز الغارة يوم الاثنين واصدر قادة عسكريون الاوامر بالتنفيذ يوم الثلاثاء. وقالوا ان عدة عوامل بينها صحة الرهينتين ومعلومات المخابرات المتاحة واحوال المناخ دفعت واشنطن الى التحرك والقيام بالغارة.

وقال اناس تعاملوا مع الرهينتين في وقت سابق من الشهر ان بوكانان تعاني من التهاب محتمل في الكلى. وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) طلبوا ألا تنشر اسماؤهم ان ادلة جديدة تم الحصول عليها الاسبوع الماضي تظهر ان حالتها الصحية تتدهور.

وقال الكابتن جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون "اننا على يقين انه كان هناك شعور قوي بضرورة التحرك السريع وكان هناك قدر كاف من معلومات الاستخبارات التي تبرر اتخاذ العمل الذي قمنا به واتخاذ القرار الذي اتخذه الرئيس".

وقال مسؤول امريكي طالبا الا ينشر اسمه ان الرهينتين المفرج عنهما نقلا بطائرة هليكوبتر إلى جيبوتي ووضعا تحت رعاية اطباء من الجيش الامريكي.

ويوجد في جيبوتي منشأة أمريكية للمراقبة تستخدمها طائرات بلا طيار لمراقبة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في اليمن وحركة الشباب الصومالية المتشددة التي لها صلات بالقاعدة.

وسمع الرئيس الأمريكي وهو يهنيء وزير الدفاع بانيتا على نجاح العملية على ما يبدو وهو يدلف الى مجلس النواب الامريكي مساء الثلاثاء لالقاء كلمته السنوية عن حالة الاتحاد.

وقال أوباما "ليون.. أحسنت الليلة.. أحسنت الليلة". ولم يذكر أوباما عملية الانقاذ في كلمته.

وقال البنتاغون انه لا توجد صلات معروفة بين الخاطفين والجماعات الاسلامية المتشددة في المنطقة. وقال كيربي ان الجيش الامريكي ليس لديه دليل على صلتهم باعمال القرصنة.

غير ان أوباما وصفهم بانهم "مجرمون وقراصنة" في تصريحه مثلما فعل مسؤولون محليون.

وقال محمد أحمد حاكم منطقة جالمودوج لرويترز "توجد الان نحو 12 طائرة هليكوبتر أمريكية في جالكايو. نشكر الولايات المتحدة. أفسد القراصنة السلام والاخلاق في المنطقة كلها. إنهم مافيا".

وكان الحاكم يتحدث من بلدة هوبيو وهي قاعدة أخرى كبيرة للقراصنة شمالي هاراديري وقال إنه كان يتفاوض لتأمين إطلاق سراح صحفي أمريكي خطف يوم السبت من جالكايو أيضا.

وكثيرا ما تخطف عصابات القرصنة الصومالية سفنا في المحيط الهندي وخليج عدن وتحتجز طواقمها للحصول على فدى إلا أن خطف العاملين في مجال المساعدات في جالكايو كان حالة نادرة لعصابة قرصنة نفذت عملية على البر.

وتدخلت قوات أمريكية وفرنسية من قبل لانقاذ رهائن في البحر لكن شن هجمات على قواعد للقراصنة نادر.

ويقول قراصنة وشيوخ محليون إن القراصنة يحتجزون الصحفي الأمريكي وعددا من البحارة من الهند وكوريا الجنوبية والفلبين والدنمرك في محيط هاراديري وهوبيو.

وخطفت أيضا سائحة بريطانية من كينيا يوم 11 من سبتمبر أيلول ومازالت محتجزة رهينة في الصومال.

ورحبت الحكومة الصومالية بمهمة الانقاذ وقالت انها ترحب باي عمليات لمكافحة القراصنة.

وقتلت قوات خاصة امريكية العضو البارز في القاعدة صالح علي صالح نبهان في غارة في جنوب الصومال عام 2009 . وقتل العديد من قادة تنظيم القاعدة وحركة الشباب الصومالية في هجمات لطائرات أمريكية دون طيار في الصومال على مدى السنوات القليلة المنصرمة. وقتلت قوات امريكية خاصة تابعة للبحرية الامريكية اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة خلال غارة في باكستان.

وقال بانيتا في مقابلة مع شبكة تلفزيون سي.بي.إس يوم الأربعاء ان تنظيم القاعدة "ما زال يشكل خطرا" ستتصدى له الولايات المتحدة في شتى أنحاء العالم بما في ذلك أفريقيا.

وقال بانيتا إن الولايات المتحدة تواجه القاعدة في اليمن وفي الصومال وفي شمال أفريقيا.

وقام بانيتا بزيارة القوات الامريكية في جيبوتي في منتصف ديسمبر كانون الأول بينما كان في طريقه لأفغانستان والعراق الأمر الذي يعكس تركيز الحكومة الامريكية المتنامي على مخاطر التشدد والقرصنة في اليمن وشرق افريقيا.